المنبرالحر

منبرية الملك قصبية عزاوية.! / حسين الذكر

تمر هذه الايام الذكرى الحادية عشرة على رحيل ملك التغطية او الفدائي عبد كاظم ، الذي سجل اسمه من خلال سيرة صفحاته في عالم كرتنا العراقية، ذكريات عطرة ومواقف مشرفة ، يندر ويصعب ان يأتي بها غيره ، لا سيما في عالم اليوم ، الذي يلهث فيه بعض الرياضيين ، نحو صناديق الانتخاب الاتحادية او - الممرات السفرية الاسهل - متناسين خدمة الرياضة والانجازات ، التي غدت بعيدة جدا عن متناول رياضيينا ، برغم مليارات الدنانير المصروفة على الاتحادات الرياضية، في وقت كان ابطالنا في زمن مضى يحرزون الالقاب ويحطمون الارقام ويعتلون المنصات في مختلف الميادين والمحافل الدولية وهم لا يمنحون الا فتافيت مما يمنح زملاء اليوم ..
في احتفالية العام الماضي اول كلمة من المستذكرين ، كانت لصديق عمره الرائد الكروي منعم حسين ، الذي تحدث عن صحبة استمرت 42 عاما امتزجت بالحب والصداقة والجد والاخلاص للوطن والرياضة .. وما زال يردد حتى قطعت عليه دموعه سردية قصص كنا منصتين حقا لاستماعها ، ثم هدر صوت الدكتور صلاح القصب بعشرة خمسين عاما ، صورها بانامل سينارست وروحية شاعر ، اغدقت على المحتفيين لونا من الذكر التراجيدي ( الابا فراسي ) ، ثم صعد المنبر داود العزاوي مدرب الاجيال كما يسموه ، فذكر بعض الذكريات الخاصة جدا فقال : ( كنت التقيت عبد كاظم في عمان حيث كنت ادرب هناك ، منتصف التسعينات ولم يستطع هو دخول العراق لاسباب امنية ، فقال: ( حينما كانت المقاصل تنصب والسجون تشيد لبعض رجالات الرياضة العراقية ، كان هنالك من يمسح الاكتاف ويهتف باسم الطغاة ، وان هؤلاء المستفدين من ذلك الزمن الموجع ، سوف يبقون على سلوكياتهم ، اذا ما تغير النظام الدكتاتوري وسنراهم يمسحون اكتاف ويصفقون ويهتفون لأربابهم الجدد) ..
استذكارية الملك يقيمها كالعادة ، الاخوة في ملتقى عبد كاظم على قاعة اتحاد الادباء الذي تخصص على ما يبدو باحتفاليات واصبوحيات الرياضيين ، في موقف يستحق الشكر والتقدير ، مع الزميل الغائب الحاضر عبد الرحمن فليفل الذي كان ولا يزال له موقف لا ينسى في هذه المناسبات الاستذكارية ومعه عدد من الزملاء والاخوة في الملتقى ، الذين كانت لهم جهود تذكر وتثمن في زمن غابت فيه المؤسسات الرياضية عن إقامة اية احتفالية او استذكار لافضل النجوم والرموز من صناع مجدنا الرياضي ، وقد حضر عدد من اصدقاء وزملاء ابي فراس ، معهم جمع خير من الإعلاميين الذين أدلوا ما في جعابهم وفاء لرمز رياضي يستحق الوفاء من أشخاص اطلق عليهم بجدارة لقب ( جمع الوفاء ) .
في تلك الاحتفالية الرائعة ، تشرفت بادلاء كلمة مقتضبة قلت فيها : ( بين دموع منعم وشاعرية القصب وقصدية العزاوي ، تبين انهم لا يتحدثون عن عبد كاظم كلاعب موهوب فحسب ، بل انه - رحمه الله - كان قائدا رياضيا فذا ، وان لم يسمحوا له تسنم المواقع القيادية ، لا في زمن الدكتاتورية ولا الديمقراطية ) ، الا ان قيادته بدت في الميدان والتدريب والانتماء والعمل وفي سنوات المهجر بكل غربتها ووحشتها ، وحينما عاد الى ارض الوطن بعد التغيير ، ظل مخلصا لتلك المبادئ ، التي امن بها وعاش فيها ولها ، ولم يخضع ويتذلل حتى رحيله الابدي صوب مقبرة الغري في وادي النجف الاشرف ) ، واضفت ، (لذا فاننا يجب ان لا نسمح لاي من المتزلفين المتلونين الانتهازيين المعروفين بالمزايدة على منبرية عبد كاظم لتحقيق مآربهم الخاصة ، على حساب رياضتنا ، على المؤسسات الرياضية الحكومية والاهلية ان تكرم الراحل من خلال دعم الرياضة وتطويرها ووضع الرجل المناسب الذي يكرس وقته ويضحي للرياضة، لا عن طريق التزلف والتسلق ، من اجل مصالح ضيقة غدت مكشوفة هي واصحابها ..كما نتمنى ان تكون المؤسسات الرياضية حاضرة وتؤدي دورها بحق الرموز بعد ان غابت خلال سنوات خلت) .. فليرحم الله الملك الراحل ابا فراس انموذجا رياضيا وطنيا في الحياة والممات.