المنبرالحر

بغداد منزوعة السلاح! / طه رشيد

هل يمكن أن يرى عام 2015 انفراجاً كبيراً في حياة البغداديين؟ كل سكنة بغداد بغض النظر عن أصولهم وانتمائهم وعروقهم؟ من الأطراف المحيطة بها وصولا إلى قلب المدينة الكرادة؟، والتي وعد بها رئيس الوزراء حيدر العبادي، كما اعلنت ذلك قبل أيام احدى وكالات الأنباء التي جاء في خبرها على لسان قيادة عمليات بغداد بأن : القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي اصدر امراً يقضي بأن تكون منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد منطقة منزوعة السلاح تماما. وقد جاء هذا التصريح عقب الاشتباكات التي أرعبت الناس، رغم محدودية تلك الاشتباكات.
إذا استمر التعامل في هذا الموضوع على طريقة «الأعمال بالنيات»، فإننا سنراوح مكاننا طيلة خطة السنوات الأربع المقبلة ، أما إذا كانت « قول وفعل أغاتي « فإن العراقيين عموما والبغداديين بشكل خاص لم و لن ينسوا هذا الفعل الجليل الذي انتظروه منذ عقود . وتنظيف بغداد يتطلب اول شيء تنفيذ الشعارات المرادفة لهذا الهدف والتي بقيت في إدراج مكاتب المسؤولين إلا وهي «يدا بيد لا سلاحا في اليد»، و»السلاح بيد الجيش « . وتنفيذا لهذه الشعارات ندعو رئيس الوزراء وحكومته الموقرة، وبالتعاون مع كافة الفعاليات السياسية لعقد مؤتمر عراقي خالص! من اجل توقيع وثيقة نزع السلاح في بغداد أولا وبقية المدن ثانياً، تمهيدا لإلغاء المليشيات والاقتصار على حمايات أمنية مقبولة العدد والعدة لتلك الأحزاب التي تعتقد بحاجه لمثل هذه الحمايات. ويرافق هذا تنظيف بغداد من شعارات التيارات والتنظيمات المسلحة التي ملئت ساحات بغداد وراحت تزداد يوما بعد يوم . وإذا لم تصدقوني فما عليكم إلا أن تمروا بنصب كهرمانة لتسمعوا شكوى هذه المرأة من قلة الهواء وشحة الماء! ولا بد أن يرافق هذا العمل الكبير إجراءات أخرى موازية وهي رفع السيطرات داخل المدن والتي لم يعد لها مبرر، خاصة وأنها تستعمل أدوات مضحكة للكشف عن الاسلحة والتي لم تكشف يوما مفخخة أو حزاما ناسفا!. ولم تعد سوى مصدر قلق وازعاج لعامة المواطنين. ويتطلب أيضا فتح الشوارع الفرعية، وهي الأخرى لم يعد مبرر منطقي لاغلاقها.
اخيرا، هل يمكن أن نحلم، غدا، بمدينة لا نسمع ولا نرى فيها مظاهر مسلحة مثل كل مدن العالم الامنة؟ الجواب يقينا عند الحكومة أولا، والأحزاب المعنية ثانيا.
وطفح الصبر عند المواطن ثالثا!