ادب وفن

مرثية / عبدالكريم كاصد

إلى سلام عادل سكرتير الحزب الشيوعي
حين أتوا بك مأسوراً
بقميصٍ بقّعهُ الدّمُ ينزفَ ..
وجبينٍ شُجّ
بأعقاب بنادقهم
كانوا يأتون ويمضون:
- ألم يستيقظ بعد؟
- ترى مات؟
- احذرْ أن يُجلد حتى الموت
- ألا تعترف الآن؟
وكنت تنام وتستيقظ
تستيقظ وتنام
نحيفاً
تتدلى من أعلى السقف
وكنتَ تحدّق.
ماذا تبصرُ؟
وجهَ حبيبتك الشاحب؟
ذاك الطفلَ الراكض بحقيبتهِ؟
ظلَّ يهوذا؟
دمك النازف؟
ماذا تبصرُ؟
جلاّدك نام
وحارسك المتعب نام
وأنت تغادر
أنت تغادرُ سجنك، أسوارَهُ، شاراتِ الحرس المذعورين، بنادقَهم، أشباحَ الطرقات الخاليةِ من الناس، نوافذَها المسدلة بستائرَ سوداء، أزقّةَ تلك الحارات المنسيةِ،
أنت تغادر.. أين؟
ترى من بلّل شفتيك الظامئتين؟
وقبّل جرحك؟
منْ؟
لتقومَ مسيحاً بين الناس
بقامتك الناحلة
وكفيك الناحلتين
مسيحاً يدعوه الناس: سلام عادل