في لقاء موسع للتيار الديمقراطي في كربلاء : رائد فهمي: الإصلاح ضرورة وليس خيارا وعلينا توسيع قاعدة الحراك

عامر الشيباني
من أجل الاصلاح ومكافحة الفساد وبناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية, أقامت تنسيقية كربلاء للتيار الديمقراطي لقاء موسعا، يوم الثلاثاء الماضي (2 شباط الجاري) للوقوف على اخر تطورات الحراك المدني, وسط حضور حاشد اكتظت به قاعة الحزب الشيوعي العراقي لمحلية كربلاء من ناشطين مدنيين ومنسقي التظاهرات وإعلاميين واكادميين واعضاء التيار الديمقراطي العراقي وجماهيرهم في المحافظة.

محاور لديمومة العمل المدني

وأدار اللقاء منسق التيار الديمقراطي العراقي في كربلاء، عبد الجبار العلي، قائلا: ان لقاءنا اليوم مع جماهيرنا جاء لغرض الاستئناس بآرائكم حول آليات العمل المعمول بها للتيار الديمقراطي في الفترة السابقة وما لحقها وما تقترحونه من افكار وأراء لديمومة العمل المدني الديمقراطي. وطرح العلي اربعة محاور للنقاش: اولها الحرب على داعش وما ستؤول اليه الامور بعد الخلاص منه, وثانيها؛ موقف التيار الديمقراطي من قضية النازحين وعودتهم الى مناطقهم، والمحور الثالث، حول موقف التيار من التدخل الروسي في سوريا وبشأن التحالف الرباعي، وهل يعتبر تدخلا في الشأن الداخلي ويخل بالسيادة العراقية؟, اما المحور الرابع، فهو موقف التيار من الحراك المدني وما وسائل ادامة هذا الحراك وديمومة التظاهر؟.

نظام سياسي منتج للازمات

وتحدث في اللقاء، منسق التيار الديمقراطي العراقي رائد فهمي، قائلا، ان العراق اليوم يمر في أخطر مراحله من ناحية الاستمرار بوحدته وتماسك نسيجه الاجتماعي والحديث عن وجود الكيان العراقي فضلا عن ظهور الازمة المالية والاقتصادية اذ اصبح بناؤه الاقتصادي وافاق تطور البلد مثيرين للقلق في اوساط واسعة بمختلف شرائح المجتمع.
وأضاف، ان هذه الازمات التي اشتدت واستفحلت وكان ينبغي على ادارة البلد التحسب لها والتحضير لكل الاحتمالات, لكن الادارة في نظام الحكم حالت دون تسنم الكفاءات ادارة هذه الملفات الكبيرة, وذلك بسبب نظام المحاصصة الطائفية والحزبية والاثنية.
وأكد فهمي ان النظام السياسي، أنشئ لمعالجة خلل في السياسات السابقة سواء النظام الدكتاتوري او لخلل اعظم واعمق في قيام الدولة العراقية، فإذا به هذا النظام الجديد اصبح عاجزا عن حل المشاكل والازمات ومنتجا للازمات.

احتجاجات غير حزبية

وذكر فهمي، ان الشعب انطلق بحراكه منذ تموز الماضي بشكل عفوي او منظم جزئي، ومن اوساط شعبية متنوعة، لا يمكن تجييرها لصالح هذا الحزب او ذاك، انما كان يضم عشرات الالاف من ابناء المجتمع, مؤكدا ان المتظاهرين اكدوا على سلمية الاحتجاجات رافعين العلم العراقي ولم تطلق شعارات تحريضية بل كانت شعارات ومطالب معقولة وممكنة التحقيق، عبرت عن تطلعات الشعب وليست لها هوية طائفية او مصالح حزبية.
وقال فهمي، ان طبيعة هذه المطالب عابرة لكل الهويات الفرعية، وذات سمات وطنية، لان الحراك جاء استجابة لمطلب شعبي ولمعاناة شعبية، منوها الى ان المواطن بعد ان خرج مطالباً بحقوقه في الخدمات بدأ يرتقي بمطالبه الى المطالب السياسية.

