المنبرالحر

رياضتنا بلا ربان ولا منقذ !/ حسين الذكر

في مؤسساتنا الرياضية لاسيما القيادية الكبرى منها ، لم يعد امل في امكانية النهوض والتعديل ووقف التدهور الحاصل- باقل تقدير - في ظل حرص على المصالح الشخصية وتمييع اصل القضية ، التي لم تعد تخفى على بال احد من الجماهير والاعلام والمسؤولين ، بعد ان تدنى الواقع الرياضي لدرجة الانحطاط او المرحلة الاسوء بهدر المال وغياب الانجاز وسيطرة الانحراف حد الاحتراف ، فيما ضاع امل التصحيح وخبا نجم المنقذ ، الذي كنا نأمل ان يكون من نجوم الكرة العراقية ورموزها التاريخيين او من قيادات جديدة تحمل في السياسة والامن والطموح والتاريخ ، ما جعلنا نطمح حد الاحلام ، فيما بدا الواقع يترنح والشخصيات تصطبغ بكل المكاسب ما خفي منها وما ظهر و ما استتر كان اعظم .
كرة القدم في واد والاتحاد بواد اخر، الاندية بدأت تنسحب واصبح التهديد واقع حال والدوري الممتاز لا يعلم كيف ومتى واين محطة قطاره المترهل في عرباته الخربة ، ومنتخبنا الوطني بكرة القدم الذي ينبغي ان يستعد الى تصفيات كأس العالم المهمة التي ينتظرها جمهورنا واعلامنا ، لم نعد نأمل منها شيئا ، بوسط تيه الاعداد وضياع التجريب وانتشار بؤر التعطيل التي سيطرت على المفاصل ولم يبق امل في الاصلاح ، حيث الجميع ينظر الى السفر و تحصين المواقع انتخابيا عبر تفصيل هيئات واجراء انتخابات تضمن البقاء والانهيار التام في منظومة كرة القدم المعشوقة من الجميع والمنهوبة بكافة التفاصيل .
في الاولمبية تسلط الاضواء على انتخابات عضو او تسمية جديدة او توزيع الميزانية ، فيما تضيع الملفات ويميع لب وجوهر القضايا الاهم التي ينبغي ان تطرح على طاولة البحث. فرياضتنا نحو الهاوية والمسؤولون عن ذلك ، هم من جلسوا وتربعوا على كراسي القيادة الرياضية منذ سنوات طويلة ، دون تقديم اي حلول ، بل ربما ساهموا وكانوا جزءا فاعلا من هذا الخراب الذي حل برياضتنا ، التي لم يبق منها الا السفر والايفاد والافادة الشخصية ، على حساب رياضة منهوبة وبلد محروم من الانجاز ومن البنى التحتية ، وغير ذاك الكثير الكثير .. مما يعجز القلم عن الوصف والاسهاب بسلبياته المتعددة وغياب ايجابياته ، التي لم يبق منها الا الكليشة او الواجهة او الديكور بعد ان تاهت وضاعت رياضتنا بجيوب اخرين .
وزارة الشباب والرياضة وبرغم جوقة وتحريك عجلة الشعارات الرنانة واصطباغ المؤسسة بلون معين ، رافقتها حركات لولبية هنا وهناك ، مع احتفاليات ومؤتمرات وندوات جانبية ، الا ان النتيجة فراغ رياضي تام ، لم نسمع منه الا ما يكتب في اعلام المؤسسة من انجازات ليس لها على ارض الواقع نصيب ، الا شكلا. هذا لا ينكر ان هناك جهودا فردية تبذل او تحركات شخصية مخلصة من بعض الافراد لكنها لا تصفق ولن تصفق ما دامت تعمل بيد واحدة ، بعيدة عن الاخرين في صياغة القرار ، الذي ما زال للاسف الشديد ، فرديا او جهويا ، بعد ان غابت الرؤيا الجماعية ، مما جعل كل الاراء الاخرى ، تبدو سطحية ، ليس لها قيمة تذكر .. فها هي رياضتنا تتراجع وقد فشلت الوزارة بتعديل القانون او اجراء الانتخابات او اجبار اي جهة على اتخاذ طريق الصواب ، فيما الحظر الدولي قائم ولم يتزحزح خطوة واحدة نحو الامام ، والملاعب اغلبها معطل والفشل عشعش اكثر مما كان في الجسد الرياضي المتهالك، والتزوير يتغلغل ببشاعة ، اذ لا حساب ولا كتاب ولا رقيب ، والوزارة والاولمبية تنظران بصمت او بخجل مما جعل الاخرين يتجاوزون حتى الحدود المعقولة والمقبولة في الرد ، مما جعلنا نفتقد القيمة الشخصية والمعنوية التي كنا نعول عليها بمؤسساتنا التي ينبغي ان تكون قائدة ، لا مقودة ، في ظل حال اصبح شبه ميؤوس منه .. مع الاحترام والتقدير الى ذوات العاملين بهذه المؤسسات وغيرها ، لاننا نبحث عن الاصلاح الحقيقي الذي يؤدي الى تحسين الحال وليس الى ذر الرماد في عيون اصبحت ترى فساد الواقع وفشله بكل موبقاته .