الكهرباء تتوقف والماء ينقطع والمواطنون ساخطون / علي عبد الخالق

مع بلوغ درجات الحرارة في شهر تموز مستويات قياسية، دخل المواطنون حلقة جديدة في مسلسل الأزمات، أبرزها الانهيار التام في منظومة الكهرباء، إذ لم تتجاوز أوقات التجهيز الساعة الواحدة في اغلب مناطق البلاد وأهمها العاصمة، وبينما بررت الوزارة أن أهم خطوط الضغط الفائق في الشبكة الشمالية تم استهدافها، رافق الأزمة الكهربائية انقطاع شبه تام للماء.
وما زاد الوضع سوءاً، هو إطفاء أصحاب المولدات الأهلية في الأحياء السكنية، في ساعات منتصف الظهيرة مع وصول درجات الحرارة إلى ذروتها، أو في وقت متأخر من الليل، لفقدان الطاقة في بعض الأحيان من 12- 24 ساعة، بحجة حاجة المولدات إلى الراحة.
وعبر المواطنون عن سخطهم واستيائهم من انقطاع الكهرباء، الذي أثر عليهم بشكل كبير، المواطنة إسراء عبد الرحمن من بغداد قالت يوم أمس، "لم نعد نحتمل، الحرارة الآن تستطيع قتل إنسان داخل منزله"، وهي ذات الحالة في محافظات ذي قار، الديوانية، البصرة، بابل، النجف بحسب مواطنين تحدثت إليهم "طريق الشعب".
الأمر الآخر الذي اشروه، ضعف قوة التيار الكهربائي المجهز للمنازل، فقد أكد محمود الدليمي من الأنبار "الأمر يدعو للغضب، تنقطع لأسبوع، وتعود ضعيفة لدقائق، ولا تكاد تشغل الأجهزة الكهربائية".
وزارة الكهرباء ذكرت في بيان أطلعت عليه "طريق الشعب"، عبر المتحدث باسمها مصعب المدرس أن "المنظومة الوطنية تعرضت يوم أمس، إلى انطفاء تام بسبب عطل فني"، مبيناً أن "وضع المنظومة الوطنية غير مستقر بسبب توقف عدد من محطاتها عن العمل، فضلاً عن توقف بعض المشاريع التي كان من المتوقع انجازها خلال العام الحالي، بسبب الأحداث الأمنية". وقال البيان أن "المنظومة الوطنية فقدت أربعة آلاف ميكاواط، بعد توقف عدد من المحطات التوليدية". وأشار البيان إلى أن "المناطق الشمالية فصلت عن المنظومة الوطنية بعد استهداف خطوط نقل الطاقة ذات الضغط الفائق في مواقع عديدة".
وبحسب تأكيدات المسؤولين، فان جميع محطات التوليد "الحرارية والكهرومائية والغازية" في نينوى، الأنبار، وصلاح الدين قد توقفت، ما يعني فقدان ما يقارب أربعة آلالف ميكاواط، فضلاً عن توقف كل مشاريع المحطات التي كان من المؤمل ان تدخل الخدمة هذا الصيف. وعلى اعتبار أن الكهرباء العمود الفقري لكل خدمات البنية التحتية، رافقت انقطاعها، أزمة حادة في تجهيز مياه الشرب.
رئيس لجنة الخدمات في مجلس محافظة بغداد غالب الزاملي قال إن "أزمة تجهيز الكهرباء أثرت على مشاريع تجهيز الماء، كونها مستثناة من القطع المبرمج في الأساس"، مبيناً أن "مولدات الطوارئ في محطات تصفية مياه الشرب لن تستطيع الحلول محل الكهرباء الوطنية".
وأضاف الزاملي في حديث إلى "طريق الشعب"، أن "المولدات في محطات المياه، تستطيع أن تغطي 60 في المئة فقط، من الحاجة الفعلية"، موضحاً بالقول "فنياً، مشروع ماء البلديات المصمم بـ16 مضخة، يعمل الآن بأربعة مضخات فقط بسبب عدم استطاعة المولدات ان تجهز بذات القوة والاستقرار مقارنة بالكهرباء الوطنية".
وتابع عضو مجلس محافظة بغداد أن"المواطنين ساخطون جراء انقطاع الكهرباء الذي دام لـ24 ساعة يوم أمس، وهو خلل من مسؤولية الوزارة"، مشيراً إلى أن "العمر الافتراضي للشبكة الناقلة انتهى منذ زمن طويل، ومن ضمن معوقات تطوير قطاع الكهرباء، التوقف المتتالي لمشاريع المحطات نتيجة للأحداث الأمنية". واوضح عضو مجلس بغداد أن "ما تواجهه الكهرباء من معرقلات ومشاكل كبير جداً، فأزمة الوقود المجهز للمحطات لا تزال قائمة وتفاقمت الآن مع توقف مصفى بيجي الذي يجهز 60 في المئة من حاجة المحطات". بدوره، قال المتحدث باسم أمانة بغداد حكيم عبد الزهرة أن "موسم الصيف ومصادفته مع شهر رمضان، يشهد عادة استهلاكا كبيرا لمياه الشرب"، مبيناً أن "انقطاع الكهرباء عن محطات ومشاريع المياه وعودته مرة أخرى، سيجعلنا بانتظار مرور 6 ساعات لحين استعادة ضغط المياه في المضخات".
وأضاف عبد الزهرة في حديث إلى "طريق الشعب"، أن"مركز بغداد على سبيل المثال لا يشهد شحة في مياه الشرب إلا في مثل هذه الظروف، إضافة إلى معاناة بعض مناطق الأطراف نتيجة للتجاوزات على شبكة المياه بالدرجة الاولى"، مستدركاً بالقول، "أحياناً نتعمد قطع الماء، لإصلاح الكسور في الأنابيب التي حدثت مؤخراً في جانبي الكرخ والرصافة".