خبير أمني: إقحام الجيش في الشأن السياسي ينذر بكارثة

محمد علاء

أكد خبير أمني أن الإسراع في عملية تشكيل الكابينة الحكومية الجديدة، سيسمح للعراق في التقدم بحربه على الإرهاب، ويتيح للجهود الدولية توسيع الدعم له .
وفي الوقت الذي أشار فيه نائب عن التحالف الوطني إلى أن تكليف رئيس وزراء جديد سينعكس ايجابياً على الوضع الأمني مستقبلاً، قال نائب عن التحالف الكردستاني إن إدخال الجيش والقادة العسكريين في السياسة أمر غير مقبول من كل الأطراف السياسية ويؤثر على العملية السياسية خصوصا في هذه المرحلة.
و في حديث مع "طريق الشعب" أمس الأربعاء ، قال الخبير الأمني عماد العلو ان "العراق ومنذ بداية توسع تنظيم داعش الارهابي، طلب دعما جويا أمريكيا وتدخلا عسكريا، إلا أن الولايات المتحدة اشترطت تشكيل حكومة وطنية تشمل الجميع"، لافتا إلى أن "الخطابات التي صدرت عن السياسيين الأمريكيين أشارت الى إن التعاون مشروط بتشكيل الحكومة الجديدة".
وأضاف العلو أن "الجانب الأمريكي سوف يزيد من الدعم العسكري بعد تشكيل الحكومة الجديدة، وإنهم أشاروا إلى ان الضربات الجوية سوف تتوسع إلى مناطق أخرى".
وفيما استبعد الخبير الأمني الأنباء التي تحدثت عن سحب الجيش والقوات الامنية من مناطق التماس مع الإرهابيين بسبب الخلافات السياسية، شدد على "عدم زج الجيش في معمعة العملية السياسية، بل يجب أن ندعوه إلى التصدي للإرهاب ولملمة نفسه".
ورأى انه "من السابق لأوانه التكهن بحالة الوضع الأمني بعد تكليف العبادي بتشكيل الحكومة، لأن الرجل لم يتخذ أي إجراء أو باشر بأي دور لأداء مهامه وانه سوف يتحدد بعد تشكيل الحكومة وعلى شكل الكابينة التي سوف يشكلها، لان هذه الأمور هي التي سوف تعكس الاتجاهات التي من الممكن أن يتأثر بها الأمن الداخلي والوضع على جبهات القتال".
من جهته، بين النائب علي شبر عن كتلة المواطن، إن "التعاون الأمريكي مع العراق ممكن باعتبار ان أمريكا تريد أن تضع موضع قدم وتريد أن يكون لها تأثير في الوضع العراقي بالإضافة الى إن التجربة العراقية إذا فشلت ستكون لها انعكاسات على أمريكا لأنها مسؤولة عن هذا الأمر فهي تريد أن تعطي صورة غير سيئة عن أدائها".
ودعا النائب عن التحالف الوطني "الجيش العراقي والحشد الشعبي الى الوقوف بحزم وقوة والحفاظ على أهلهم وبلدهم، وان لا يسمحوا في أن تستباح البلاد"، مشيرا إلى أن "تشكيل حكومة جديدة سيكون له الاثر الايجابي على الوضع الأمني"، مستدركا "ولا أقول أن الموضوع سينتهي حتما، لان الإرهاب لا يريد العملية السياسية، ويريد الهيمنة على البلد".
وختم شبر حديثه بالقول "نحن نريد أن تكون هنالك عملية سياسية مدنية ديمقراطية بعيدا عن الطائفية، ونحن سوف نكون عونا وسندا لكل من يتصدى لهذا الأمر ويكون مخلصا لبلده وشعبه".
بدوره، أكد النائب بختيار شاويس عن التحالف الكردستاني، انه "بالنسبة للدعم الأمريكي العسكري فقد أكدت كثير من التصريحات المتعلقة بهذا الموضوع سواء من الرئيس الأمريكي أو الناطق باسم البنتاغون بان مدى التعاون العسكري محدود في هذه المرحلة، وإنها حاليا تكثف جهودها في الجانب الإنساني والسياسي خصوصاً في تشكيل الحكومة وما يتعلق بمشكلة النازحين".
وأضاف شاويس في حديث مع "طريق الشعب" أمس، انه "يجب على كل القادة والكتل السياسية أن يعملوا معاً في هذه المرحلة لأنها مرحلة حساسة للغاية"، مشددا على إن "إدخال الجيش والقادة العسكريين في السياسة أمر غير مقبول من كل الأطراف السياسية ويؤثر على العملية السياسية خصوصا في هذه المرحلة".
وحث النائب عن التحالف الكردستاني، رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي على "الالتزام بالدستور وتشكيل الحكومة على أساس الشراكة الوطنية المبنية على مبادئ الدستور".