- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأربعاء, 28 كانون1/ديسمبر 2016 18:02

نتيجة للسياسة الخاطئة وعدم وضوح الرؤيا تجاه القضايا الاقتصادية، والاعتماد الكلي على إيرادات بيع النفط من قبل جميع الحكومات المتعاقبة منذ التغير في عام 2003 حتى الآن، تعرض العراق إلى أزمة مالية خطيرة، وذلك بعد هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية. وكان يتوجب معالجة الأزمة المالية من خلال تنشيط القطاع الزراعي، ودعم المزارعين وحماية إنتاجهم، إلى جانب الاهتمام بالقطاع الصناعي، وتأهيل المؤسسات والشركات والمعامل الصناعية بمختلف أنواعها، والتي تتعرض للإهمال وعدم الدعم الحكومي، بالإضافة إلى قطاع السياحة، وخاصة الدينية التي يمكن لها أن تساهم وبنسبة كبيرة في رفد الميزانية العامة, حيث توجد الكثير من المعالم السياحية ومراقد كبار الصحابة والأولياء ومواقع تهم الأديان الأخرى بإمكانها استقطاب أعداد غفيرة من السائحين من مختلف بقاع المعمورة، كما يمكن استثمار الغاز المحلي في إنتاج الكهرباء بدلا من الغاز المستورد، وإيقاف صرف كل المخصصات والمنافع الاجتماعية للوزراء والنواب والوكلاء والمستشارين، ومن هم بدرجتهم كمخصصات بدل الإيجار، والسيارات والوقود والحراس وصيانة السيارات والقرطاسية، وغيرها من المصاريف غير الضرورية.
لكن تمت معالجة الأزمة المالية بقرارات ترقيعية، كاستقطاع نسبة من رواتب الموظفين والمتقاعدين، بحجة دعم رواتب الحشد الشعبي والنازحين، في الوقت الذي تعاني فيه شريحتا الموظفين والمتقاعدين من ضغط ظروف الحياة القاسية بسبب الارتفاع الفاحش في الأسعار، وكثرة المتطلبات الحياتية.. وهذا يذكرني بقصة ام احمد العرافة التي كانت تعيش في قرية ينتشر فيها الفقر والمرض والجهل، وكانت بمثابة الملا في تلك القرية، وكان الكل يستشيرها في أموره العامة والخاصة، ويطلب منها التعاويذ التي تطرد النحس وتجلب الرزق. في احد الأيام أدخل ثور يعود إلى أحد أبناء القرية، رأسه في (حِبّ) كان الناس يشربون منه الماء، واستعصى خروجه، ما اضطرهم إلى دعوة أم احمد لإيجاد الحل، ولما جاءت قالت أقطعوا رأس الثور. فقطعوه، لكنه لم يخرج من الحب! فقالوا ماذا نفعل يا أم أحمد؟ فقالت أكسروا الحب. فألتفت لها صاحب الثور وهو ينظر إلى ثوره المذبوح وقال مستهجناً: «يا أم احمد العرافة شنهو الكضيتيه؟ كصيتي رأس الثور والحب كسرتيه!».