الحشد الشعبي في أطار الدولة

وتطرق منسق التيار الديمقراطي العراقي، الى ان الحراك المدني ليس بمعزل عن الحرب ضد الارهاب بعد ان تعرض الحراك الى انتقادات بسبب خروجهم, لافتا الى ان هناك فسادا في مفاصل المؤسسة العسكرية، تسبب في عدم وصول التمويل والعتاد اللازمين إلى المقاتلين، وأصبح له دور مباشر في المعركة, وبالتالي الفساد والارهاب وجهان لعملة واحدة.
وشدد فهمي على ان المعركة ضد داعش، ذات طابع وطني, ومحاربتهم يجب ان تكون من منطلق وطني, مطالبا ان يكون الحشد الشعبي ضمن اطار الدولة وبعيدا الهويات الفرعية، ويجب ان لا يكون بديلا عن الجيش العراقي بل ساندا له.
ودعا الى تنسيق فصائل الحشد الشعبي والبيشمركة والعشائر وقوات التحالف مع الجيش لكسب المعركة.

ديموغرافية المناطق المحررة

وبالنسبة إلى المناطق المحررة من داعش، حذر فهمي من ان تصبح مشكلة موازية لاحتلال داعش لها اذا ما احسن ادارة ملفها، فلا يجب استغلال المعارك للتغيير الديموغرافي للمناطق المحررة من الاطراف، داعيا الى العمل على اعادة أهالي تلك المناطق لتحقيق الاستقرار. وطالب جميع الاطراف بانتهاج الحوار.
واكد منسق التيار الديمقراطي العراقي، ان الانتصارت التي يحققها العراق في حربه ضد داعش لم تصبح بعد انتصارا سياسيا, مؤكدا على اهمية ان تقوم الحكومة بجعل الانتصار العسكري انتصارا سياسيا. لكن نبه الى ان النصر العسكري يحتاج الى مستلزمات اهمها المشاركة الواسعة في عملية صنع القرار من كل الاطراف العراقية وتوحيد المواقف.

الدور الروسي في مواجهة داعش

وعن الدور الروسي في المنطقة، اشار فهمي، الى ان التدخل الروسي في سوريا غير المعادلات اذ كانت القوى التي تحارب النظام متقدمة, كما غير ايضا المعدلات في الحرب في العراق والتغيير الحاصل في الموقف الامريكي اذا ازدادت العمليات العسكرية بعد التدخل الروسي.
وتحدث عن التنسيق الرباعي، لافتا الى انه ليس من مصلحة العراق ان يدخل في محاور اخرى، لكن عليه ان يستفيد من هذه المحاور.

الاصلاح ضرورة وليس خيارا

وأكد فهمي ان الاصلاح في كل مفاصل الدولة, ضرورة وليس خيارا في مختلف المجالات الادارية والقضائية والتشريعات والبرلمان والمؤسسة العسكرية, مشيرا ان رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، اطلق حزمة من الاصلاحات قوبلت بالتأييد من التيار الديمقراطي، لكنها غير كافية، اضافة عن انها تسير ببطء شديد، وهناك بعض الاصلاحات توقفت وغيرها اتجهت إلى غير وجهة, ما يشير الى عدم وجود ارادة حقيقية لتغيير الامور وهذا ما اشارت اليه المرجعية كذلك.
وتابع فهمي، قائلا، ان معركة الاصلاح معركة فنية وادارية وسياسية والجهات المتنفذة سوف لن تتخلى عنها بيسر وسوف تحاول تعرقل مسيرة الاصلاح وتعمل على تسويف الاصلاح, لذ يجب تضافر كل القوى المؤيدة للاصلاح لتجابه المعرقلات.
ودعا منسق التيار الديمقراطي العراقي، الى توسيع قاعدة الحراك من خلال التضامن مع مطالب لقطاع معين او منطقة في غير تظاهرات الجمعة، مشددا على ضرورة ان ينفتح التيار الديمقراطي وقوى الحراك على الاخر ومد الجسور معه، بما يصب في مصلحة الحراك.
ووجد فهمي ان هذه العملية ستؤدي الى تغيير موازين القوى المجتمعية وكل المطالب لا تتحقق الا عبر تغيير الموازين, لذا العملية الاصلاحية متعددة الجبهات والمستويات, وعلينا التنسيق ما بين التنسيقيات ومؤتمرات ولقاءات لتغذية العمل المشترك ليتحول الى قدرة سياسية قادرة على التغيير.