يومَ الشّهيد: تحيةٌ وسلامُ، بكَ والنضالِ تؤرّخُ الأعوامُ
بك والضحايا الغُرّ يَزهو شامخاً، علمُ الحساب، وتفخرُ الأرقام
بك يُبعَث ((الجيلُ)) المحتّمُ بعثُه، وبك ((القيـامةُ)) للطغاةِ تُـقام..
وبك العُتاةُ سيُحشرون، وجوهُهُم، سُودٌ، وحَشْـوُ أُنوفهم إرغام..
وسيُسألون مَن الذين تسخّروا، هذي الجموعَ كأنـها أنعام..
سيُحاسَبون، فإن عَرَتْهم سَكْتَةٌ، من خيفةٍ فستنطِقُ الآثام
سيُنَكّسُ المُتذبذبونَ رقابَهم، حتّى كأنّ رؤوسَهم أقدام
* * *
يومَ الشهيد! طريقُ كلّ مناضلٍ، وَعْرٌ، ولا نُصُبٌ ولا أعلام..
* * *
تبّاً لدولةِ عاجزينَ تَوَهّموا، أنّ ((الحكومةَ)) بالسّياط تدام
شعبٌ يُجاعُ وتُستَدَرّ ضروعُه!، ولقـد تُـمارُ لتُحلَبَ الأغنام...
وتَعَطّلَ الدستورُ عن أحكامه، من فَرطِ ما ألوَى به الحُكّام
فالوعيُ بَغيٌ، والتحرّرُ سُبّةٌ، والهَمْسُ جُرْمٌ، والكلامُ حَرام
و مُدافِعٌ عما يَدينُ مُخرّبٌ، و مطـالِبٌ بحقـوقِـه هـدّام...
لجأوا إلى ((الأنسابِ)) لو جَلّى لهم، ((نَسَب)) ولو صَدَقَتْ لهم أرحام،
وتنـابَـزُوا بالجاهليـة شَـجّـهـا، من قبل نورُ ((الفكر)) و((الإسلام))
فأولاءِ أعرابٌ! فكل مُحَرّمٍ، حلّ لهم! وأولئِكمْ أعجام...
وأولاءِ ((أشرارٌ)) لأنّ شعارهم، بين الشُعوب محبّةٌ وسلام
يومَ الشهيد! ونعمتِ الأيامُ، لو تسـتـتِـمّ أخـوّةٌ ووِئـام
لو يَرْعَوي المتنابذونَ وكلّهم، بهُمومِهم وشُعورِهم، أرحامُ
ولوِ التقى من بعدِ طُولِ تَفَرّقٍ، الشيخُ والقِسّيسُ والحاخام
ولو اتفقنا كيف يهتِفُ هاتِفٌ، فينا، وكيفَ تُحرّرُ الأعلامُ!
مقتطفات / بغداد 1948