عُقد للمرة الأولى في بغداد :اجتماع سكرتاريي منظمات الحزب الشيوعي العراقي خارج الوطن

طريق الشعب
عقد في بغداد يوم الجمعة 27 شباط 2015 الاجتماع الدوري لسكرتاري منظمات الحزب الشيوعي العراقي خارج الوطن، بإشراف سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق حميد مجيد موسى (ابو داود)، وبحضور العديد من رفاق قيادة الحزب.
استهل الاجتماع أعماله بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لذكرى الراحلين من رفاق لحزب واصدقائه وشهداء الشعب من ضحايا الارهاب وجرائمه.
وبعد كلمة ترحيب قصيرة باسم لجنة التنظيم المركزية، قدم الرفيق (ابو داود) مداخلة سياسية ضافية استهلها بالترحيب بالرفاق "في اول اجتماع لمنظمات الحزب في الخارج على ارض الوطن، في بغداد".
وقال ان "الاجتماع في عاصمتنا يمكّننا من تحقيق جملة من الاهداف، من بينها التعرف على هموم شعبنا. صحيح ان التكنولوجيا ضيقت المسافات، لكنها لا تلغي ولا تعوض الاطلاع المباشر على أوضاع الناس صانعي الحياة. ان ذلك يوفر لنا ما يعمق فهمنا للواقع ويمكّننا من وضع سياسة مناسبة قائمة على أساس الواقع الملموس. وايضا هذا يوفر فرصة الاطلاع على مفاصل عمل الحزب الأساسية وتمكينكم من رؤية حجم التعقيدات والصعوبات التي يعمل الحزب في ظلها".
وتناولت المداخلة بتفصيل جوانب الوضع السياسي الراهن في البلاد وتعقيداته، الناجمة عن الاوضاع السائدة منذ اسقاط الدكتاتورية، والاحتلال، والتأسيس للمحاصصة الطائفية الاثنية، ونمط التفكير اللاديمقراطي للمتنفذين، وشيوع الفساد وانتشاره في جميع مفاصل الدولة. واشار الى ان الصراع الجاري في العراق ليس صراعاً بين المعتقدات المذهبية والدينية، "بل هو صراع مصالح، وعلى هذا الأساس تُرسم آفاق المستقبل السياسي والاقتصادي". وان "القوى الخارجية كي تحقق مصالحها استخدمت المحاصصة التي تخل بمبدأ الديمقراطية وتحفز على الفساد". وشدد ?لى ان هذه الخلفيات التي ثبت عقمها هي التي أسست لأزمة بنيوية، اقتصادية واجتماعية واخلاقية، "الأمر الذي أدى في النهاية الى ان يتمكن تنظيم داعش الارهابي من السيطرة على العديد من المحافظات والمدن وامتداد تهديدها الى مشارف بغداد".
وتطرقت مداخلة الرفيق ابو داود الى الانتخابات البرلمانية في 2014 التي لم تأت بالنتائج المطلوبة رغم المطالبة الواسعة بالتغيير، والى العسر في تشكيل الحكومة، والهجمة الارهابية لداعش، ودور العامل الداخلي ومصالح المتنفذين والعامل الخارجي، مشيراً الى ان هذه العوامل ما زالت فاعلة ومؤثرة. وهي ما تجعل الحزب يتعامل مع الحكومة الجديدة بهذه الطريقة، معتبراً ان هناك "كوة من الأمل"، ورغبة الحزب بتوسيعها "للوصول بالعراق الى شاطىء السلامة ووضعه على السكة الصحيحة، لتحقيق بناء العراق الديمقراطي". وتطرق في هذا السياق الى جملة?من الاجراءات والتدابير التي ينبغي الاسراع باتخاذها رغم العراقيل والمعوقات التي هي ليست بمعزل عن المؤثرات الخارجية، الدولية والاقليمية. كما تحدث الرفيق عن متطلبات تنمية القدرات العراقية للتصدي لتنظيم داعش الارهابي ودحره، وعن الحراك الشعبي والعمالي وضرورة دعم الفعاليات المطلبية بهمة ونشاط، ودور منظمات الحزب على هذا الصعيد.
وبعد مناقشة سياسية عُرضت خلالها آراء وملاحظات منظمات الحزب خارج الوطن، اختتم الرفيق ابو داود مداخلته بالتأكيد على المهمات الأساسية لهذه المنظمات، وفي مقدمتها تقديم اشكال الدعم والتضامن الفعال مع نضال منظماته ورفاقه والقوى الديمقراطية على ارض الوطن.
وتضمن جدول أعمال الاجتماع تقويم نشاط منظمات الخارج في العام المنصرم، وسبل الارتقاء بعملها. وبعد مداخلات ونقاشات حيوية اتسمت بروح الحرص والشعور العالي بالمسؤولية ازاء الحزب والشعب والوطن، أقر الاجتماع أولويات عمل تنظيم الخارج للفترة المقبلة وحدد بعض المهمات العاجلة ذات الصلة بالتحرك التضامني وتقديم المزيد من الدعم للحزب في الظروف الاستثنائية التي تعيشها بلادنا حالياً.
وفي ختام الاجتماع أنشد جميع الرفاق نشيد "سالم حزبنا.."، مجددين العزم على بذل المزيد من الجهد بتفانٍ وإبداع من اجل تنفيذ سياسة حزبهم وتحقيق اهدافه النبيلة في وطن حر وشعب سعيد.
وقد شمل برنامج زيارة الوفود المشاركة في الاجتماع لقاءات مكثفة مع المختصات المركزية لقيادة الحزب، ومن ضمنها لجنة التنظيم ولجان العمل الفكري والمهني والديمقراطي والعلاقات والقوميات والاعلام.
وشاركت الوفود في الوقفة التضامنية دعماً للنازحين التي اُقيمت صباح السبت 28 شباط 2015 في ساحة التحرير وسط بغداد ونظمتها "الحملة الوطنية لدعم النازحين".
وتضمن برنامج الزيارة لقاءً يوم السبت 28 شباط 2015 مع اعضاء المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي، جرى فيه تبادل وجهات النظر حول سبل تعزيز اللجان التنسيقية للتيار خارج الوطن التي تنشط في 12 بلداً وتشارك فيها منظمات الحزب الشيوعي.
واُختتم البرنامج عصر الأحد 1 آذار 2015 باستضافة وفود منظمات الحزب خارج الوطن من اللجنة المحلية للرصافة الأولى في مقرها. وقدم رفاق المحلية عرضاً تفصيليا لجوانب نشاطها الجماهيري والديمقراطي وعملها الفكري ودورها في دعم الحراك العمالي والنازحين، وما حققته من نجاح مميز على صعيد العمل مع الشباب، ومن ضمنها نشاطات فنية ورياضية. وسادت اللقاء اجواء رفاقية حميمة.