المنبرالحر

البروليتاريا / ريسان الخزعلي

في عيد العمال العالمي هذا العام والذي يكاد ان ينسى في العراق لولا التظاهرة السنوية التي يقيمها الحزب الشيوعي العراقي المجيد سنويا وما يرافقها من احتفالات جمعتني المصادفة مع عمال قدامى وشباب (وهم من الموظفين الآن!)، وقد دار حديث طويل عن الطبقة العاملة العراقية ودورها المعروف في الانتاج والانتاجية. كانوا شبه متأسين نتيجة الضرر الذي لحق بهم من القرار ( 150 لسنة 1987). هذا القرار الذي حول العمال بجرة قلم الى موظفين دون لماذا؟ في محاولة لطمس صفتهم الطبقية. واستذكروا بحسرة ما كان يميزهم عن سواهم من توصيفات واستحقاقات يفخرون بها: نوط العمل، بطل الانتاج، التنظيم النقابي، قانون تقاعد العمال، المؤسسة الثقافية العمالية، الضمان الاجتماعي والصحي، الساعات الاضافية المنتجة، التشغيل المثالي للخطوط الانتاجية، القطاع الاشتراكي، ..الخ.
كما انهم عتبوا على الكتاب من الادباء والاقتصاديين كونهم- كما يعتقدون قد تناسوا الكتابة عن مفاهيم: العمل، العمال، الاشتراكية وتحولاتها، الانحياز للطبقة العاملة في صراعها مع الاستغلال وما تعانيه الآن من ابتعاد عن قاعات الانتاج. ومن فقرات الحديث وهو ما لفت الانتباه حقاً، قول الشباب منهم: ما عدنا نفهم بعمق معنى البروليتاريا، الاشتراكية، الانتاج ووسائله، والكثير من المفاهيم التي ترتبط بالعمل، وكل ذلك يحصل نتيجة هذا الابتعاد ومنذ عقود من الزمن.
لقد وجدت من المناسب في هذه الاشارة ان اكتب اليوم عن البروليتاريا كمفهوم وبايجاز، تضامنا وانحيازا مع تطلعاتهم المعرفية، مستندا على مصادر متنوعة، من بينها الموسوعة السياسية.
البروليتاريا.. تاريخيا كان البروليتاري مواطناً من الطبقة السادسة والاخيرة في المجتمع الروماني، وبهذه الصفة فقد كان معفيا من الضرائب وكان ينظر اليه على انه مفيد من ناحية واحدة فقط وهي انجاب الاولاد الذين سيصبحون عبيدا او جنودا في خدمة المجتمع.
وفي اوائل القرن التاسع عشر اعيد استعمال هذه الكلمة في الادبيات السياسية للدلالة على الطبقات الدنيا والبائسة والمعدمة من المجتمع، تلك (الطبقات التي لا تمتلك شيئا ولا تستطيع ان تستمر في الحياة الا بعملها). اما تحديد البروليتاريا كالطبقة الوحيدة المناقضة تماماً لنمو البرجوازية والرأسمالية، فيرجع الفضل في ذلك الى ماركس وانجلز. انها بالنسبة اليهما طبقة العمال الحديثين الذين لا يعيشون الا بقدر ما يجدون عملا ولا يجدون عملا الا اذا كان هذا العمل يزيد الرأسمال.
ان هؤلاء العمال باضطرارهم الى بيع قوة عملهم يصبحون سلعة شبيهة بأية سلعة تجارية اخرى وبالتالي يتعرضون كسائر السلع الى كل نتائج المزاحمة والى كل تقلبات السوق.
والبروليتاريا بالمعنى الماركسي للكلمة، تختلف عن الطبقة العاملة التقليدية، إذ ليس لها جذور في شريحة معينة من المجتمع القديم لانها (تضم جماعات من كل شرائح السكان- البيان الشيوعي).
ويقول ماركس: ان البروليتاريا هي الطبقة التي تتحمل كل اعباء المجتمع بدون ان تتمتع بأية ميزة من ميزات هذا المجتمع والتي تجد نفسها مضطرة الى حل جميع التناقضات وتوحيد جميع القوميات ومن هنا دورها الثوري ورسالتها الاممية.
وبالعراقي، جاء التعليق سريعاً:
عفيه عليك ماركس.. أثاري الطبقة العاملة مو بس للشغل؟ هالنوب إتوحد القوميات من خلال الشغل..