استجابة لدعوة الشيوعي العراقي والقوى الوطنية : رئيس الوزراء يسعى لعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية

 ناطق محمد

استجابة للدعوة التي اطلقها الحزب الشيوعي العراقي والعديد من القوى والشخصيات الوطنية، يسعى رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى عقد مؤتمر واسع للمصالحة الوطنية بحسب ما افاد به عضو في التحالف الوطني.
وكشف التحالف الوطني ، أمس السبت، ان رئيس الوزراء حيدر العبادي اجرى اتصالات مع ساسة وزعماء عشائر من كافة الأطياف خلال زيارته الاخيرة الى عمان لعقد مؤتمر مصالحة وطنية، هذا الشهر.
وقال عضو كتلة المواطن النائب فادي الشمري في تصريح صحفي ان "حيدر العبادي يقود مفاوضات مكثفة بعلم قيادات التحالف الوطني، مع جميع الكتل السياسية والشخصيات الدينية والعشائرية لعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية من بينهم شخصيات رفيعة التقى بها في عمان خلال زيارته الاخيرة".
واضاف الشمري، ان "العبادي يبحث حاليا مع الجهات ذات العلاقة تحديد موعد لعقد هذا المؤتمر في بغداد بأقرب وقت ممكن على ان يتم بحضور جميع الاطراف".
واشار الى "وجود إجماع على عقد هذا المؤتمر للخروج بخارطة طريق موحدة تهدف لمواجهة التحديات والصعوبات وتعزيز الوحدة الوطنية".
وفي حديث مع "طريق الشعب " امس، السبت، قال عامر الفايز النائب عن التحالف الوطني ان "الوقت الحالي تتوفر فيه فرصة كبيرة أكثر من الوقت السابق لعقد مؤتمر للمصالحة تتوفر فيه صدق النية بين جميع الكتل السياسية بدون استثناء"، مشيرا الى ان "جميع الكتل ستشارك ولا توجد لدينا كتلة أبدت رغبتها في رفض المشاركة بمؤتمر المصالحة الوطنية الذي دعا اليه رئيس الجمهورية واغلب الكتل السياسية".
وبين الفايز ان "القوى السياسية التي لا تشارك بهذا المؤتمر ستسقط بعين جماهيرها بعد ان نادى جميع المواطنين بضرورة المصالحة الوطنية"، متوقعا انه "بعد عقد هذا المؤتمر ستكون هناك نقطة تحول في العلاقات بين السياسيين وجميع أطياف الشعب العراقي".
بدورها، قالت النائبة عن اتحاد القوى جميلة العبيدي انه" كان من المفروض من هذه المصالحة ان تحدث قبل سنوات وليس الآن،لكن اليوم ايضا لديها اهمية خاصة".
واضافت العبيدي في حديث مع "طريق الشعب" أمس، ان "هناك اجراءات داخلية وخارجية واجتماعات مكثفة أجريت من قبل نائب رئيس الجمهورية لشؤون المصالحة الوطنية إياد علاوي، وبدعم من قبل رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي".
وبينت العبيدي أن "المصالحة الوطنية يجب ان تكون مصالحة حقيقية وليست مصالحة بين السياسيين المشاركين في الحكومة، وهذه ليست مصالحة وطنية باعتبارهم مشاركين بالحكومة اساسا، لكن المصالحة تكون بين المشاركين وغير المشاركين في الحكومة من باقي الشعب". وأعربت العبيدي عن أملها بأن "تكون هذه المرة النوايا صادقة لان البلد جرف الى الهاوية، فلو كانت هناك نية صادقة قبل 4 سنوات والتي كنّا فيها نتحدث عن مصالحة وطنية ولم يحدث هذا الشيء". واشارت النائبة عن اتحاد القوى إلى انه "في حال نجح هذا المؤتمر سوف تكون هناك نقطة تحول بين ?لسياسيين حتى انها ستنزل الى القاعدة الشعبية وسوف تكون هنالك علاقة جيدة، لان هناك فئة مهمشة جدا من قيادات فاعلة، حيث يوجد افراد فاعلين في المجتمع مهمشين جدا وتم ابعادهم عن تشكيل الحكومة وبناء دولة مؤسساتية، فالمصالحة الوطنية تنتج 50 بالمئة من الوضع الامني الحالي والاستقرار اذا كانت مصالحة وطنية بايجاد توافق حقيقي".
إلى ذلك، رأى عبد الجبار السعدي المحلل السياسي ان "الدعوات لإقامة مؤتمر للمصالحة الوطنية تأتي من الظروف الامنية التي يمر بها البلاد، فضلا عن عملية مصالحة بين نخب المكونات الفاعلة على اعتبار ان مكونات الشعب ليس فيما بينها مشاكل"، مستدركا ان "في السنوات الأخيرة للأسف بدأت المشاكل بين القيادات السياسية المختلفة تصل الى عامة الشعب، لذا اصبح مؤتمر المصالحة امرا مهما جدا".
وأضاف السعدي في حديث مع "طريق الشعب"، أمس، ان "كثيرا من المؤتمرات وعمليات المصالحة حدثت بعد عام 2003 لكنها لم تأتِ بنتائج، ولكن في الوقت الحالي جميع الكتل السياسية أدركت الخطر المحدق بها لذا اصبح من الضروري عقد هذا المؤتمر بين الجميع لدفع الخطر عن العراق"، لافتا الى ان "استثمار الوضع الدولي والإقليمي المساند للعراق سيدعم عملية المصالحة الوطنية، ولا سيما ان الجميع ادرك ان لا حل للعراق سوى التجزئة الكاملة او التصالح الشامل لذلك لا نستطيع الحكم على نجاح المؤتمر قبل عقده، لكن الامور تبشر بنجاح هذا المؤتمر".