المنبرالحر

مشكلة السكن, بين صحوة الزعيم, وسبات الأحزاب / اسعد عبد الله عبد علي

في عام 1958 وقف الزعيم عبد الكريم قاسم, ليخطب في جموع البائسين, حيث قال لهم (( سنقضي على الأكواخ.... )) وسكت .. كيف سيقضي على الأكواخ, وهي بمئات ألاف ؟ هل يأمر بترحيلهم مثلا؟ أم يأمر بتجريف أكواخهم ؟ بعد أيام بدا العمل بإقامة مشروع أروائي بطول 25 كيلو متر, يبدأ من نهر دجلة شمالا في منطقة الفحامة, ليصب في نهر ديالى جنوبا, هو قناة الجيش الحالية, التي وظفت إمكانات واليات الجيش في حفرها, مع طريق معبد, يمتد على جانبي القناة, وتم تأثيثها بالقناطر والجسور والمتنزهات.
بعد أتمام قناة الجيش, قامت الحكومة بتوزيع الأراضي المحاذية لها, على شكل قطع سكنية, مع صرف 200 دينار, و( دبلين طابوق) لكل عائلة, ولم تمض سنة على بدء المشروع, إلا ونهضت مدن عصرية نظيفة, مجهزة بالكهرباء والماء المعقم, وسميت مدينة الثورة (حاليا مدينة الصدر).
وتغير الزمن, فجاء حكم العفالقة, حيث الخراب الكبير, الذي أوجده الطاغية صدام, مما جعل الناس تعاني, من محنة في كل مجالات الحياة, ومنها السكن, نتيجة السياسة الخاطئة, التي انتهجها الحزب الحاكم.
انتظر الناس 40 سنة, عسى أن يأتي ذلك الفجر الجديد, الذي تسترجع فيه الحقوق.
وجاءت الأحزاب وأبواقها تصدح بأغاني الوعود, بين بناء مليون وحدة سكنية , أو الشروع قريبا ببناء مدن الأحلام, أو السعي عاجلاً للبناء العمودي, والناس مصدقة لما تقوله الأحزاب التقية جدا, وتم تخصيص مليارات الدولارات, لمشاريع السكنية الموعودة, وتذهب السنوات مسرعة, ولا شيء على الأرض, فقط انه تم نهب الأموال المخصصة, في الموازنات السنوية, هذا ما جاءت به الأحزاب للناس, طيلة 12 عاما من حكم حلف الأحزاب.
يا ليتهم فكروا ببساطة, مثلما فكر الزعيم قبل 58 عاما, وشرعوا مثله بحفر قناة جديدة, وتوزيع الأرض على ضفتيها, لكان اشرف لهم, وأكثر نبلاً, من بيع مدن الأوهام للناس.
فان أراد الريس ألعبادي خيرا للشعب, فادعوه بتنفيذ خطة الزعيم نفسها ألان, بالشروع بحفر قناة جديدة, بمعية التشكيلات الحكومية, وتأسيس إحياء جديدة, على ضفتي القناة الموعودة, بعيد عن تعقيد فكر الكيانات السياسية الحلزوني.