من الحزب

الرفيق حسان عاكف ..التحية لحركة الانصار الشيوعيين والمجد لشهدائها الميامين

السادة الضيوف الكرام
الرفيقات والرفاق الاعزاء
الحضور الكريم
يسرني ان اكون اليوم بينكم ومعكم لاشارككم فرحة عقد المؤتمر الثامن لرابطة انصار حزبنا الشيوعي الباسلة، ويسعدني ان انقل اليكم تحيات قيادة الحزب واعضائه وموآزريه في عموم محافظات عراقنا الحبيب وفي منظماته المنتشرة خارج الوطن، وانقل لكم تمنيات الجميع بان تتسم مناقشات المؤتمر بالحيوية وتتكلل اعماله وفعالياته بالنجاح ، وبما يساعد ويضمن الخروج بقرارات وتوصيات تمكن رابطة الانصار المقدامة من منح زخم جديد لهمة ونشاط اعضائها وحيوتهم المتوثبة دوما، للتفاعل مع كل ماهو انساني واصيل في الميادين الثقافية والاجتماعية والسياسية والحياتية العامة، مدفوعين الى ذلك بارثهم النضالي وبالتاريخ المجيد لتضحياتهم وعطاءاتهم.
كما نتمنى ان تساعد قرارات المؤتمر رابطة الانصارعلى التطور الدائم لآليات ووسائل العمل والتنظيم والاتصال والتجدد للاهداف والطموحات الماثلة امامها، بما يتناسب وما تحمله الحياة كل يوم من جديد في عموم ميادينها وفضاءاتها، وبما يستحقه الانصار الابطال وعوائلهم والجيل الجديد من ابنائهم ورفاقهم.
الحضور الكريم :
لقد دخلت حركة انصار حزبنا الشيوعي العراقي تاريخ الحزب من اوسع ابوابه واكثرها اشراقاً ومباهاة، سواء في صفحتها الاولى في ستينيات القرن الماضي او صفحتها الثانية التي دشنها ابناء الحزب نهاية السبعينيات وامتدت لاكثر من عقد من الزمان.
وسجل الشيوعيون العراقيون واصدقاؤهم وحلفاؤهم... انصع الصفحات النضالية وصور التضحية والعطاء والفداء ونكران ذات منقطع النضير من اجل الدفاع عن أصالة القيم والافكار التي يحملها حزبهم، وعن قضايا الشعب والوطن الكبرى، بضمنها القضية القومية للشعب الكردي وحقه في تقرير مصيره.
لقد شكلت عملية رفع الشيوعيين للسلاح نهاية عقد السبعينيات تجسيدا حيا وترجمة عملية لشعار الكفاح المسلح الذي اعتمده الحزب اسلوبا نضاليا رئيسا لاسقاط دكتاتورية النظام البعثي، وردا على هجوم النظام البربري على تنظيمات حزبنا وعشرات الالاف من رفاقه واصدقائه ومؤيديه في عموم ربوع الوطن.
لقد تميزت الحركة الانصارية لحزبنا منذ البدء بتركيب انصارها المنوع وضمها منتسبين من مختلف القوميات والاديان.
ولاول مرة في تاريخ الحزب الانصاري شاركت المرأة في الكفاح المسلح، والتحقت عشرات الرفيقات في صفوف الانصار ونهضن ببسالة بكافة الاعباء النضالية من المشاركة في المفارز القتالية الى العمل في مجالات الاعلام والمخابرة والتمريض وغيرها.
و أسهمت حركة الانصار في حماية الحزب ورفاقه وعززت من هيبته ليس فقط امام الاصدقاء والاشقاء بل ايضا لدى الاحزاب والقوى المعارضة ولدى جماهير الشعب. وكان للحركة الانصارية دورها المتميز في عملية اعادة بناء التنظيمات الحزبية داخل الوطن سواء داخل المدن الكردستانية او مناطق العراق الاخرى.
وخلال السنوات الممتدة من عام 1978 حتى عام 1988 سجلت الحركة الانصارية سلسلة من المعارك البطولية فوق قمم جبال كردستان وفي قراه وسهوله ومدنه المختلفة، وقدمت المئات من الشهداء من خيرة بنات وابناء الشعب الميامين، الذين روت دماؤهم الزكية ارض كردستان الباسلة من اجل ان تبقى راية وطن حر وشعب سعيد خفاقة عالية في ربوع عراقنا الحبيب.
