أغنية المكير تواصل حضورها المؤثر بين الشعراء/ كاظم السيد علي

الشاعر الراحل زامل سعيد فتاح من رواد الحداثة والتجديد في مسيرة القصيدة الشعبية ,ومن الذين تركوا بصماتهم عليها وكذلك عذب الغنائية بقيت كلماتها تعيد شبابها والقها في ذاكرة الزمن الذي عرف فيها وميزته عن غيره لشفافيتها وترافتها ولملوحتها الطازجة / كجذاب / ياخوخ / نسينه ياهو نسينه / هذا انه وهذاك انته / فرد عود /تكبر فرحتي / بعيني اريد اشريج عيني السمرة / اعزاز /القداح.. و.. وو.. " المكير " هذه القصيدة الخالدة، التي نحن بصددها , قد اخذت صدى واسعا ولا تزال تواصل حضورها المؤثر بين الشعراء خاصة والناس عامة , لكونها كتبت بمعاناة معبرة عما يدور في قلبه الجريح الذي بقي ينادي ولكن دون جدوى :
مشيت وياه للمگير اودعنه
مشيت وكل كتر مني..
انهدم بالحسره والونه
وعلى الرمله وضوه الگمره
يناشدني ونشدنه
بجه ودموعي لاگنه..
بعد وعضاي زتنه
اگله اتروح وگليبي بعد بيمن اهيدنه
وصاح الريل.. وانه وياه..
يعت بيه.. واعتنه
فدوه امروتك.. خليه فرد مشوار اشوفنه
ولك يا ريل لا تبعد خذت ولفي واريدنه
جزاني ايجر فراگينه ومامش حيل اردنه
واعد امحاط للبصره
غفه ونام وهدل شعره
ولك يا ريل لا تصرخ, اخاف اتفزز السمره
وارد للناصريه ارود مخنوگ ابالف عبره
يراويني النهر موكاف حبنه وطيبة العشره
يگلي اصبر شهر ويعود والمفطوم شيصبره
والمفطوم شيصبره
والى اخر القصيدة المعروفة ذائعة الصيت, بعد ان انهك روحه العشق وذبل السهر جفونه، وجفف الفراق دموعه، فاخذ كل شاعر يساجله ويناظره، لما فيه من وقع خاص في نفوسهم ونفوس كل الاحبة والاصدقاء والعشاق والمحبين. فمن بين هؤلاء الشاعر الراحل حسن الشيخ كاظم، الشاعر الذي اخذ يرسم صورة رائعة في مناظرته مع المبدع (زامل ) فاخذ يخاطبه ويناجيه بألم وحرقة ومن ثنايا قلبه الولهان والذي يعبر فيها عن نوازع الشوق قائلا :
مشيت وياه للمگير
عدل وهواك زتيته
وعفته بديرة الغربه
خوش بهاي وافيته
** *
لبالي مثال تصير
توگف تعرض ابصدرك
طلعت وياه وزتيته
عجيبه وما خلص صبرك
يا محله الوفه بالموت
شلك بيه بعد عمرك
شلون موادعك وياه
كلي وفكرت تنساه
من مثلك غدر بهواه
اباب الدار من يطلع
اسوي الينسمع صيته
***
عندك روح زتيته ؟
عدل وتوادعت وياه ؟
عجيبه وما طحت ميت
شلون وفكرت تنساه
وكيح اشلون الك رجلين
طلعن رافگن ممشاه
زتيته وترد عنه ؟
تگول الريل عتيته
***
تعت الريل ويعتك
تريد الريل يتعطل
يخايب گعدت الگمره
بعد هيهات ما تحصل
المثلك يشلع السجه
يخلي ارواح تتمطل
تنسه منادم الگمره ؟
تعد امحاط للبصره ؟
گبلك ماخلص صبره
اريدنك !!! توگف الريل
تشهد بيك عبريته
لم تنتهي هذه المجاراة من قبل زملائه فوقع بلائمتهم وهذا هو الشاعر المبدع سعد الشريفي هو الاخر يناظر زميله الراحل فجاء بقصيدته (بعد عكبيش) التي ولدت وهي تحمل نفس المعاناة والمكابدات التي حملتها روح الشاعر وقد اثرنا ان ننشر القصيدتين لإمتاع القراء ,برغم ان ضايقه جلاوزة النظام الثقافي والاجرامي القذر مما اضطره ان يكون بعيدا عن شواطئ وبساتين العراق وان يجعل المنفى مأوى له ,اسوة بالمثقفين الوطنين الذين صبروا على الجمر من اجل ان يبقوا احرار , بعيدين عن الوطن المضطهد من قبل النظام الشمولي باجتثاث كل خيراته من شماله حتى جنوبه , واخيرا وبعد زوال الدكتاتورية البغيضة.
حل الصديق (سعد) وزملاؤه الشعراء بين الاهل والاصدقاء والاحبة ليعوضوا غربتهم القاتلة وليعيشوا عبق الحرية والديمقراطية في بلد الخير والمحبة والسلام، فلنرحل ولنطوف في رحاب قصيدة الشريفي سعد :
بعد عگبيش ماشي وياه
للمگير تودعنه
مشاحيف العشگ نگظت
شلك بالدنيه تتمنه
شلك بمعاتب الوادم
گطيع الماي اشوفنه
اظنك ماحسبت احساب
خزر اعيونك الحلوات ياذنه
درد اوعطب الجروحك
بعطب دخان وتحنه
ايتراوالي عشگم مات
والميت شيطيبنه
وعليمن جاتعت بالريل؟؟
گبلك عتني وضلوعي شهكت منه
ولك گلبك ثجيل اسنين بالونه
ولك گبلك سواد اعيوني زتنه
وجزاني ايعلعل ابروحي
ومامش حس واسمعنه
يتباهه بفراگينه
يهز بعضاي اهيسنه
قريت اجفوفي!! يريدنه
وادكن وشيفيد الدك
خرز طشيت اريدنه
واخيرا وليس اخرا ان ما اقدمه اليوم من باب المناظرات بين شعرائنا ماهو الا مد جسور الالفة والمحبة والابداع معا بين شعرائنا الاصلاء والمبدعين لمختلف الاجيال، لكي نكون مرآة ناقلة لحقيقة ما يجري في المشهد الشعري مستمدين كل هذا من تراثنا الشعبي الاصيل، فالف تحية للشريفي سعد ونتمنى له الموفقة والابداع الاكثر من اجل قصيدة اجمل في عراقنا المزدهر، والذكر الطيب لزامل سعيد فتاح وحسن الشيخ كاظم.