ادب وفن

حوار مع الفنان والمخرج اوس الشرقي /حاورته شهد مولود الرفاعي

تنهض تجربة المخرج أوس الشرقي الفنية على فهم جديد ومغاير للكوميديا ودورها وفعلها في الخطاب الجمالي واﻻعلامي وتمثلت تجربته في أعماله الفنية العديدة التي انتهج فيها أسلوبا مختلفا استطاع من خلاله ان يحظى بإعجاب المشاهد العراقي والعربي وﻻ شك ان السخرية اليوم تعد أحد أهم وجوه الحداثة التي ترى اﻻشياء على أوجهها المتقلبة ، حيث يخفي الظاهر منها عشرات المواقف التي تختبئ تحت هذه اﻻقنعة كما يرى الناقد ياسين النصير..ولكي نكون أكثر قربا من ثراء هذه التجربة وتنوعها أثرنا جملة من اﻷسئلة التي واجهنا بها المخرج أوس الشرقي ..سألناه أوﻻ...
هل كان لاتجاه اﻻسرة اﻻدبي تأثير على توجهاتك في انتهاج طريق الفن واﻻخراج؟
ربما لم يكن تأثيرا مباشرا ولكن بسبب طبيعة البيت الذي انتمي اليه ولان والدي إعلامي وشاعر ورئيس تحرير مجلة ألف باء ، فقد نشأت في أسرة اهتمامها أدبي ، ومكتبة والدي الكبيرة في بيتنا كنت انهل منها بين فترة وأخرى بعض الكتب ، واعتقد ان هذا أسهم بشكل غير مباشر في توجهي الإعلامي ..
هل كان لتأسيسك شركة كوديا التي انطلقت منها إعلاناتك الكثيرة بذرة البداية لإخراجك اعماﻻ درامية كوميدية؟
أبدا لم أفكر في التوجه إلى الإعلام او الدراما او الكوميديا ، بداياتي كانت في الإعلان ، وأنا اعشق فن الإعلان واعتبره من أجمل ما مر في حياتي ، كنت استمتع كثيرا بإخراجي للإعلانات ، ولأنها تعرفني بأصدقاء جدد كل يوم وليس فيها اي ملل ، ولكني تحولت لإخراج الأعمال الدرامية الكوميدية بمحض الصدفة.، وأحببت الكوميديا واستمريت، لكني لا أزال اشتغل بالإعلانات التي اعتبرها سر سعادتي.
قدمت في مسلسلك الشهير ..(الحكومات) ..الذي أخرجته عام 2006 وكذلك في عملك (هندستان) تقنيات جديدة على صعيد اﻻخراج واﻻنتاج وإدارة المجاميع الكبيرة ..كيف استطعت ان تدير عملا بهذه الكفاءة والمقدرة ؟
لأنني كنت مخرج إعلانات ، و كان لدي خبرة جيدة نوعا ما باستخدام تقنيات جديدة كل فترة وكذلك بإدارة المجاميع ، فهذا ساعدني كثيرا في قيادتي للإعمال التي أخرجتها للتلفزيون ، واعتقد اني امتلك الجرأة أيضا ، فالمخرج الجيد يحتاج إلى جرأة ليضع بصمته على أعماله ..
ربما كنت المخرج الوحيد الذي جمع بين الكوميديا السوداء والنقد السياسي واتبعت أسلوبا في غاية الجرأة ﻻنتقاد الظواهر اﻻجتماعية والسياسية السائدة ..هل تعتقد ان الجرأة في الطرح من مقومات العمل الناجح جماهيريا؟
بلا شك الكوميديا السوداء والنقد الهادف احد أهم أنواع البرامج التي أحب ان أنتجها وأخرجها ، واعتقد انها سبب اهتمام الناس بأعمالي اما الجرأة في الطرح فهي السلاح الرئيس لخلق جمهور متابع لأعمالي ، لان الجمهور يحترم المصداقية والجرأة بشكل أساسي في متابعته ..
دخولك الى المعترك الفني العربي عبر مساهماتك مع قنوات mbc وإخراجك مسلسل هندستان ومسلسل واي فاي اللذين أضافا لك رصيدا حقيقيا من النجاح ..كيف تعاملت مع نجاحك العربي وكيف تعد للقابل من اﻻيام؟
النجاح العربي ، كان تحديا كبيرا ، فكنت اول مخرج عراقي يقدم أعمالا كبيرة ومهمة على شبكة او أس ان و على مجموعة ام بي سي ، ولكني استطعت ان اثبت قدرتي على ان أكون احد أهم المخرجين في الوطن العربي وبرامجي ومسلسلاتي الآن تحتل موقع الصدارة عربيا وكل الصحافة والإعلام يتناولونها باهتمام ، واعتقد ان هذا النجاح يولد مسؤولية كبيرة للجديد من الأعمال ، وما أقدمه اليوم ، يأخذ وقتا طويلا من المراجعة والتفكير. .