الرفيقات والرفاق
الحضور الكريم
تمر بلادنا اليوم في ظروف سياسية واجتماعية وامنية غاية في الصعوبة والحساسية، فمنذ اكثر من عام وقطعان ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام تحتل مساحات واسعة من ارض وطننا الحبيب وتعبث بشكل وحشي بارواح وممتلكات المواطنين في المدن والاراضي التي تحتلها، مرتكبة اقذر الجرائم واكثرها خسة ودناءة. ورغم صفحات التصدي البطولي الذي نهضت القوات المسلحة في كل صنوفها ممثلة بالجيش وقوات البيشمركة والحشد الشعبي وابناء العشائر الباسلة، والخسائر الكبيرة التي اوقعوها بقطعان داعش، ونجاحهم في تحرير مدن وقصبات واراضي واسعة، رغم كل ذلك الا انه لا يزال امام الجميع طريق صعبة ، تحتاج الى مزيد من التلاحم والجدية في المواجهة من اجل انهاء تواجد هذه العصابات الارهابية بشكل نهائي والى الابد.
وفي الجانب الاخر تعاني بلادنا ازمة سياسية واجتماعية واقتصادية عميقة قاد اليها الارث الثقيل الذي استورثناه من النظام البائد والنهج الخاطيء الذي سارت عليه الحكومات المتعاقبة بعد عام ٢٠٠٣، وبناء اجهزة الدولة على اسس من المحاصصة الطائفية والاثنية سيئة الصيت.
لقد ادى نهج المحاصصة في بلادنا الى توالد الازمات على مختلف الصعد واستفحالها وتراكمها، وخلق ازمة ثقة عميقة بين الملايين من ابناء الشعب والقوى الحاكمة، وقاد كل ذلك في الاسابيع الاخيرة الى تفجر شعبي واسع، في حراك جماهيري متواصل لم تشهده الساحة السياسية العراقية منذ سنوات بعيدة.
وتطالب الجماهير المنتفضة باصلاح النظام السياسي ممثلا بسلطاته الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، وباجتثاث جذور الفساد وشبكاته والضرب بقوة على ايدي الفاسدين، وايقاف الهدر في المال العام وحماية ثروات الشعب، وترشيق اجهزة الدولة ومؤسساتها، وتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين، وايلاء اهتمام اكبر لمعاناة ملايين النازحين، الى جانب المطالبة بتوفير كل المستلزمات الضرورية لتعزيز بناء القوات المسلحة بكل فصائلها لتمكينها من دحر داعش والحاق هزيمة ماحقة به.
لقد وقف حزبنا منذ البداية الى جانب المطالب الجماهيرية ودعمها، وايد الخطوات الاصلاحية التي طرحها رئيس الوزراء، والتي جاءت نزولا عند الحراك والضغط الجماهيريين واستجابة لدعوة المرجعية بضرورة الاصلاح والتغيير.
انقضت قرابة شهرين على بدء الحراك الجماهيري والوعود التي اطلقتها الحكومة بالاصلاح، تلك الوعود التي بالرغم من تحقيق جوانب منها، الا ان جوانب اخرى مهمة لا تزال تنتظر التطبيق، خصوصا ما يتعلق منها بضرب شبكات الفساد واحالة المتورطين به الى المحاكم ، او ما يتعلق منها باصلاح النظام السياسي، والاهتمام بحياة السكان ومعيشتهم.
ويرى حزبنا ان الطريق الصحيح من اجل الاصلاح والتغيير هو مواصلة الضغط على الحكومة واللجوء الى كل الوسائل السياسية السلمية الممكنة، وعدم الاقتصار على التظاهر رغم اهميته القصوى. نقول ذلك ونحن ندرك ان امامنا طريق طويلة وعسيرة، فالقوى المتضررة من اي اصلاح وتغيير لن تستسلم بسهولة وستقاوم اي تغيير جدي مستفيدة مما تملكه من وسائل سياسية ومادية ونفوذ في اجهزة الدولة.
تحية لرابطة انصار الحزب…. والنجاح لمؤتمرها الثامن.
المجد لشهداء الحركة الانصارية وقوات البيشمركة ولعموم شهداء الحركة الوطنية.
- المجد للشهداء من ابناء قواتنا المسلحة ومقاتلي البيشمركة ولشهداء الحشد الشعبي وابناء العشائر البواسل.
شكرا لاصغائكم والسلام عليكم.