- التفاصيل
-
نشر بتاريخ السبت, 09 نيسان/أبريل 2016 19:29
القى عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق بسام محي كلمة الحزب في الاحتفال الذي اقامه يوم امس بالتعاون مع السفارة الفلسطينية في بغداد.
ادناه نص الكلمة:
الضيوف المحترمون
الاخوات والاخوة الكرام
الرفيقات والرفاق الاعزاء
أربعون عاما مضت على احداث " يوم الارض" التي شهدتها المدن الفلسطينية، يوم الثلاثين من آذار عام 1976، ذلك السبت الدموي، عندما اعلن الاضراب العام والشامل في الجليل والمثلث والنقب، احتجاجا على سياسة اسرائيل الاستيطانية، حيث اجتاحت قواتها المدججة بالدبابات والمصفحات القرى الفلسطينية مطلقةً النار بشكل عشوائي ليسقط ستة شهداء ( خير احمد ياسين وخديجة شواهنه وخضير خلايله ورجا حسين ابوريا ومحسن طه ورأفت الزهيري) في بلدات عرابة وسخنين ودير حنا، لتروي دمائهم الزكية ارض وطنهم فلسطين، ولتضيء الطريق لقوافل المناضلين، وتزيد من عزم رفاقهم وابناء شعبهم في المقاومة والتحدي والصمود والارادة في التمسك بالارض، وليجر الاعداء اذيال خيبتهم، وليكون ذلك اليوم " يوم الارض" مفخرة من مفاخر اصالة الروح الفلسطينية بالانتماء والعطاء والتشبث بالوطن رافعين مشاعل النضال المشرف عاليا.
ان يوم الارض ليست ذكرى لانتفاضة الشعب الفلسطيني فحسب، بل رمزا كفاحيا للشعوب والاحرار في العالم اجمع للتمسك بالارض والوطن ، وعنوانا لرفض كل اشكال السياسات الهمجية العدوانية في مسخ الهوية الوطنية، انها ذكرى وخارطة طريق تترسخ يوما بعد يوم وجيلا بعد جيل في وجدان الفلسطينيين وكل محبي الحرية والمساواة والعدالة.
ولم تنته احداث "يوم الارض" عند ذلك التأريخ، وان روح المقاومة والكفاح مستمرة مادامت السياسات الاسرائيلية الهمجية تحاول خنق الفلسطينيين والتضييق عليهم ، في عمليات تهويد المناطق وجرف الاراضي، وبناء آلاف الوحدات السكنية، وهدم المساكن الفلسطينية في القدس، واستمرار عمليات القتل والابادة .
وتشكل اليوم الهبة الجماهيرية " انتفاضة القدس" المتواصلة منذ اكثر من ستة اشهر زخما جديدا للشعب الفلسطيني في مواصلة نضاله ضد العدوان والجرائم الاستيطانية للمحتل الاسرائيلي، والسعي للقضاء على طموحاته في ظل استمرار الدعم المفتوح لهذا الاحتلال البغيض من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومحاولات الالتفاف على حقوقه المشروعة.
ونحن في الحزب الشيوعي العراقي اذ نجدد تضامننا الكامل مع نضال الشعب الفلسطيني وتضحياته الجسام في مواجهة سياسة اسرائيل العنصرية الصهيونية والسياسات العدوانية الهمجية الاستيطانية، نؤكد على حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس وضمان حق اللاجئين بالعودة الى ديارهم ، وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية الكفيلة بزيادة المقاومة ضد الاحتلال والاستيطان وفضح ممارسات وانتهاكات اسرائيل وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
الحضور الكريم
يعاني وطننا العراق من ثقل ازمة شاملة على الصعد السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، والبناء الهش للدولة وسوء ادارة مؤسساتها وتفشي الفساد المالي والاداري، وتردي الخدمات، وتدهور الاقتصاد الوطني ، كل هذا بسبب نهج المحاصصة الطائفية الاثنية المقيت المولد للازمات وسوء الادارة والفساد، واضعاف الوحدة الوطنية وتعريض سيادة الوطن الى مخاطر جدية وسيطرة داعش والارهاب على جزء عزيز من الوطن منتهكين الحرمات وسافكين الدماء الزكية لابناء شعبنا.
وتخوض بلادنا اليوم معارك وطنية كبرى في الحرب على داعش والارهاب وتحقق قواتنا المسلحة والبيشمركه والمتطوعون من الحشد الشعبي وابناء المناطق المحتلة انتصارات كبيرة على طريق استكمال استعادة الانبار وتحرير نينوى، والعمل على تامين عودة النازحين الى مدنهم واعادة بناء ما خربه الداعشيون والارهابيون من بنى تحتية وضمان عودة الحياة الطبيعية والادمية لسكان تلك المدن والمحافظات.
وردا على الازمة المستفحلة في البلاد التي تطحن بعجلاتها المواطن العراقي وتزيد من معاناته ومصاعب حياته وتدهور امنه واستقراره وغموض مستقبله ، امام هذا كله اضحى الاصلاح والتغيير حاجة ملحة وضرورة لابد منها، وهي مهمة غير قابلة للتأجيل او المماطلة او التسويف، وقد اجبر الحراك الجماهيري والضغط الشعبي المتسع الحكومة والسلطات المعنية باتخاذ جملة من الاجراءات الاولية بينها المطلوب هو رفض نهج المحاصصة الطائفية الاثنية وانهائه وضرورة اصلاح العملية السياسية والتوجه الى بناء عراق جديد ودولة مدنية ديمقراطية على اساس المواطنة الحقة وتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق التنمية المستدامة.
ان قوة الحراك الجماهيري وزخمه ونضال شعبنا العراقي قد اجبر المتنفذين والحكومة بالذات الى تقديم التعديلات الوزارية كخطوة اولى على طريق الاصلاح الحقيقي في زعزعة اركان النظام الطائفي الاثني ، ومكافحة الفساد والمفسدين ، وتحقيق اصطفافا جديدا للاصلاح الحقيقي عبر قطع الطريق امام القوى المتربصة والمعرقلة للاصلاح والتصدي لها بقوة الحراك الجماهيري وقواه الحية وزيادة تنظيمه ووضوح شعاراته ومطالبه وبرامجه وتجاوز العقبات التي تعترضه.
اننا على يقين ان ارادة شعبنا العراقي وتأريخه وارثه النضالي الطويل سوف يتلمس طريقه المعبر عن طموحاته في بناء عراق جديد ودولة ديمقراطية مدنية على قاعدة العدالة الاجتماعية، وقادر على دحر كل اشكال التدخلات الخارجية الاقليمية والدولية، ويخط الطريق نحو التقدم والازدهار.
ألف تحية للشعب الفلسطيني في يوم الارض الخالد
المجد والخلود لشهداء فلسطين والعراق الابرار..
والسلام عليكم .