تعاني المسلسلات العراقية الجديدة ضعفا واضحا في طروحاتها ومعالجاتها..كيف تجد السبيل الناجح لوصول اﻻعمال الدرامية العراقية الى المتلقي العربي؟
بداية المشكلة هي ضعف الإنتاج ، لان الدراما العراقية تعاني بشكل كبير ضعف الإنتاج وعدم تقدير المحطات العراقية للدراما والمشكلة الأخرى التي تعتبر مهمة أيضا هي ضعف النصوص وعدم وجود كتاب سيناريو يقدمون نصا متميزاً يرتقي بذائقة المتلقي..
لقد ساهمت كل الفنون واﻻداب في انتقاد ظاهرة الفساد السياسي في المجتمع العراقي ولكن مسلسلك المتميز (أبو حقي) كان مساهمة فاعلة في انتقاد كل الظواهر السلبية وبجرأة عالية ..هل تعتقد ان الخطاب الفني ينبغي ان ينتقد فقط؟
لا أبدا ، النقد في ظل الظروف التي يمر بها العراق ، هو جزء من ثقافة الاعلام ، والتي يجب ان نحترمها ونقدر قيمتها و لكن الدراما بشكلها الواسع والكوميديا البسيطة والشعبية مهمة كذلك ولكل منها قيمته الفنية وله مشاهدوه ..
في انجازاتك الفنية الكثيرة التي قدمتها عبر شاشة قناة الشرقية حققت نجاحات كبيرة وساهمت في إيصال خطابك الفني المغاير الى شريحة كبيرة من المشاهدين العراقيين والعرب ..هل تعد هذه اﻻنجازات بداية لنجاحك عربيا؟
بالتأكيد ، النجاح المحلي هو أول خطوة للنجاح العربي ، ولا يمكن لأي فنان ان ينجح من دون ان تكون له قاعدة جماهيرية محلية ، تعطيه قيمته ومستواه الحقيقي ، ثم ينتقل الى العربية و هذا ما افتخر به دائما.
لقد وصفك البعض من النقاد بأنك مخرج من طراز فريد في نقلة جديدة قدمتها للكوميديا والفن العراقي ..هل تتفق مع هذا الوصف أم تختلف؟
انا ابسط من ذلك، شكرا لوصفهم الذي يحملني مسؤولية كبيرة، ولكنني لا أزال أسعى إلى ان أكون مخرجا ومنتجا مميزا، وما زلت في بداية المشوار.
في مسلسلك اﻻخير ..(سيلفي)..تناولت عدة مواضيع تخص المتغيرات الجديدة في المشهد السياسي العربي وأثار المسلسل ردود فعل متشددة من الجهات المتطرفة وصل الى حد التهديد الصريح..هل تثيرك مثل هذه الزوابع وانت تقدم رسالتك الفنية ؟
ما يشغلني هو الشريحة الأكبر من الجمهور المتفاعل مع أعمالي والمهتم بها ويحترمها ، ولا تعنيني تهديدات المتشددين الذين استفزهم مسلسلي الأخير (سيلفي) ..
هل تعاملت مع المؤلف العراقي في أعمالك الفنية وكيف وجدت رؤيته الفكرية والحياتية في معالجة الوقائع والمتغيرات التي طرأت على المشهد العراقي وهل تعتقد ان ثمة أسماء يمكن التعامل معها بجدية ؟
نعم ..تعاملت مع عدد من المؤلفين العراقيين واعتقد ان بعضهم يمتلكون أفكارا جيدة ولكن ما ينقصهم هو الاهتمام بالتفاصيل و خلق نهايات غير تقليدية وهذا يحتاج الى القليل من الصبر وإيلاء قيمة اكبر للنص الذي يكتبونه..
مثل العديد من الممثلين العراقيين والعراقيات في أعمالك الفنية العربية ..هل تعتقد ان الفنان العراقي قادر على تحقيق نجوميته عبر حضوره الفاعل في اﻻعمال الدرامية العربية؟
نعم, لا يختلف اثنان على إمكانيات الممثل العراقي الذي قدم أعمالا رائعة في المسرح والسينما والدليل على ذلك الجوائز الكثيرة التي حصدها في الملتقيات العربية والعالمية وإذا ما أتيحت له الفرصة للمشاركة في الأعمال الفنية العربية فانه بالتأكيد سيقدم أداء ناجحاً وفاعلاً وهذا ما لاحظناه في كثير من المسلسلات التي قدمت عبر شاشات التلفاز وكان دوره واضحا في الأعمال التي قدمتها.