الفنان علي رفيق: المقهى الثقافي في لندن فضاء ثقافي يتسع للجميع

طريق الشعب - خاص
شهدت الساحة اللندنية يوم 17نيسان 2011 أول فعالية للمقهى الثقافي في لندن، وجاء ميلاد هذا المعلم الجديد من أصرار ورغبة الأصدقاء لخلق فضاء ثقافي رحب. ورغم الإمكانيات المتواضعة وغياب المؤسسة الداعمة، فأن المقهى تميز وما يزال بنشاطه وبطبيعة الأماسي التي يقدمها من ندوات مسرحية، وسينمائية وفكرية وموسيقية، وشعرية وقصصية، وبمشاركة نخبة من المثقفين داخل بريطانيا وخارجها، وبحضور نوعي من الجمهور.
ولأهمية دور المقهى ومعرفة المزيد من نشاطه وطبيعة عمل مجموعته، كان هذا الحوار مع الفنان السينمائي علي رفيق الذي يعد أحد الوجوه الثقافية من فريق العمل المساهم في وجود هذا الكائن الثقافي الجديد.

هنالك الكثير من منظمات المجتمع المدني تنشط في أقامة الندوات والنشاطات الثقافية، فلماذا وجد المقهى الثقافي في لندن؟ وما الضرورة له؟

حين بدأنا في النشاط، كانت الندوات والنشاطات الثقافية التي تقيمها منظمات المجتمع المدني في لندن، غير دورية، وليست وفق برامج معلومة للجمهور وأنما كانت تتخذ صفة الموسمية وتقام متباعدة. مقهانا أعلن في حينها أنه سيتخذ من الأحد الأخير من كل شهر لقاءه الثقافي وأن يكون منبرا لطرح عنوانا ثقافيا محددا فيه، يشارك الحضور فيه مع من يقدم المادة و يتداخل ويطرح الأسئلة على أساس الرأي والرأي الآخر. وعلى هذا الأساس وجد المقهى وتتجلى ضرورته في أنه مكان تجمع ثقافي يلتقي فيه محبو الثقافة وروادها من أبناء جاليتنا، يطرح ويناقش تجليات الوضع الثقافي العراقي الحالي ومنتجات مثقفينا المعاصرين والأفضل والأنفع في تراث شعبنا العراقي.

تميز المقهى الثقافي عن غيره، أنه وجد بجهود فردية وإمكانياته فقيرة وليس وراءه مؤسسة معينة كيف باعتقادكم المواصلة ومنافسة الأخرين أن صح التعبير ؟

نعم تأسس المقهى بجهود فردية وبتبرع مشكور من صديق كريم سمح لنا بإستخدام احدى قاعات بنايته للمقهى، وطبعا بامكانات صفر وبأصرار من الأصدقاء الذين تنادوا على أقامته. وقد إشترط الفريق العامل في المقهى إستقلاليته، وأن لا تكون وراءه مؤسسة أو جهة تفرض أجندة معينة عليه، وأنما هو (مقهى ثقافي لا غير) قائم بذاته، وقد طرح هؤلاء الأصدقاء فكرتهم تلك بكل شفافية على جمهور المقهى في أول فعالية ( أسميناهم زبائن المقهى) الذين أستحسنوا الفكرة و تعهدوا بدعمها لديمومتها وهكذا كان ومازلنا نتبادل الآراء مع جمهورنا حول هذه النقطة او تلك. أما مسألة تنافسنا مع غيرنا فهذه ليست واردة في حساباتنا، لأن الثقافة تلاقح وليس صراعا أو تنافسا.

كثير من النشاطات الثقافية، تخضع لسياسة هذه المؤسسة أو تلك، وبعضها لديها (فيتو) على هذا النشاط أو ذاك، فهل لديكم (فيتو) إتجاه نشاط معين. أم مازلتم فضاءً مفتوحا يتسع للجميع كما جاء عنكم وقت بدء نشاطكم الثقافي؟

كما ذكرت آنفا أن منطلقنا هو أن لا نكون تابعين لأحد .. ومن هنا يأتي اختفاء شيء أسمه ( فيتو) عندناعلى العنوان الثقافي لهذا النشاط أو ذاك .. نعم مازلنا كما أعلنا منذ البداية بأننا فضاء ثقافي يتسع للجميع من حقنا وزبائننا أن نطرح الأسئلة التي نريد ونناقش ونتدارس بحرية، المادة التي يطرحها ضيفنا ولنا ولجمهورنا حق الأتفاق مع طرحه أو عدمه بنهج ديمقراطي وعلمي .

