فضاءات

استذكار الشهيد عمار الشابندر في "برج بابل"

تضامن عبد المحسن، رحيم الشمري
أقامت "مؤسسة برج بابل للتطوير الإعلامي" في بغداد، أول أمس السبت، أمسية استذكار للصحفي عمار الشابندر في مناسبة مرور عام على استشهاده في تفجير إرهابي.
حضرت الأمسية عائلة الشهيد وجمع من المثقفين والإعلاميين، وشارك فيها عدد من أصدقائه الذين ألقوا كلمات استذكروه فيها "وهو الذي ترك محل إقامته في لندن منذ عام 2003 وعاد إلى بلده الأم، مقدما عصارة فكره وتعليمه في مجال الصحافة والعمل الإنساني من خلال معهد صحافة الحرب والسلام".
صديق الشهيد الذي كان معه لحظة الانفجار، والذي نجا من الموت وكسرت ساقاه، نائب مدير معهد صحافة الحرب والسلام عماد الشرع، ألقى كلمة تطرق فيها إلى مشاريع صديقه، وأحلامه، وقال: "انا فرح لأني ما زلت أرى الأحلام التي كان يحملها عمار، أراها في وجوه الأصدقاء وفي كل مكان".
وشدد الشرع في كلمته على أهمية ان يبقى الإنسان متفائلا، وقال: "بعد نجاتي من الموت، وكنت ما أزال لا استطيع السير على قدمي، طلبت من اصدقائي ان يبتسموا لأن الحياة تحتاج إلى ان نبتسم دائما، وإننا جميعنا سنغادر. لكن الجميل ان نبقى نبتسم لنشجع الآخرين على الاستمرار"، متابعا قوله: "عمار الشابندر موجود ليس فقط في معهد صحافة الحرب والسلام، وإنما في كل مكان وفي كل الأحلام والمشاريع.. عمار باقٍ ببقاء إرادتكم وبمواصلتكم الحياة، تذكروا ان العراق يحتاج إلى ان نحقق أحلامنا ونبنيه".
ثم جاءت كلمات الإعلامي علي الخالدي الذي كان برفقة عمار وعماد قبيل الانفجار بدقائق، وهاشم الهاشمي والفنانة رنا. وقد تحدثت الكلمات عن دور الشهيد في اعداد ورفع كفاءة طاقات صحفية على مدى اكثر من عشر سنوات، نظم خلالها بالتنسيق مع إدارة معهد صحافة الحرب والسلام، الاقليمية والدولية، دورات ومحاضرات في بغداد والسليمانية واربيل وغيرها، "أراد منها ان يكون العراق الجديد بوابة لتطبيق الاعلام المتطور الحديث، وأن يأخذ دوراً متميزا في المجتمع".
كذلك تحدثت زوجة الشهيد السيدة انجيلا، التي قدمت من خارج البلاد لحضور الأمسية، عن الحياة التي عاشتها مع زوجها، والتي أمدها ستة عشر عاماً مليئة بالنشاطات الصحفية والإنسانية.
بعد ذلك ألقى عميد كلية الإعلام د.هاشم حسن كلمة تحدث فيها "عن ما تقدمه المؤسسات الأكاديمية والمهنية للصحافة، الذي يعد يسيرا مقابل ما يقدمه عمار الشابندر في معهد صحافة الحرب والسلام" وقال: "كان عمار دائما ما يشدد على الإبداع الذي يحمله الشباب. فذلك المعهد لا ينطلق من مهنية عالية وانما من أمل في الحياة ومن مشروع مدني".
وتخللت الأمسية مقطوعات موسيقية قدمها عدد من الفنانين من محبي الشهيد، كما أقيم معرض تشكيلي لطلبة كلية الفنون الجميلة - قسم الكرافيك.
يذكر ان عمار الشابندر (39 عاما) استشهد قبل عام إثر انفجار سيارة مفخخة في منطقة الكرادة وسط بغداد. وقد كان يتولى إدارة معهد صحافة الحرب والسلام الدولي الذي يدرب الصحفيين على تغطية النزاعات. ويحمل الشابندر شهادة في علم الاجتماع والعلاقات الدولية من جامعة وست منستر في لندن.