- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الثلاثاء, 02 شباط/فبراير 2016 18:55

التأم جمع متميز من ابناء الجالية العراقية بلندن في أمسية حوارية حول آخر تطورات الوضع السياسي والحراك الشعبي في العراق أقامتها لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في المملكة المتحدة يوم الجمعة 29-01-2016 استضافت فيها الدكتور صبحي الجميلي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي وأدارها الدكتور علي شوكت منسق اللجنة.
في مداخلته أشار الدكتور صبحي الجميلي الى ان الأوضاع في العراق تزداد صعوبة وهي كثيرة التعقيد، والى نشوء تحالف من المتنفذين وكبار المقاولين والتجار الفاسدين يستخدم نفوذه في السلطة ويملك المال والسلاح. وهؤلاء لا يكترثون للأزمات التي تعصف بالعراق، والتحديات الكبيرة في مواجهة الارهاب وداعش، ويسعون بكل امكاناتهم للحفاظ على مراكز نفوذهم ومصالحهم عبر التأجيج الطائفي والاستقواء بالقوى الخارجية والارتهان لها، مع تزايد التدخلات الاقليمية والدولية في الشأن العراقي وخطط التقسيم المشبوهة وما تشهده المنطقة من استقطاب طائفي. فيما يستمر صراع محتدم بين الكتل السياسية المتنفذة على شكل الدولة وبنائها وينعكس ذلك في برامجها وتوجهاتها السياسية. وتحدث عن الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة الناجمة أساساً عن السياسات الاقتصادية الفاشلة التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة وغياب استراتيجية تنموية والطابع الريعي للاقتصاد، ولا يمكن الاكتفاء بتبريرها كما يفعل المتنفذون بانخفاض موارد الدولة جراء التدهور الكبير في أسعار النفط. ودعا الى حصر السلاح بيد الدولة وانهاء الميليشيات الطائفية وتوفير الأمن للمواطنين وإعادة بناء المؤسسة العسكرية على أسس وطنية ومهنية.
وأوضح د. صبحي الجميلي ان الحزب الشيوعي والقوى الديمقراطية ترى ان السبب الرئيسي للأزمة المتعمقة يكمن في بناء العملية السياسية على أساس المحاصصة الطائفية والاثنية، وضرورة الاصلاح والتغيير لانقاذ الوطن بتحقيق البديل المتثل بالدولة المدنية الديمقراطية، دولة المؤسسات القائمة على مبدأ المواطنة، وهو ما يتطلب تغيير ميزان القوى السياسي والمجتمعي. وتحدث بتفصيل عن الحراك الشعبي المتواصل، الذي هزّ دعائم نظام المحاصصة وأرغم القوى المتنفذة على اعلان اصلاحات محدودة لم تأخذ طريقها الى التنفيذ ومساعي هذه القوى لامتصاص الغضب الشعبي وقضم الحريات وتحجيمها. وأكد أهمية دعم الحراك الشعبي المتواصل والحاجة الى تطوير تنظيمه وتوسيع قاعدته وتنويع أساليبه، مشيراً الى ما حققه والشعبية الواسعة التي اصبح يحظى بها شعار الدولة المدنية، وانتزاع حق التظاهر والاحتجاج والتصدي بجرأة للممارسات القمعية، والدور المتميز للشباب والنساء والعمال في الحركة الاحتجاجية.
وشارك العديد من الحضور بمداخلات مهمة تناولت جوانب الوضع السياسي في العراق وآفاق الحراك الشعبي، ومهمات القوى المدنية الديمقراطية وضرورة الارتقاء بدروها. وركزت بعض المداخلات على الأزمة الاقتصادية والمالية الراهنة وسبل ايجاد مخارج من خلال تنويع الاقتصاد والتوجه نحو بناء الصناعة الوطنية والزراعة ومحاربة الفساد ومحاسبة كبار الفاسدين. كما تناول النقاش الأزمة السياسية والاقتصادية في اقليم كردستان وأسبابها وتساؤلات عن مغزى إثارة موضوع استقلال الاقليم في ظل الأوضاع الصعبة الحالية وتهديدات داعش ومساعي القوى الشوفينية لإثارة مشاعر العداء للكرد. وقدم الدكتور صبحي الجميلي توضيحات اضافية وعبّر عن تقديره لآراء المساهمين في النقاش، ودعا في الختام الى تقديم المزيد من الدعم والتضامن مع القوى الديمقراطية والحراك الشعبي من اجل بناء عراق الغد المدني الديمقراطي.
لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في المملكة المتحدة
لندن 01-02-2016