المنبرالحر

تحالف( سائرون) نتاج حراك اجتماعي سياسي / حيدر سعيد

ان المعاناة القاسية التي تطبق على الطبقات الكادحة والفقيرة والمهمشة من ابناء شعبنا العراقي ،والتي امتدت اكثر من اربع عشرة سنة ، لم تر من المتنفذين المتحاصصين غير الوعود البراقة الكاذبة، حيث قبع هؤلاء المتنفذون في المنطقة الخضراء يتبارون فيما بينهم على نهب ثروات الشعب العراقي ، غير مبالين بما تطرحه هذه الطبقات الكادحة عبر الحراك الشعبي السلمي في ساحات التغيير والاصلاح ( ساحة التحرير ) ...وغيرها في المحافظات العراقية، من مطاليب بتوفير الخدمات الضرورية كالكهرباء والماء والصحة .. ثم تصاعدت من خلال التنسيقيات التي انبثقت من خضم الحراك الجماهيري للقوى المدنية ، مطالبة بتغيير نظام المحاصصة الطائفي القومي الذي شكل بنهجه اساس الازمات، وكان المسبب الرئيس في كل ما يعانيه ابناء الشعب العراقي وما يتعرض له من مخاطر، الى درجه جعلت ابناء الشعب من الكادحين المعدمين يفقدون الامل بالمتنفذين الذين انتجوا بسياستهم الفاشلة هذا الواقع الاجتماعي الاقتصادي السياسي المزري .
من هنا تواجد الفاسدون ليسيطروا على مؤسسات الدولة ، ويشكلوا ظاهرة خطيرة تحولت بمرور الوقت الى مافيات تسيطر على اموال الدولة من خلال الدعم والغطاء الذي تحصل عليه من المتنفذين في اجهزة الدولة ، وهناك حالات عديدة للفساد تم كشفها ولكنها لم تستهدف كبار الفاسدين بالدولة ، وبذلك بقى خطر الفساد قائما .
ان استفحال الازمات والمعاناة والبطالة وقلة الخدمات الضرورية والفتن الطائفية والقومية والفساد والارهاب وفقدان القانون والفوضى، اخذت تتصاعد بوجود نظام المحاصصة وحيتانه، مما انعكس بقوة على حياة الناس الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ضاغطا نحو ايجاد مخرج يغير هذا الواقع ويوجد بديل مدني ديمقراطي يلبي مطاليب الكادحين والفقراء والمعدمين والمسحوقين والمهمشين من ابناء الشعب العراقي وهم الاكثرية ، ويضع حدا للفساد والفاسدين ، وهذا ما دفع المخلصين لابناء شعبهم وطبقاته الكادحة ، التي تعاني من الام عميقة شملت حياتهم المعيشية والاجتماعية ،و التي جسدتها مطاليبهم في ساحات التظاهر في كل انحاء الوطن ، ان تترجم القواسم المشتركة لتنسيقيات القوى المدنية الديمقراطية والتي تعكس حاجة الجماهير الى التغيير والاصلاح، فكان التحالف الاجتماعي السياسي الانتخابي ( سائرون ) هو النتاج الاجتماعي السياسي الواقعي الموضوعي الذي عكس الام ومعاناة الناس، التي تناضل القوى المدنية الوطنية الديمقراطية والاسلامية الوطنية المتمثلة بالتيار الصدري ، من اجل تغيير الواقع المؤلم الذي تعانيه الجماهير، بسبب نظام المحاصصة الطائفي القومي الذي يصر المتنفذون والفاسدون على اعادة انتاجه من جديد ، فسائرون تحالف ضم قوى مدنية ديمقراطية واسلامية وطنية وضعت مصلحة الشعب العراقي فوق جميع المصالح الخاصة ، واتفقت وفق برنامج عابر للطائفية المقيتة على ايجاد بديل مدني ديمقراطي ينشد المواطنة والعدالة الاجتماعية والمساواة والقانون وانهاء الارهاب وحواشيه، وكسر احتكار السلطة .
ان الخراب والدمار الذي لحق بالشعب العراقي من جراء نهج المحاصصة الطائفي القومي ، والذي شخصه الخطاب السياسي للقوى المدنية الديمقراطية التي اجتمعت في تحالف سائرون ، وضع مصلحة الشعب العراقي قبل كل شيء ، وسعيها الى التغيير والاصلاح وتحقيق البديل المدني الديمقراطي ، الذي يحقق دولة المواطنة والمساواة والعدالة الاجتماعية والقانون .
ونقول ان الواقع المعاش في الوطن هو من يحدد الوعي ويحرك النشاط الفكري.