المنبرالحر

تحالفات سياسية فقدت مبررات وجودها / احمد عبد مراد

تؤكد كل الاحداث والمسارات العملية والطروحات النظرية التي بنيت على اساسها التحالفات السياسية المبنية على اسس المحاصصة الطائفية السياسية والولاءات العشائرية والعائدية الدينية بانها لا يمكن ابدا ان تحل محل التحالفات الطبقية القائمة على اساس المصالح والمنافع والطموحات الجماهيرية الواسعة القائمة والمنبثقة من التعبير الصادق عن مصالح واماني وآمال جماهير الشعب المسحوقة والتي تعاني شغف وضنك العيش والفاقة والعوز المزمن ..فالقضية ليست اماني تسطر من قبل وعاض السلاطين وهي ليست خطب رنانة فارغة يلوك بها اصحاب المنابر المتنفذين والتي سرعان ما تنتهي وتذهب ادراج الرياح حال نزول الخطيب من على منبره الوفير .. ليس هكذا هي الامور ،ان الشعب العراقي بطبقاته وفئاته المحرومة تنتظر من يقف بحق الى جانبها ويجسد مصالحها قولا وفعلا وذلك بقيام تحالف العمال والفلاحين والمنظمات النسائية والطلابية والفئات والطبقات المهمشة المظلومة والمضطهدة بعيدا عن الطائفية السياسية المقيتة ، تلك التحالفات الوطنية التي سوف تأخذ على عاتقها تبني هموم الشعب الكادح .. لقد جربت جماهير الشعب العراقي وعلى مدى اكثر من اثنى عشر عاما كل التكتلات القائمة على الاسس الطائفية والاثنية سواء الشيعية او السنية وغيرها فلم تحصد غير خيبات الامل المتكررة والمستمرة والتي جسدت مصالح بيوتات واشخاص وطوائف محددة همّها الاول والاخير الاثراء والتسلط والتعالي على الفقراء وطموحاتهم ومصالحهم ..انها اي التحالفات السياسية القائمة على العرق الطائفي والاثني والديني لم تعد تلبي ادنى طموحات ابناء شعبنا الذي يكابد الويلات ويتجرع المرارات وقد حان الوقت وازفت الساعة على ان يصحوا ذلك الجمهور المخدوع بالخطب المبهرجة والمزركشة.. بالخطب المعسولة من على المنابر المتعالية على المجتمع، وقد حان الوقت لكي تميز الجماهير بين القول والفعل وان تجري عملية مراجعة بسيطة حول ما جنته تلك الجماهير الغفيرة من تلك الخطب وتلك التحالفات الطائفية غير المماحكات والحزازات والتصارع غير المبرر في الوقت الذي تعتاش الشخصيات المتنفذة صاحبة الجاه والوجاهة على تطاحن الناس بفئاتها وطبقاتها المعدمة والتي لا تنحصر همومها في قضية تدبير لقمة العيش وانما بفقدانها وفي كل يوم بسقوط اعزائها وفلذات اكبادها جراء الصراعات السياسية والعشائرية والفئوية والارهابية .. ربما شاء القدر ان يوصل تلك التحالفات السياسية الدينية والعشائرية والاثنية والتي تتستر وراء تلك العناوين لتنفذ مآربها الخبيثة وان تعيث فسادا في كل شيئ وكما يقال رب ضارة نافعة.. حيث وضعت وتربعت على عرش السلطة والحكم لينكشف امرها ويظهر زيفها وريائها، ولكن اما آن الاوان للجماهير المخدوعة بتلك الشعارات التي بان زيفها وعفا الزمن عليها ان تعود الى جادة الصواب وتصحوا من غفلتها وحلمها الذي طال ولم تعد الغفلة ولا السكوت مبرر.. اسمعوا كيف ردت الجماهير على تمنيات ودعوات احد السادة المعممين حين خاطبهم من على منبر صلاة الجمعة ( قال.. عمي احنه ما نريد من الحكومة لاماي ولا كهرباء ولا بناء ولا مشاريع.. احنه يكفينه ان نصعد على المنارة ونؤذن اشهد ان علي ولي والله.. انتهى كلام السيد.. اسمعوا بماذا رد الحضور.. اللهم صلي على محمد وآلي محمد) ونحن هنا نريد ان نقول للحضور ونسألهم هل تتعارض وتتقاطع تحقيق المكاسب والخيرات للناس مع التكبير من على المنارة وهل الامام علي يعارض ان تحيا الناس بخير وسعادة .. اليس من المفترض ان يوجه السؤال للسيد بهذا المعنى .. اليس الامام علي معروف بعدله وحبه للفقراء .
وهنا لابد من القول والمناشدة ان اس الخراب والدمار الذي يحصل في العراق اساسه المحاصصة السياسية والتحالفات القائمة على الاساس المذهبي الديني سواء كان شيعيا ام سنيا او غير ذلك .. نحن بحاجة الى وقفة تأمل ومراجعة فمتى تدق الساعة ويحين الوقت.