يا وزارات .. ماذا يعني التخصص؟ وزارة التعليم العالي أولاً! / راصد الطريق

صحيح ان هذا الكلام يعني جميع الوزارات، ولكني لا أظلم وزارة التعليم العالي إذا قلت انها الاكثر تغاضياً، ولا أقول الاكثر اهمالاً لمسألة العمل حسب الاختصاص او التخصص – حتى لا يزعل النحويون. السيد وزير التعليم العالي يريد ان يبقى "سيداً " بعيداً عن التفاصيل. هو ألقى المهمة على رؤساء الجامعات، ورؤساء الجامعات ألقوها على عمداء الكليات، وعمداء الكليات يعملون بمزاج لا بقوانين ادارية وتوصيات. لهذا نجد في الكليات، في مكاتب العمادات، في الادارة، العديد ممن لا يمارسون تخصصهم. مهندس يقوم بعمل اداري! حاسبات في المختبر او في التسجيل. هذا "الرئيس القسم" يريد "هذه" تعمل عنده. هذا العميد يختار ذلك المهندس بحكم القربى او "التوصية " فيسحبه لمكتبه. تلك المهندسة، او "البيولوجية" ايضا، لان لها ما يميزها او ما يشفع لها!
الاسباب مختلفة والنتيجة هي ان العديد من الموظفين ومن الموظفات، لا يمارسون تخصصاتهم. والخسارة مضاعفة: الدولة خسرت تعليمها، الموظف خسر فرصة ممارسة التخصص وتطوره، والعمادة المحترمة ارتكبت خطأ ادارياً وخالفت التعليمات! فهناك تعليمات واضحة بان يمارس الموظف تخصصه.
هل من قام بجردً في الكليات ورئاسات الجامعات، وشمل الجرد الوزارات والمؤسسات، لمعرفة مدى تطبيق توصيات الدولة واوامرها؟ لا أحد! في الوزارات يمكن ان يتولى السيد الوزير الامر، ويؤكد على تنفيذ الانظمة والاوامر الادارية الصادرة من الدولة.
لكن من يتولى هذا الامر في وزارة التعليم العالي؟ السيد الوزير آخر من يهتم، وآخر من يدري. هو وزير " قابل يدوّخ روحه بشؤون الوزارة ؟...". هو أحال الامر لرؤساء الجامعات واولاء احالوه الى العمادات، والعمادات لها "مطالب "ولها "مصالح" ولها "علاقات" ولها "الله اعلم"، ومعاونوها لهم في موظفيهم او موظفاتهم ما يُفضل او يستوجب.. ونتوقف عن الكلام.
نكتفي بطلب من السادة الوزراء: اعيدوا التعميم على وزاراتكم والمؤسسات التابعة لكم بأن يطبقوا التعليمات. فممارسة المتخصص لغير تخصصه خسارة علمية وخسارة مالية، لأنه يتعلق بالكفاءة، وخسارة نظام دولة. فالدولة ما عادت تعمل بـ "الكوتره". هي دولة حديثة، ولها تعليمات يجب ان تُطَبق! لا يجوز تنسيب الموظف لغير تخصصه!
اعيدوا للتعميم وحاسبوا المسؤول المقصرّ، مع التحقيق: لماذا؟ و"لماذا" هذه خطيرة لان وراءها فساد اداري، ووراءها تقريب هذا وإبعاد ذاك.
هل سمعتم ايها السادة الوزراء؟ وهل سمعت انت ايها السيد المحترم وزير التعليم العالي؟ نتمنى ان تسمع وتعمم وتؤكد على تنفيذ القرارات، وإذا لم تستطع فكلّف غيرك " للمتابعة" كما اعتدنا ان نقرأها بالقلم الاخضر.