- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 26 تموز/يوليو 2015 20:59

.. على صفحته في الفيس بوك، يوم 15 من الشهر الحالي:
عيدكم مبارك أيها الأصدقاء: ربما يخيب ظن الناس الذين لم يضع أطفالهم حذاء جديداً وفستاناً أو حتى دشداشة، تحت وسائدهم في انتظار فجر العيد، وفي بعض ظني أن الأعياد رسمت للأطفال، وإن كان الكبار في الأزمنة كلها بحاجة ماسة إلى الفرح، والحرية لوطن غابت عنه، وعن انسانه عقوداً من السنين، والسعادة المأمولة لشعب افتقدها خاصة في عراق عرف الكثير من الكوارث المتوالية بسبب الانقلابات والحروب، وكنا نختلق لنا، نحن الكبار، أعياداً لنحتفل بها في بساتين بعيدة عن أعين العسس الحكومي، ولم تكن بهجتنا أننا نوزع "الجكليت"، ونتذوق طع?ه الحلو، بل لنعي الكلمات التي تغربلت بين الخطب ورشحت في قاع القلوب عن مناضلين وثورات وهالات لأحلام التغيير، والأهم أن "الوطنية" كانت البلسم الأول في تلك الأزمنة والأنشطة والسفرات والاحتفالات السرية، كما أنها الحصانة والملاذ..
الآن نفتقد نكهات تلك المسرات، "السفرات السرية"، الأناشيد والأغاني التي نعرف قيمة معناها وسناها الشفيف بالرغم من كلماتها الثورية الضاجة.. مباركة أيامكم فيما تنجزون من صالح الأعمال ولو كانت بمقدار حركة رفع حجر عثرة من درب الفقراء، أو كلمة طيبة تكسون بها ملايين القلوب التي ترتجف عرياً في المنازح القسر والخيام القفر المثقبة، أو تحت ظل الحيطان الباردة التي لا تؤوي ولا تحمي في تلكم المهاجر والمخيمات.
عبر هذه المنصة، أعذروني حين لا أطل على قلوبكم الخيرة طيلة الأيام العشرة القادمة، ربما سأحتفل بها مع حشود القادمين من رحابة العالم، الراقصين تحت رذاذ مطر تموز ونسيمه البارد العذب في عالم الموسيقى لمهرجان خينت العالمي، وفي رحاب عطلة العيد الوطني البلجيكي التي تمتد أيامها لأسبوع كامل، إذ لا أحد هنا لا يحب الموسيقى والرقص في الشوارع والحدائق وعلى أديم النهر، حيث شيدت المسارح والخيام لتستقبل عشرات الفرق والموسيقيين والمغنين من أجناس شتى وأصوات تتنافس في العذوبة والأداء البارع، الفرح هو عيد متنام في النفوس التي ?حب الحياة والجمال والحرية وبهجة الوجوه والأبدان.. وليس هذا وحده هو السبب، بل ثمة مسألة تواصل تقنية، إذ سأنتقل إلى شقتي الجديدة غداً، ومنذ الغد حتى يأزف موعد التقني الانترنيتي، سأكون خارج نطاق الشبكة منقطعاً، وخارج عنواني الحالي منتقلاً، لذا سلفاً "أعيدكم" وأحييكم وأتمنى أن تبقى أفعالكم الطيبة هي العيد الحقيقي الدائم المسرات.. فقط تذكروا أولئك الذين فرض عليهم الصيام عن الفرح بسبب العوز أو الفقر أو غياب المأوى الكريم الدافئ أو فقدان عزيز غال.... أحبكم!