المنبرالحر

ماذا وراء الأكمة... وتساؤلات مابعد الأنتخابات !!! احسان جواد كاظم

اظهرت التسريبات من قاعات الفرز والعد الانتخابية عن فوز مؤثر لقوائم الكتل المهيمنة التابعة لذات الجهات الفاسدة الفاشلة والتي عانى العراقي من تنفذها على الحكم وإلقامها إياه المآسي، ثم شروعها بالتفاوض على الحصص لتشكيل الحكومة الجديدة رغم احتمالات تغير حجومها والذي سينعكس على شكل التحالف القادم. ورغم عدم نهائية النتائج الا ان الاختيار الشعبي وقع، كما يبدو، ولا مفر من الاعتراف به، مادمنا قد قبلنا بشروط الديمقراطية، بأيجابياتها وسلبياتها. ولكن رغم ذلك يصعب على المرء هضم هذا الامر. فهل يعقل ان يكون مجرد الحديث عن تغيير لا يعرف كنهه او ممارسة تكتيكات مواربة بخوض الانتخابات بتسميات مختلفة وبقوائم متعددة او تنفيذ حملات اعلامية صاخبة او توزيع بعض المنافع لعدد محدود من المواطنين، كانت كافية لأستغفال المواطن العراقي وتغييب وعيه، وجعله ينسى واقعه المزري من غياب للامن والكهرباء والخدمات وانتشار البطالة وتفشي الفساد الاداري والمالي وشلل اجهزة الدولة وفساد الطبقة السياسية الحاكمة وتكالبها على الامتيازات والمناصب ؟!!

ولم تعد التعليلات المطروحة عن أسباب هذه الظاهرة الغريبة، ظاهرة كره الذات، باللهاث وراء من لا نعني له شيئا ً: بغياب الوعي لدى المواطن وايعازها الى انتشار الجهل وطغيان سلطة رجال الدين والاستغلال النفعي لجراحات الحسين ولمعاناة مواطني مناطق معينة من التجاوزات الحكومية او اجرام الارهابيين وبروز العشائرية ثم تراجع القيم الاجتماعية النبيلة، اضافة للأسباب الاقتصادية، من بطالة وفقر، تقنع أحداً. خصوصاً وقد عبر الكثير من المواطنين وفي مناسبات عديدة، في اماكن ومجالات مختلفة، عن نفاذ صبرهم ورفضهم لأحزاب السلطة وصراعاتها ونهجها التحاصصي، كما امتنعت المرجعية الدينية عن استقبال اساطين الفساد من متنفذي احزاب السلطة ثم قامت بالدعوة لأنتخاب النزيه والكفوء، وأعلنت عدم وقوفها وراء أية قائمة متنافسة، اضافة الى وجود بديل جديد واضح لنهج الفاسدين، ببرنامج عملي طموح هو التحالف المدني الديمقراطي.
لكن يبدو ان هناك شيئاً غريباً يجري وراء الأكمة، شيء يدبر بليل من وراء ظهر ابناء شعبنا خلافاً لأرادتهم، بأتفاق قوى المحاصصة مجتمعة، فالهدوء السياسي ما بعد الاقتراع يدعو للريبة.

وعلى ضوء نتائج الانتخابات الاولية المسربة، نطرح التساؤلات التالية :ـ

ـ أليس من الغرابة ان لا تحتدم حرب الاتهامات بالتزوير فيما بينها، كما هو ديدنها في كل انتخابات سابقة والاقتصار على بعض الأشارات هنا وهناك الى حصول تجاوز ؟
ـ هل بلغت قوى المحاصصة المتصارعة على الحكم حالة النضج السياسي المرتقبة والثقة التامة، جعلها تسلم بكون المفوضية العليا للانتخابات مستقلة حقاً ؟
ـ هل تقوم المفوضية العليا للأنتخابات بحساب الأصوات ببرود الحسابات الخوارزمية ؟
ـ هل انطلت الأساليب الأنتخابية الملتوية التي لجأت اليها هذه القوى على العراقيين الى هذا الحد ؟
ـ هل هناك رضى شعبي عام من الأداء الحكومي في محاربة الارهاب والفساد ومستوى الخدمات ومن الأداء البرلماني في تشريع القوانين والرقابة على الأداء الحكومي ؟
ـ هل أفل نجم المرجعية الدينية وخصوصاً الشيعية بعد ان جرى تجاهل شعبي تام لدعواتها بالتغيير واختيار النزيه الذي يهمه أمر منتخبيه؟

أخيرا اود ان اشيركم الى رأي اثار لدي استغراباً عن طريقة التفكير المتعصبة البائسة، ففي نقاش محتدم مع احدهم حول طائفية الاحزاب الدينية، أشرت الى انها لم تخدم حتى ابناء طائفتها في مناطقها التي تدعي تمثيلها، فكان جوابه، الذي يدعو الى الرثاء حقاً، ان عدم تقديمها للخدمات لأبناء طائفتها هو دليل قاطع على عدم طائفيتها وعدلها في التعامل مع الطوائف كافة بالتساوي. وعندما ذكرته بمظاهر الفساد وحياة البذخ التي ترفل بها قيادات احزاب الاسلام السياسي على حساب كل العراقيين وهو منهم، مع تمترسهم في المنطقة الخضراء المحمية بشدة وترك المواطنين من كل الطوائف والقوميات، فريسة سهلة لعصابات الارهاب والجريمة المنظمة التي تفتك بهم كل يوم، انتابه صمت القبور، فتركته يستمتع بالكآبة.
والغد لناظره قريب.