- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الجمعة, 01 أيار 2015 11:43

أقام الملتقى العراقي في لايبزك أمسية احتفائية للكاتب والروائي العراقي د.زهدي الداوودي وحضرها جمع من رفاق واصدقاء المحتفى به ،حيث افتتح الامسية الاخ عبد المجيد حسين سكرتير الملتقى العراقي مرحبا بالاخوات والاخوة الحضور مهنئا د. زهدي وكذلك د. كاظم حبيب الذي كان حاضرا بمناسبة عيد ميلاده الثمانين ،وقدم لهما باقاتا ورد باسم الملتقى ،بعدها قدم الاخ سامي جواد كاظم الذي ادار الامسية استعراضا موجزا للسيرة الحياتية الحافلة بالنضال والعطاء للدكتور زهدي حيث ذكر في سيرته الحياتية انه:
" على حافة الحلم الذي نقلني إلى بداية كينونتي عرفت بأنني استنشقت الهواء في مطبخ بدائي. لم تكن القابلة رقيقة معي، إذ أنها حين ضربت بقوة على مؤخرتي، جاوبتها بضرطة قويه على وجهها، الأمر الذي لم تعهده من أي مولود جديد آخر. ورغم تألم أمي للضربة التي أوجعتها أكثر من أن توجعني أنا، فان القابلة صفعت مؤخرتي الصغيرة مرة أخرى قائلة:
"إنه يجب أن يصرخ بدل أن يضرط"
ولم أكتف هذه المرة بالصراخ، بل وجهت نافورة رفيعة من البول على وجهها. طرحتني القابلة محتجة على مندر جنب صرصور رابض استهوته رائحة الدم، كي تعتني بأمي التي فقدت وعيها. وفي الوقت الذي بللت القابلة فيه وجه أمي بالماء وضربتها هي الأخرى بصفعة قوية على وجهها، رفعتني مساعدتها وضمتني إلى صدرها الذي ما زلت أحس بدفئه ، قائلة وهي تشد وجهها على وجهي:
"الضرطة والبول دليل الصحة والعافية يا إمراة"
كانت هذه أول لقطة روائية ولدت معي وفرضت علي بشكل غريزي وعفوي أن أوظفها بشكل مستقل دون التأثر بالاتجاهات الموجودة حول كتابة الرواية ودون الاطلاع على تفاصيلها."
هكذا جاء زهدي الى الدنيا مشاكسا وبقى كما هو ...باحثا.. مثيرا للاسئلة ..طائرا حرا ..لم تنل منه صعوبات الحياة ،و المعتقلات والسجون وهو الذي انغمر في العمل السياسي في صفوف الحزب الشيوعي العراقي منذ ريعان شبابه،ومارس كتابة الرواية وانجز كتابة العديد منها ،وكذلك مؤلفات عديدة اخرى.
ثم تحدث الشاعر والكاتب د.حميد الخاقاتي عن رفيقه وزميله زهدي الداوودي قائلا: ان في زهدي يتجسد الثراء والتنوع الثقافي والقومي والديني العراقي فهو ولد لام تركمانية شيعية ولاب كردي شافعي ،لكنه لم يدع انتمائه الصغير حاجزا للانطلاق للفضاء الوطني والانساني الكبير من خلال تبنيه للفكر اليساري،حيث كتب مؤلفاته ورواياته باللغة العربية ،وجسد انحيازه للمحرومين والكادحين في كتاباته ، وحياته النضالية الثرة شاهد على ذلك.ثم عرج على مرحلة (جماعة كركوك) التي كانت تضم نخبة لامعة من المثقفين العراقيين التقدميين الذين كانوا يسعون وبشكل طوباوي لاختزال الزمن لبناء عراق حديث ومتطور،وقد تركوا بصماتهم على خارطة الادب والثقافة العراقية.
وتناول د.كاظم حبيب علاقته بزهدي الداوودي قائلا: لقد جمعتني معه الرفقة النضالية التي اعتز بها تحت خيمة الحزب الشيوعي العراقي ،حيث انني اعتبره احد المثقفين العراقيين اللامعين وسيبقى دوره واضحا في نشر الثقافة التقدمية الديمقراطية ،وابارك له نشاطه الثقافي المستمر واتمنى له المزيد من المنجز والصحة والنشاط الدائميين.
بعدها قدم د.صادق البلادي صورة نادرة لزهدي وهو شاب في الثلاثين من عمره قائلا:
لقد تعرفت على زهدي في منتصف الستينيات عندما جاء لالمانيا لغرض الدراسة حيث كلفت في وقتها للاتصال به من قبل جمعية الطلبة العراقيين وبعد لقائي الاول به والحديث معه تولد لدي انطباع انه رفيق له خصال مميزة،اتمنى للعزيز زهدي الصحة والعمر المديد.
وفي الختام القيت برقية التهنئة للدكتور زهدي التي بعثتها منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا الاتحادية، واختتمت الامسية بتقطيع كيكة عيد الميلاد وتقديم التهاني من الاخوات والاخوة الحاضرين متمنين للدكتور زهدي الصحة الدائمة والنشاط المستمر،بعدها تحولت الامسية الى جلسة ممتعة من السمر والطرب العراقي الاصيل.