المنبرالحر

مهازل برلمانية (كتابات ساخرة) / احسان جواد كاظم

- شاهدنا لايف على شاشات التليفزيون، تقاذف ممثلو الشعب في مجلس نوابنا العتيد بقناني الماء والبيبسي كولا ( دايت ) المستوردة، ورغم مايبدو على هذه الممارسة ظاهراً من سلبية، فأنها تعكس جانباً ايجابياً مشرقاً لايمكن تجاهله، وهو تطور الوعي الصحي لدى برلمانيينا، هذا من جانب. ومن جانب آخر، تعبيرهم الوطني، يدوياً، عن رفضهم لكل ماهو مستورد واجنبي دخيل.
رغم ذلك فأننا كمواطنين نعد التقاذف بقناني الماء او المشروبات الدايت شكلاً من اشكال التواطؤ المحاصصي، ونفضل عليها تقاذفهم بقناني مشروبات بسكرية عالية، لعلها بوزنها الزائد تجعل المتلقيها يُعمل فكره من اجل تحلية الحياة الاجتماعية للمواطنين ديمقراطياً.
هذا الموقف ليس قلة حصافة منا، لان الممارسة العنفية التي تحولت الى ظاهرة في الواقع البرلماني، لم تكن لنا يد في اذكائها ولا نحن طرف فيها وهي ماركة مسجلة باسم برلمانيينا المتحاصصين.
- ما ان تحدث سياسيونا عن هيبة الدولة بعد اقتحام المتظاهرين لأسوار المنطقة الخضراء، حتى جسدوها على ارض الواقع، بأبداع مقرف، فقد نزلت مجاميع ميليشياوية مسلحة، يمنع الدستور تشكيلها، لتحمي مراكز اكثر الجهات زعيقاً عن الهيبة والالتزام بالدستور واحترام القانون وعدم ترويع المواطنين.
ولأن عدم التعدي على الرموز السيادية، هدف عزيز على قلبها، سيّرت مواكب ترفع اعلام ايران للتدليل على عظيم رغبتها للاستظلال، من كل ولابد، براية الله اكبر، لكن ليس بطبعتها الوطنية. أليست هذه مفارقة ميلودرامية ؟
- أُطلقت تسمية سندريلا البرلمان على رئيسة كتلة التحالف الكردستاني آلا الطالباني، تهكماً، بعد هروبها حافية من تحت قبة البرلمان، اثر اقتحامه. لكنها خرجت مسممة بالغيظ بسبب فقدانها للعبتها التحاصصية وليس لأي سبب آخر... واكثر ما اثار استياءها هو التجاهل العام لتهديداتها بانسحاب اعضاء تحالفها من البرلمان والوزارة، التي تطلقها ومسؤولي الاقليم عالرايح والجاي بغرض الابتزاز السياسي. مما افقدها صوابها تماماً وجعلها تطلق العنان لأنفعالات عنصرية نارية من قبيل :" فلتذهب بغداد الى الجحيم، وما يهمنا هو امن الاقليم فقط !!! "*.
نصيحة لله، القليل من ممارسة الهاتا يوغا الهندوسية يعطي مفعولاً سريعاً لتبريد الاعصاب المجهدة.
- نائب عن احدى الاحزاب الكردية الاسلامية في مجلس النواب العراقي اعلن بعد ان بسمل وحمدل وحوقل : " بأن من الخطأ العودة الى بغداد بعد ما حدث ".
- " نؤيد رغبتكم العليّة قلبياً. فليس من مبرر للعودة بقي لديكم بعد ان فقدتم مصدر ثرائكم السهل من السحت الحرام وقوت الفقراء ".
... نقول لكم : " خفة وراحة... هو من قلة الاسلاميين الفاسدين عندنا لتأتي لتزيدنا نهباً. دفعة مردي وعصّاية كردي" .
- حديث القنفة البرلمانية ذو شجون، فقد حجّت اليها رؤوس كبيرة في الدولة العراقية من ممثلي السلطتين التنفيذية والتشريعية بكامل حماياتهم لتفقدها واشبعوها تحديقاً.
رغم ان استخداماتها التقليدية، معروفة للجميع، والتي لا تعدو ان تكون الا حاضنة للأرداف المتعبة لحيتان الفساد البرلمانيين... لكن يبدو ان مصدر الاهتمام المبالغ به هذا ربما يكون مستمداً من حجم الاستثمار من اموال الشعب الداخل في تسمين هذه الممتلكات الخاصة جداً، فبالنهاية الملكية الخاصة وحواضنها، مقدسة !
والله ل ( اكسر القنفة وانعل ابو راعيها ) !