هلمن إلى سهل نينوى / علي أبو عراق

نينوىفجرك مغسول بالدم
وقلبي يبحث عن سواد يليق به
هي القيامة.....
ففي عز النهار شمسك تكذب عينيها
وتبحث عن حفرة لتختبئ
وتمطر رمادا
لتغطي هذه الصلبان التي تتزاحم
طوابير ليل طويل لا ينتهي
هل أغلق بنوك على وطنهم
الباب
وختموا بالشمع الأحمر
على عشرين عصرا من الحب... و المجد
وتقاطروا كسبايا..... يقترحون وطنا جديدا
ويخلفون كنائسهم للعناكب
وشموسهم للمنافي؟
كل يحمل صليبه
عراة... من كل شيء
خرجوا
أشجارهم.. حقولهم..عصافيرهم.. صلواتهم
مبهورين بهذا الليل الذي لا يشبهه ليل
مندهشين لهذه الغابة المزهرة بالصلبان
أيتها المرميات...
هلمن إلى سهل نينوى
واعنني على حزم صبري
لا شجر تنور الصمت المطبق هذا
واشق جيب الصبح
الذي عاد فارغا من أي معنى
فكم من إيقونات علي أن أحطمها
وكم من أسفار ومزامير أشعل فيها النار
وجغرافيات أرسمها ثانية
يا شعبا مصنوعا من نور النور
يا شمسا لا تغيب
أنت المجير لكل صخب التاريخ وفتنته
فكيف تجار..؟
وتكون صحراء الشتات..؟
هلمي أيتها العذراء
واجلبي معك انهارا من الدمع
ومواسم من هديل الحمام
لن تبكي على مسيح واحد
بل على شعب أصغره مسيح مضاع
وهم
أفواههم أعمق من بئر
وصمتهم أشسع من صحراء
لا وقت لتراتيل السماء
دعي قداسك يا مريم
فالرب منشغل بترتيب خطاياه
وفي وقت متأخر من هذه الليلة
سيعلن هنا ...في سهل نينوى
براءته من كل حشرات الأرض
ومن كل الاسخريوطيين
لعله يكون معنا هذه المرة..