ما صلتكم كمقهى ثقافي في أوساط الجالية العراقية سواء في بريطانيا أم خارجها أم في داخل الوطن وخصوصا المبدعيين منهم؟ ومدى التجاوب الذي يحصل مع دعواتكم أليهم؟ وكيف تجسد ذلك؟

نحاول أن نصل بالأعلان عن نشاطنا الى جميع أبناء الجالية، ونتعامل مع الجميع لنشر نشاطنا، الذي نعلن عنه قبل فترة مناسبة بالبريد الالكتروني والصحافة ووسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي.وأحياناً نرسل حتى المادة المقترحة وكذلك نتاجات الأساتذة الذين يقدمون أماسيهم لدينا . وبالمناسبة لنا بوسترنا المميز، وشعار مقهانا أمسى معروفا للجميع .. وتجاوب الزملاء المبدعين معنا واضح، فيكفي القول بهذا الشأن أن برنامجنا مزدحم لأشهر قادمة ونحن نعتز بالعلاقة بهم ونفتخر بمشاركتهم وتعاضدهم الدائم معنا. وتستطيعون تلمس ذلك من نظرة سريعة الى ما قدمناه من أمسيات مقهانا السابقة التي بلغت الـ25 أمسية لحد الان، وهي تغطي كامل مساحة الإبداع العراقي وقد شاركنا اجانب كذلك فيه، و برامجنا المستقبلية التي قررنا إعلانها وبشكل مسبق لكل ستة أشهرستكون معروفة مقدما لدى جمهور المقهى الكرام.. و هنا لابد من الأشارة الى بالغ إعتزازنا بالرسائل التي تأتينا من الوطن وتصل الى موقعنا المتواضع في الفيسبوك والتي تطالبنا بوضع تسجيلات الفيديو لأماسينا على (النت) .. ونحن نسعى لتحقيق ذلك . ونتدارس إمكانية البث الحي أيضا على اليوتيوب أو الإتفاق مع قناة تجد في مواد المقهى ما يثري برامجها.

كيف تقومون النشاط الثقافي والحالة الثقافية بين أوساط العراقيين، وهل لديكم مشاريع لتفعيل هذه الحالة كإقامة (سينمارات) لدراسة قضية فكرية أو ثقافية من الممكن أن تثير الجدل وتنشط تبادل الخبرات والرؤى؟
معروف عن العراقيين حبهم للثقافة على مر تاريخهم .. لكن مرورهم بفترات إستثنائية نتيجة عسف الدكتاتوريات المتعاقبة وحملات التجهيل الظلامية، تضع على عاتقنا وعلى عاتق غيرنا ، العمل على إشاعة نشر الثقافة بكل صنوفها ، ذات التوجه والأهداف الإنسانية النبيلة والبعيدة عن التخندق والكراهية والعزل أو العنصرية المقيتة، وكل حسب طاقته .. نعم في مشاريعنا إقامة الحلقات الدراسية والسيمنارات أو الطاولات المستديرة ونسعى للإستفادة من وجودنا في الخارج لتوظيف تجربة مثقفينا ونقل التجارب المفيدة في بلدان المنفى ونقلها الى الوطن..طبعا، نحن على يقين أن تلك المهام ليست بسهلة التحقيق .. لكننا سنقوم بما نستطيع عمله ووجدنا ترحيبا من مبدعينا يشجعنا على تنفيذه وبالقريب العاجل.

أخيرا هل أنتم راضون عن نشاط المقهى؟ وماهي الآفاق لتطوير عمله؟

كلا نحن لسنا بالراضين قطعا .. طموحاتنا أكبر مما حققناه .. نحن على ثقة بأن إمكانات مبدعينا هي الأكبر .. أنهم قامات في ثقافة شعبنا .. نحن نسعى لأن نقدم لهم الأرضية والنافذة التي يطلون منها على جمهورهم حيث بتفاعلهما ستكون ثقافتنا أوسع وأجمل وأكثر نفعا .. وتلك هي الآفاق التي نرنو لها.