يسلم العراق في هذه الايام الى منظمة اليونسكو العالمية في مقرها بباريس الملف الخاص بموقع بابل الاثري، الذي يتضمن طلب ادراج بابل القديمة في قائمة التراث العالمي.

وابلغ مصدر مطلع في العاصمة الفرنسية "طريق الشعب" ان موفدا من وزارة السياحة والآثار في بغداد وصل الى باريس، حاملا الملف المذكور. واوضح ان هذا الملف الذي اعدته الوزارة يحمل عنوان " مشهد بابل الثقافي والمدينة الاثرية" وانه يضم اكثر من 150 صفحة من القطع الكبير، تحمل الى جانب النصوص المكتوبة كثيرا من الجداول والخرائط والصور الفوتوغرافية والرسوم المختلفة.

واشار المصدر الى الملفات المماثلة التي سبق للعراق ان قدمها الى اليونسكو بهذا الخصوص، والتي لم تتجاوب المنظمة العالمية معها، فبقيت آثار بابل خارج قائمة التراث العالمي رغم الاعتراف العام بانها من اهم المواقع الاثرية في العالم.

لكنه اعرب عن تفاؤله بموقف اليونسكو من الطلب الجديد، مشيرا الى ان هذا الطلب لا يخص مدينة بابل الاثرية وحدها، بل يتعلق بمشهد الموقع كاملا وبضمنه "قصر صدام" والبحيرة، اللذان اقيما في عهد رأس النظام السابق. والمعروف ان اليونسكو كانت ترفض الموافقة على ضم بابل الى القائمة العالمية بسبب القصر والبحيرة المذكورين بالذات، والاضافات الاخرى التي ادخلت على الموقع في حينه، والتي يرى خبراء اليونسكو انها اساءت الى اصالة بابل الاثرية وافقدتها الكثير من قيمتها التاريخية. من جانب آخر ذكر المصدر ان المبعوث العراقي الذي وصل لت?ه الى باريس، يحمل الى اليونسكو كذلك ملفا من وزارة الثقافة العراقية، يتضمن طلب ادراج عيد نوروز ضمن قائمة التراث العالمي غير المادي.

واضاف ان العراق ينضم بطلبه هذا الى مجموعة من دول عديدة، بينها ايران وتركيا، سبقته في المطالبة المتعلقة بعيد نوروز الذي تحتفل به امم وشعوب كثيرة، لا سيما في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى.

ومعروف ان للعراق حضوره منذ سنين في القائمة العالمية الاخيرة الخاصة بالتراث غير المادي، حيث سبق لليونسكو ان ضمت "المقام العراقي" الى القائمة، واحتفت به باعتباره نمطا اصيلا من الغناء وفريدا في العالم.