المنبرالحر

سوريا _ ذريعة إستخدام الأسلحة الكيمياوية من قبل سوريا والعدوان الأمريكي..!؟(1) / باقر الفضلي

للمرة الثانية وخلال ست سنوات، تتعرض دولة سوريا، العضو في الأمم المتحدة، الى نفس الذريعة التي لم تصمد أمام الحقيقة، وذلك بإستخدامها الأسلحة الكيمياوية من قبل الدولة ضد أبناء الشعب السوري، وذلك من قبل التحالف الأمريكي الفرنسي البريطاني، مما ترتب عليه فشل المخطط الأمريكي من محاولة فرض العقوبات على سوريا، بعد إستخدام حق الرفض من قبل روسيا والصين للقرار المذكور..!؟
فما الجديد في الأمر يا ترى..!؟
المعروف على النطاق الدولي، بأن تلك الذريعة قد منيت بالفشل بعد أن تم الإتفاق بين امريكا وروسيا وعلى الصعيد العملي بأن تقوم الدولة السورية [ بتصفية السلاح الكيمياوي في سوريا في أواسط عام 2014 ، وبعد أن أبلغت دولة سوريا المنظمة الدولية لإنهاء الأسلحة الكيمياوية، بتخليها عن أية أسلحة كيمياوية ، ومنحتها الحق في التحري والتحقيق عن تلك الحقيقة، وبأن سوريا لم يسبق لها أن إستخدمت مثل ذلك السلاح ضد معارضيها، لا سابقاً ولا لحقاً وهذا ما أكده السيد وزير الخارجية السورية وليد المعلم في مؤتمره الصحفي اليوم الخميس ، الأمر الذي جاء مؤكداً لموقف دولة سوريا الداعم لأنهاء إستخدام الأسلحة الكيمياوية على الصعيد الدولي، وهذا ما جرى الحديث عنه سابقاً في مقالتنا الموسومة : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=378709 (2)
إن إستخدام ذريعة الأسلحة الكيمياوية، تضع المجتمع الدولي، أمام خطر حرب لا تعرف نتائجها ولا تحسب تداعياتها، في وقت تشكل فيه إنذاراً للعالم ؛ بأن مثل هذا التذرع، الذي لا يقوم على أسس من العقلانية وتحكيم المنطق،ولا التحقيق من قبل الهيئات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة، إنما يمثل إستهانة بكل المواثيق والقوانين الدولية ، التي إعتمدها المجتمع الدولي، بعد الحرب العالمية الثانية المنتهية عام 1945، والتي كان من حصيلتها قيام هيئة الأمم المتحدة وإقرار ميثاقها الذي يعتبر المرجع الأممي للمجتمع الدولي، والذي على أساسه بنيت كيانات الدول، وساد السلم وألأمن ربوع العالم، طيلة هذه المدة الطويلة..!(3)
فما إقدام أمريكا صباح هذا اليوم بقصف مطار" الشعيرات السوري " بصواريخ التوماهوك وقتل المدنيين من السوريين وعدد من الأطفال، بذريعة ما يدعى بإستخدام الأسلحة الكيمياوية من قبل سوريا،، إنما هو العدوان بعينه الذي تقوم به دولة مثل أمريكا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، وإحدى الدول الخمس المناط بها صيانة الأمن وحفظ السلام في العالم، ويا للغرابة إنها نفسها، الدولة التي تدعي الحرب على الإرهاب في المنطقة ..!؟
لقد أجمعت غالبية وسائل الإعلام الدولية ، بأن العدوان الأمريكي على دولة سوريا صباح يوم السابع من فجر نيسان/ 2017 ، كان مبيت له سلفا، وهو لا يختلف في أسبابه ومبرراته عن ما أقدمت عليه أمريكا في آذار من عام 2013 من قبل الرئيس السابق السيد بوش، بالغزو العدواني على العراق، وخرق جميع المواثيق والقوانين الدولية وإنتهاك سيادة العراق كدولة عضو في الأمم المتحدة، مستخدماً في ذلك نفس الحجج والذرائع لتبرير العدوان الأمريكي ضد العراق، وكان السلاح الكيمياوي في مقدمة تلك الذرائع ..!!؟؟(4)
إن العدوان الأمريكي على سوريا، قد بعث برسائل خاطئة الى القوى الإرهابية ومن يقف ورائها ، وهو من جانب آخر، ألقى بجميع أوراق اللعبة الأمريكية في الشرق الأوسط، في طريق إثارة الحرب في المنطقة، وفيه كل عوامل التهديد لبلدان المنطقة وشعوبها، وبالذات لدولة سوريا والعراق، ووضع العصي في عجلة الحلول السلمية للأزمة السورية، وتصعيد التوتر في المنطقة الى حدود التأزم، برفعه الى مستوى حافة الهاوية، فالى أين تسير أمريكا وحلفائها في العالم الغربي بالعالم، وهي لم تكترث بخرق القوانين الدولية وفي مقدمتها ميثاق الأمم المتحدة، الذي تجد فيه جميع دول العالم، الميثاق الذي يمكن الإحتكام اليه من أجل الحفاظ على سيادتها وإستقلالها في مواجهة أي عدوان قد تتعرض له من أي كان، فكيف ، إذا ما كانت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية أمثال بريطانيا وفرنسا، من الدول الرئيسة الخمس في مجلس الأمن، التي أناط بها الميثاق صيانة السلم والأمن في العالم، الأمر الذي جوبه برد فعل بعض الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن ومنهم الإتحاد الروسي، الذي إعتبر أن مشروع القرار الأمريكي الغربي قائم على معلومات غير صحيحة ..!؟(5)
باقر الفضلي/ 7/4/2017
(1) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=377028
(2) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=378709
(3) http://arabic.cnn.com/middle-east/2017/03/31/tillerson-haley-syria-assad
(4) http://www.almshhadalyemeni.com/35788
(5) http://almanar.com.lb/1810620