عاد الحزب الاشتراكي الهولندي، اكبر واهم احزاب اليسار الهولندية، الى تحقيق النجاحات الانتخابية بعد فترة امتازت بالحفاظ على المتحقق، فقد ضاعف الحزب تقريبا مقاعده في مجالس البلديات في الانتخابات التي جرت الاربعاء الفائت، واستطاع الحصول على 450 مقعدا بدلا من 256 مقعدا في الانتخابات المحلية السابقة. وعبر رئيس قائمة الحزب الانتخابية اميل رومر عن سعادة كبيرة في كلمة القاها أمام أنصاره قائلا: "يمكننا ان نكون فخورين جدا"، في إشارة منه الى نجاح الحزب في رفع نسبة المصوتين له الى 6.5 في المائة.
وكان يمكن ان تكون النتيجة افضل لو رشح الحزب في جميع البلديات، بما في ذلك البلديات التي ما زال تواجد الحزب ضعيفا فيها، ولهذا السبب لم يرشح الحزب في بلديات يسكنها ربع سكان هولندا. واستطاع الحزب ان يحصل في البلديات التي رشح فيها على نسب عالية وصلت الى 30 في المائة، و في بعض منها يشارك الحزب للمرة الاولى.
وبينما احتفل الحزب الاشتراكي بنجاحه اللافت، اذ جاء أولا في اربع مدن منها آرنم، نايمخن، لم يكن هناك سوى وجوه حزينة في صفوف حزب العمل الاجتماعي الديمقراطي، الذي يشارك الليبراليون اليمينيون في حكومة رئيس الوزراء مارك روتا كشريك أصغر، وتلقى حزب العمل صفعة قوية بعد ان خسر ما معدله 5 في المائة، مقارنة بالنتائج التي حققها قبل أربع سنوات. وشملت الخسارة "أمستردام الحمراء،" التي شكل فيها منذ الحرب العالمية الثانية الكتلة الاكبر، في حين حصل الحزب الاشتراكي على اصوات اكثر هناك.
وتعد الانتخابات البلدية اختبارا لاحزاب التحالف الحاكم، الذي جاء الى الحكم قبل عامين. وقد جاء تصويت الناخبين مدمرا لـ"حزب الشعب للحرية والديمقراطية" الحاكم، وحلفائه، ويبدو ان خسارتهم جاءت ردا على التنازلات المتبادلة التي اقدما عليها للوصول الى تحالفهما الحاكم.
والحزب الذي حقق نجاحا اكبر من الحزب الاشتراكي هو فقط حزب D66 الاجتماعي الليبرالي، الذي كسب اصواته من اوساط ناخبي الاحزاب الكبيرة، اذ شكل الحزب الكتلة الاكبر في 12 بلدية من اصل 20 مدينة كبيرة، بما فيها امستردام.
ومرة اخرى عكست الانتخابات البلدية نتائج متوقعة ومتوازنة، حيث حقق الحزب الديمقراطي المسيحي على الرغم من تكبده خسارة طفيفة عموما نتيجة أفضل من بين جميع الأحزاب السائدة، اذ حصل على 14.3 في المائة فقط!، وبالطبع كانت هناك مرة أخرى بعض النتائج الغريبة، في ماستريخت حصل حزب المسنين على أكثر الأصوات. والحدث الابرز في يوم الانتخابات، شهدته مدينة فليسينغين في محافظة زيلاند، اذ تمثل حزب الأرثوذكسية الكالفينية لأول مرة امرأة في مجلس المدينة. وهي الحالة الأولى من نوعها في التاريخ الطويل لهذا لحزب، وذلك لأن الأصوليين الإنجيليين لا يسمحون للنساء بتقلد أي منصب سياسي.
وكان العنوان الاكثر رواجاً في اليوم الذي تلا يوم الانتخابات يدور حول الفاشي الشعبوي خيرت فيلدرز، الذي لم يشارك حزبه سوى في دائرتين انتخابيتين، ولكنه جلب انتباه الاعلام والرأي العام عبر ظهوره المخزي في احدى الحفلات الانتخابية، اذ سأل أنصاره "هل تريدون مغاربة اكثر او اقل" فيرد أنصاره "اقل اقل"، فيجيب "هذا ما سنعمل على تحقيقه". ويواجه الزعيم الفاشي دعاوى قضائية بسبب مواقفه العنصرية المعادية للاجانب وللعرب والمسلمين بشكل خاص.