المنبرالحر

مغالطات من مستنقع " دواعش السياسة " الآسن! / احسان جواد كاظم

كما هو ديدن سياسيي السلطة في العهد الجديد من غموض ومراوغة وتهرب من تسمية الاشياء بمسمياتها. أثارت تصريحات السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي عن " دواعش السياسة " تكهنات متناقضة.
ففي برنامج " بصراحة " الذي يعده السيد عدنان الطائي على قناة دجلة الفضائية والذي استضاف به السيد عبد الرحمن اللويزي النائب البرلماني عن محافظة نينوى والسيد كاظم الشمري رئيس كتلة ائتلاف الوطنية - علاوي البرلمانية والدكتور عدنان السراج رئيس المركز العراقي للتنمية الاعلامية، حيث تمحور النقاش عمن كان يقصدهم حيدر العبادي بخطابه الاخير بهذا التوصيف.
جرت الاشارة الى شخصيات طائفية اجتمعت في الخارج او الى دمى، دون تحديد، يمثلون مصالح واجندات دول اقليمية او دولية، او انه لم يكن يعني اشخاصا محددين بل يعني ممارسة سياسية سائدة او كل من يذكي العامل الطائفي في التعامل السياسي.
الاجابة الوحيدة التي حملت الكثير من الغل على حركة الاحتجاج السلمية من اجل التغيير تضمنتها اجابة الدكتور عدنان السرّاج، المجافية للحقيقة . فقد حاول تمرير فرية خبيثة لتضليل متابعي البرنامج من خلال ادعائه بان العبادي كان يعني من بين ما يعني من يحاول " استغلال الشارع لتأجيج الموقف امام واقع الحكومة والدولة في ادارة المعركة " واشارته الى ان " يجب عدم التشويش على قدرة وامكانية الجيش..." و " تنشيط حركة الشارع بأتجاه خلق جو عام يسلب الانظار ويوجه الانظار الى اماكن اخرى ويشغل القوات المسلحة " على حد تعبيره، لاختلاق حالة تناقض بين حركة الاحتجاج السلمي لخلاص ابناء شعبنا من الفساد والفاسدين وابناء قواتنا المسلحة وقتالهم البطولي لتحرير مدننا من براثن الدواعش.
ليس غريباً سماع هكذا تخرصات بائسة من شخص كان متحدثاً رسمياً لدولة القانون - المالكي ويحاول ان يحمّل المتظاهرين والتظاهرات السلمية المطالبة بمكافحة الفساد وجرائم جماعته، جريرة ما اقترفوه من سرقات وما تعرضوا له من هزائم.
غاب عن باله بأن التظاهرات السلمية المطالبة بالاصلاح بدأت عام 2011 قبل ان يصنعوا هم الهزيمة المخزية امام ارهابيي داعش عام 2014 في الموصل وتقديمهم قرابين سبايكر وآلاف المواطنين الابرياء على مذبح دولة داعش الاسلامية ثم تركهم لأكثر من مليوني عراقي تحت براثنها وتقديم اكثر من ثلث الاراضي العراقية وكل امكانيات البلاد في هذه المناطق من ثروات وبنى تحتية بما فيها من مطارات ومعسكرات ومستشفيات ومصانع وسدود وآبار نفط وانابيب ومصافي ومقدرات وامكانيات، اضافة الى اسلحة ومعدات وعتاد ... هدية لخلافتهم السافلة. بينما لا يتورع عن تقديم من يمثلهم من خونة وفاسدين وكأنهم المخلص القادم على صهوة جواد ابيض.
ويعلم كل ذي بصر وبصيرة قويمة ان المتظاهرين كانوا ظهيراً صلباً لقواتنا المسلحة بكل تسمياتها واصنافها، بالقول والفعل، من خلال تحديهم لحرامية السلطة وفضح فسادهم الذي قاد الى المآسي التي يضطر فيها شباب العراق الابي، اليوم، للتضحية بأرواحهم لترميم نتائجها الكارثية، واستلال ما فرطوا به من عيون الدواعش. بينما هم يواصلون وبوقاحة لا متناهية، سياسة تدمير وحدة الوطن العراقي بتعصبهم العرقي والطائفي ويصرّون، في هذا الوضع الحرج، على سرقتهم للمال العام وتبديد ثروات الشعب وتمزيق المجتمع.
وكما بيّن النائب اللويزي بصراحة في رده عن من هم " دواعش السياسة " الى اشخاص متنفذين بعينهم، أشارت لهم، بالاسماء، النتائج المستخلصة من متابعات لجنتي التحقيق البرلمانية، حول اموال المهجرين من مناطق القتال، وحول اسباب سقوط الموصل، حيث كان عضواً فيهما. الا ان هؤلاء الاشخاص المتنفذين لم تجر مساءلتهم لانهم فوق القانون. رغم ان هذه النتائج التي خرجت بهما اللجنتان قد قدمت الى خمس جهات رسمية من بينها هيئة النزاهة و مكتب القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي.
ان " دواعش السياسة " ليس الخونة والفاسدين وسراق المال العام فقط بل كل من يتستر عليهم.
لماذا اللغو الكثير؟! فلو اوقفنا اي مواطن عراقي في شارع او جامعة او سوق شعبي وسألناه : من هم " دواعش السياسة " الذين عناهم رئيس الوزراء حيدر العبادي دون ان يصرح بهم ؟ لأجابنا وافحم الدكتور عدنان السراج رئيس المركز العراقي للتنمية الاعلامية والمتحدث الرسمي السابق لدولة القانون، وبدون لف ودوران، وبالاسماء: انه كان يعني قادته وصحبه ومن فرطوا بوحدة العراق ومستقبل اجياله وسرقوا ثرواته من المتحاصصين من احزاب اسلامية شيعية وسنية وقومية كردية... وشيوخ دين وعشائر.