كفاح الشعب: صدرت في 30/7/1935
وعرفت نفسها بانها "لسان حال العمال والفلاحين" وتصدرها اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، ويذكرالأستاذ عزيز سباهي انها كانت المرة الاولى التي يعلن فيها الحزب عن هويته كحزب شيوعي، وزينت عنوانها بالمطرقة والمنجل وتحتهما نجمة خماسية وشعار ماركس "فلترتعش الطبقات الحاكمة امام الشيوعية فليس للبروليتاريا ما تفقده ها سوى قيودها وأغلالها وتربح من ورائها عالما باسره).
ترافق صدور الصحيفة مع انهيار الانتفاضة الي قامت بها عشائر الفرات الاوسط التي كانت تحاول تجاوز فشل ثورة العشرين، وكانت الصحيفة التي صدرت في البداية على نحو سري، قد نجحت في اصدارها الاول بفضل رئيس تحريرها عاصم فليح (احد مؤسسي الحزب الشيوعي العراقي) وكان فليح قد تلقى تدريبا في
(الجامعة الشيوعية لكادحي الشرق) وعضوا في نادي التضامن (نادي يقوده النصولي وهو فلسطيني، ويحمل توجهات قومية)، ولكن حكومة ياسين الهاشمي لم تتحمل ما كانت تنشره الصحيفة، مما عرضها للملاحقة والتضييق وانتهى الامر باغلاقها في كانون الثاني من نفس العام .
وقد حددت كفاح الشعب في عددها الثالث الصادر في شهر آب من عام 1935 أهم الاهداف التي يسعى الحزب لتحقيقها بما يلي:
1- طرد المستعمرين وضمان حرية الشعب والاستقلال الكامل للكرد وضمان الحقوق الثقافية لكل الاقليات.
2- توزيع الاراضي على الفلاحين
3- مصادرة كل املاك المستعمرين
4- الغاء كل ديون الأراضي
5- تركيز السلطة في ايدي العمال والفلاحين
وتوقفت الصحيفة في شهر كانون الاول من عام 1936 اثر الحملة الواسعة التي شنتها حكومة ياسين الهاشمي ضد الحزب واعتقال معظم القيادات المعروفة وعلى راسها زكي خيري وعاصم فليح ومهدي هاشم، وذلك بعد قيام الصحيفة بشن حملة تشهير شخصية بالهاشمي .
وكانت الصحيفة توزع مامجموعة 500 نسخة من كل عدد وممن ساعد في اصدار الصحيفة (حسن عباس الكرباس) وهو احد الشيوعيون الاوائل في العراق فقد استطاع شراء المطبعة الخاصة بالصحيفة من شركة بيت (لنج) وهي شركة بريطانية كان مكتبها وحتى 1958 يقع في شارع الرشيد ببغداد . وكانت تطبع في اقبية مستشفى السكك الحديدية في منطقة الكرخ .
وحسن عباس اسماعيل الكرباسي (1922-1998) من عائلة نجفية معروفة وكان قد تخرج في كلية الحقوق ومارس المحاماة في العراق واضطر الى الهجرة الى المانيا حيث توفي في عام 1998
وجاء في حديث صحفي للسيد سالم عبيد النعماني: في كلية الحقوق السنة الاولى لدراستي فيها سنة 1941-1942 تسجل مرحلة جديدة، فقد صارت الحرب العالمية على اسمها كونية تماماً بعد هجوم الالمان النازيين على الاتحاد السوفياتي، كان الطلاب بين مؤيد للسوفيات ومؤيد لالمانيا الفاشية. وتشاء الصدف ان التقي مساء احد الايام في مقهى ياسين على شارع ابي نؤاس بحلقة ضمت بعض من اعرفهم كان فيها شخص يكبر الجميع سناً يدعى حسن عباس الكرباسي، كان المتحدث الرئيس وكان يتكلم بقوة مؤكداً انتصار الاتحاد السوفياتي. دار بيني وبينه نقاش هادئ انتهى بتزويدي بعد خروجنا فوراً بمظروف قال هذا عنواني ارجو ان تفتحه في البيت، كانت جريدة الشرارة لسان الحزب الشيوعي. بعد ايام وعند خروجي من الكلية بعد انتهاء الدوام اذا به ينتظرني وزودني بمظروفٍ فيه اعداد من جريدة الشرارة مع نشرة كبيرة عن الحزب الشيوعي وانصرف. تكونت علاقات متباعدة معه، كان يطري قائد الحزب دون ان يذكر اسمه كان يعتبره اقرب الى شخص مقدس،
ويذكر النعماني، أيضا أنه تحول من كونه شيوعيا الى العمل مع الحزب الوطني الديقراطي أصبح سكرتيراً شخصياً لكامل الجادرجي حتى مغادرته العراق الى المانيا كما علمت
هذا وقد سبقت صحيفة كفاح الشعب صحيفة مهمة في تاريخ الصحافة الشيوعية وهي، صحيفة نداء العمال التي صدرت في تشرين الثاني من عام 1930، نصف شهرية وكتب فيها (فهد) سلسلة من المقالات باسم مستعار (فتى المنتفك).حيث كان يدافع عن دور الطبقة العاملة في حركة المجتمع وينادي بالعمل الى رفع الظلم والحيف عن الطبقات الكادحة في المجتمع العراقي، ومما جاء في أحد مقالاته:
(ان حركة ألعامل تلك الحركة التي عليها تتعلق جلّ آمالنا وأسمى أمانينا، لا يراد بها إلا تحقيق ما تصبو اليه البشرية في الحياة من مساواة وإخاء وعدالة)
ونشرت عدداً من المواضيع تناولت جشع الرأسماليين وأنباء النضالات ألعمالية وبخاصة نضال العمال البريطانيين. وأعلنت في احد اعدادها، (مثلاً)، التضامن مع مناضلة شيوعية في سجون بولونيا. وأشار عددها الثامن الى الطلب الذي تقدم به بعض من عمال مدينة الموصل لتشكيل حزب سياسي باسم "حزب ألعمال"