مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2014 اطلالة مشرقة في حلة جديدة / عصام الياسري

بمسرح المحكي في قلعة صلاح الدين في العاصمة المصرية «القاهرة» افتتح مساء الاحد الماضي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي «الدورة 36» وسط اهتمام فني واعلامي مكثف بالاضافة الى مشاركة نخبة من المتخصصين في شؤون السينما من فنانين ونقاد أتوا من انحاء مختلفة من العالم.
وكان على هذه الدورة أن تنعقد في العام 2013 إلا أن رئيس المهرجان الناقد سمير فريد الذي أوكلت اليه في العام 2013 مهام رئاسة المهرجان قد فضل بناءً لمعطيات حرفية وسياسية تأجيلها حتى هذا العام ليكمل كصاحب خبرة في شؤون السينما ومتابعة المهرجانات العالمية مشواره، وفق خطط مدروسة ليؤسس كما أشار في حديث لنا معه، لمهرجان سينمائي رفيع المستوى بحلة وبرامج جديدة تجعل منه شأناً ذا أهمية عالمية يضاهي المهرجانات الدولية الاخرى.
وعلى الرغم من الضجة الاعلامية البالغة التي اثيرت على مدى عام ونصف حول المهرجان وأسلوب تنظيمه، استطيع القول بأن اللجان وادارة المهرجان، وأغلبهم من الشابات والشباب، قد بذلوا ما باستطاعتهم لجعل المهرجان من الناحية التنظيمية، مهرجانا سينمائيا، بلغ حقول المعرفة بجدارة. وفي خضم هذا الجدل حول «المهرجان» تبقى القيّم الابداعية في اختيار العروض السينمائية التي تضمنها برنامج المهرجان، عروضا ذات ابجديات قيمة، إذ أن صناعة الفيلم من منظور ابداعي وتعبيري وجمالي فن ذو ابعاد ثلاثية المغزى، والسينما «لغة» ذات دلالات تعبيرية?«صورية وصوتية» تجعلها تتميز عن باقي مجالات الثقافة.
وشهد افتتاح المهرجان، الذي يستمر عشرة أيام، حشداً ضخماً من النجوم والفنانين والصحافيين الذين ساروا على بساطه الأحمر متجهين نحو فناء االقلعة التي شهدت استعراضا فنياً وثقافياً ممتعاً. وتحتفي دورته لهذا العام، باستقرار الاوضاع على مختلف الصعد واهمها السياسية والمضي باتجاه بناء مصر الجديدة. ويقول منظمو المهرجان إن صور ميدان التحرير في قلب القاهرة أصبحت جزءا من الذاكرة المرئية للعالم، وإن انتعاش الثقافة والفنون سيلقي بظلاله على تطور مصر وبالتالي مواجهة الارهاب وفتح آفاق زاهرة نحو المستقبل.
ويفتتح مهرجان القاهرة، الأكبر جماهيريا من ناحية الاهمية ونوع وحجم العروض في العالم العربي، فعالياته بعرض الفيلم «القطع» من اخراج فاتح آكين، وهو انتاج الماني بمشاركة فرنسية بولندية تركية كندية روسية ايطالية، تدور أحداثه خلال فترة الحرب العالمية الاولى حيثما الامبراطورية العثمانية إتسعت حدودها وبلغ اضطهادها للقوميات الاخرى وخاصة الارمن حده، انتج الفيلم في العام 2014 وطوله 138 دقيقة. وبفيلم «انجلنرا الصغيرة» سيختتم المهرجان اعماله، وهو فيلم روائي يوناني انتج عام 2014 وطوله 132 دقيقة ومن اخراج باتيتلس فولجاري?، وتدور احداثه بين 1930 و 1940 في جزيرة يونانية تشتد فيها المنافسة في صناعة الشحن.
بالاضافة الى قسم افلام المسابقة الدولية التي تتضمن الروائي والتسجيلي والقصير في المهرجان، فهناك اقسام اخرى من العروض الهامة ـ قسم الافلام الكلاسيكية الطويلة والقصيرة، وقسم افلام عن السينما، وقسم الافلام الوطنية، وقسم عروض خاصة، وقسم مهرجان المهرجانات. وابتكر المهرجان نوعا آخر من العروض ولاول مرة، هو اقامة المعارض التشكيلية والجمع بين كل الفنون داخل كل الاقسام.. وسيعرض المهرجان في هذه الدورة 16 فيلماً من 14 دولة في اطار عروض المسابقة على المستوى الدولي، أحد عشر فيلما روائياً وثلاثة تسجيلياً واثنين من الرسوم?المتحركة من ايطاليا ايران فرنسا فلسطين امريكا الصين الدومينيك اليابان استراليا مصر اسبانيا اليونان. و 15 فيلماً في العروض الخاصة و 16 فيلماً في مهرجان المهرجانات و 8 أفلام عن السينما، وكلاسيكيات الافلام الطويلة 11 فيلماً. أما افلام التكريم الخاصة باليونان ضيف الشرف على هذه الدورة فهي 11 فيلماً، كما هناك 12 فيلماً «كارتون» عن السلام ولمناهضة الحرب، فيما ستقام العديد من الندوات الفكرية والمؤتمرات الصحفية وعروض الكتب المتعلقة بالمهرجان.. وتتكون لجنة التحكيم الدولية من 9 اعضاء و3 من لجنة تحكيم الاتحاد الدولي ل?قاد السينما «فيبريسي».
ويكتسب مهرجان القاهرة لهذا العام وفي ظروف حرجة تمر بها مصر أهمية قصوى، بالنسبة للثقافة والسياحة والاصلاح الاقتصادي والاجتماعي والتربوي. فقد اجمع خبراء الفن والثقافة والاعلام والسياسة بأن اقامته في هذا الظرف يعتبر نوعا من التحدي للتخلف والارهاب الذي يعصف بالمنطقة. لكنه لازال يفتقر الى الكثير من المقومات الفنية والحرفية والادارية التي جعلته رهينة اخطاء وان كانت بسيطة ألا أنها اربكت بعض جوانبه الجمالية.