المنبرالحر

التعليم.. الى اين ؟ / علي شغاتي

أشارت عدد من التقارير الرسمية للجنة التربية والتعليم في مجلس محافظة بغداد إلى حاجة العراق لبناء اكثر من سبعة الاف مدرسة ليتناسب عدد المدارس مع الحاجة الفعلية الراهنة لاستيعاب اكبر عدد من طلبة العراق، لغرض الاستجابة لمعدلات النمو السكاني في العراق، لكن للأسف الواقع على الارض يشير الى ان البناء لم يتجاوز بضع مئات من المدارس في كل محافظة مما ادى الى ازدياد حالات الدوام الثنائي والثلاثي وفي بعض الأحيان حتى الرباعي وما يترتب عليه من تداعيات مضرة بالعملية التربوية التي تعاني بالأساس من خلل بنيوي. كما ان الغالبية يعلمون بالأثر السلبي لهذا الامر الذي يؤثر تأثيرا واضحا على مدة الحصص الدراسية ناهيك عن غياب الأنشطة الفنية والرياضية وغيرها من الأمور الضرورية لاستكمال مقومات نظام تعليمي ناجح.
والى يومنا هذا ما زال بعض الطلبة يدرسون في مدارس طينية بوسط وجنوب العراق بل وحتى في أطراف من العاصمة بغداد، ومؤخراً تم اللجوء الى مادة الحديد "الكرفان السندويج بنل" في اطراف بغداد وشرقها حيث اننا لا يمكن ان نسميها مدارس حسب المفهوم الدقيق لمتطلبات البناية المدرسية، واذا ما علمنا ان الحكومات السابقة قد خصصت مبالغ جيدة لبناء المدارس لكن حجم الفساد فاق كل التوقعات. والى يومنا هذا توجد مدارس لم يكتمل بناؤها على الرغم من الشروع في بنائها منذ عام 2006.
واذ تكلمنا قليلا عن مدارس اطراف بغداد والكثافة السكانية الموجودة في هذه المناطق، نرى بوضوح قلة المدارس مقارنة بالعدد السكاني للمناطق، مما دفع المعنيين الى ايجاد حل الدوام الثلاثي والرباعي.
اضافة الى أكثر المشاكل الراهنة والمسببة لضرر اكبر هو قلة الكادر التدريسي والنقص الواضح في إعدادهم وتداخل الاختصاصات الذي اضطر بعض من معلمي ومدرسي هذه المناطق الى التدريس خارج اختصاصاتهم من اجل سد العجز الواضح في هذه المدارس وبالإضافة إلى غياب المستلزمات الدراسية والأثاث المكتبي وتجمع النفايات قرب المدارس مما تسبب في إصابة إعداد كبيرة من الطلبة بإمراض وبائية.
هنا لايسعنا إلا دعوة وزارة التربية والحكومة الاتحادية الى ايلاء الاهتمام بهذه المناطق المنكوبة فعليا والتي يعاني سكانها الفقر والتهميش والبطالة، ورسالتي الأخيرة هي لأبناء هذه المناطق الفقيرة لكوني ابن واحدة من هذه المدن المنكوبة، إلا تعتقدون إن هذه السياسة متعمدة بالضد منا نحن الفقراء؟ هل هناك مصلحة لتجهيلنا وعدم تعليمنا؟ هل يشكل التعليم لأبناء الجيل الثالث من فلاحي وعمال وفقراء العراق خطرا على الطبقة الحاكمة وديمومة استمرارهم في الحكم؟ او ربما نحن لا نصلح للتعليم؟
اترك الإجابة لأبناء جلدتي من المنكوبين والمضطهدين في بلاد الرافدين.