المنبرالحر

إلى من يهمه الأمر / حمزة عبد

ألا ترون إن الساسة العراقيين يمارسون اللعب على ذقون الناس وهل أصبح لا يكفي من الوقت منذ سقوط نظام صدام حسين ولحد الآن شحذ همم وضمائر الناس بعد أن سلبت إرادتهم وقرارهم، حيث أصبح من غير المعقول ان يستمر تخدير عقول الناس واقناعهم إن من حق فلان أو القوى الفلانية أن تتحكم بمقاديرهم وأموالهم ومصائرهم .
في الشهور الماضية حصل حراك جماهيري واسع في الكثير من محافظات العراق يشار له بالبنان وبمواقف جريئة لشباب الحراك الذي يعتمد على التظاهر السلمي من أجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية، بمعنى الخلاص من الحكم الطائفي المحاصصي ومن أجل كشف الفساد والقضاء عليه من خلال تفعيل القضاء بمحاسبة الفاسدين وإعادة الأموال المنهوبة وقد نجح هذا الحراك بإجبارالجهات المسؤولة بتحقيق بعض المكتسبات المنقوصة حيث لم تطال الحيتان كما سماهم رئيس الوزراء حيدر العبادي وهم حفنة من سياسيي الصدفة الذين سيطروا على زمام السلطة بانتخابات مزورة، لعبت بتزويرها قوى كثيرة اقليمية ودولية .
إن استمرار المظاهرات في ساحة التحرير ومحاولات التوجه نحو المنطقة الخضراء شاهد على حيويتها وقد أشعلت نوراً في النفق، إلا أن الحيتان وأنصارهم يريدون ان يطفئوا هذا النور من خلال التكتل ضد التغيير وبالتالي تكريس نظام المحاصصة والطائفية، والذي يساعد هذا التوجه في تحقيق أهدافه عدم جدية رئيس الوزراء في مواصلة التغيير والاصلاح .
وعليه فعلى كل القوى المؤمنة بالتغيير من قوى إسلامية معتدلة وعلمانية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الديمقراطية ونقابات العمال والنقابات المهنية والمثقفين وأساتذة الجامعات كل هؤلاء وغيرهم عليهم التوحد تحت شعارات وطنية واحدة هدفها اسقاط نظام المحاصصة والطائفية وبهذا يعبر البلد الى نظام ديمقراطي حقيقي تقوده قوى وطنية مخلصة نزيهة، أياديها غير ملطخة لا بدماء الابرياء ولا بالفساد المالي والاداري .وهذا الأمر ليس أمنية ساذجة وإنما كل تجارب الشعوب تؤكد على أنها عندما تتوحد وتنتفض تستطيع تحقيق المعجزات، وشعبنا العراقي له مآثر وتأريخه يشهد له بذلك، لذا نذكر بمقطع من نشيد الاممية الذي كتبه الشاعر الفرنسي التقدمي (أوجين بوتييه) تخليداً لكومونة باريس الاشتراكية التي جسدت مدى بطولة الطبقات الكادحة وقدرتهم على التوحد ضد قوى الأعداء.
هبو ضحايا الاضطهاد
بركان الفكر في اتقاد
هذا اخر انفجار
هيا نمحو كل ما مر
ثوروا حطموا القيود
شيدوا الكون جديدا حرا
كونوا أنتم الوجود.