- التفاصيل
-
نشر بتاريخ السبت, 14 آذار/مارس 2015 19:45
طريق الشعب
تظاهر المئات من النشطاء والمواطنين في ست محافظات، يوم أمس، ضد تفشي الفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة.
فيما شهدت العاصمة بغداد، ثلاثة تظاهرات في الوقت نفسه بساحة التحرير، إحداها للمطالبة بمعرفة مصير المفقودين في قاعدة سبايكر، وأخرى للعاملين في فندق السدير المطالبين بصرف رواتبهم المتأخرة، والثالثة لأهالي منطقة الصابيات شمالي بغداد، ضد سوء الخدمات.
وبحسب مراسل "طريق الشعب" فأن عدد من ذوي ضحايا سبايكر تظاهروا في ساحة التحرير وسط بغداد، مطالبين بمعرفة مصير أبنائهم ومصير التحقيقات الجارية، رافعين لافتات كتب عليها "مضى أكثر من تسعة أشهر على جريمة سبايكر والصمت الحكومي على حاله". وهدد المتظاهرون باللجوء إلى محكمة العدل الدولية من اجل الكشف عن مصير أبنائهم.
واعدم تنظيم "داعش" المئات من المتدربين والطلبة العسكريين في قاعدة (سبايكر) الواقعة شمال مدينة تكريت عندما فرض سيطرته على هذه المنطقة منتصف شهر حزيران الماضي، وأشارت مصادر أمنية إلى أن سبب إعدامهم يعود إلى خلفيات طائفية.
وتابع المراسل أن التظاهرة الثانية كانت للعاملين في فندق السدير الذين تظاهروا ايضا في المكان نفسه لمطالبة وزير السياحة بصرف رواتبهم المتأخرة منذ أكثر من ستة أشهر، مشيرا الى أنهم طالبوه بعدم "طردهم" من وظائفهم.
والتظاهرة الثالثة، لأهالي منطقة الصابيات شمالي بغداد، والذين طالبوا امين بغداد الجديد بزيارة منطقتهم وتوفير الخدمات لهم، مشيرا الى انهم بينوا أن المنطقة تعاني من إهمالا خدميا منذ أكثر من 15 سنة.
وفي ساحة التحرير أيضا، تظاهر العشرات من النشطاء منددين بالفساد، حاملين شعار (الإرهاب والفساد وجهان لعملة واحدة).
وطالب الناشطون، بتفعيل دور المدعي العام لانه مهمل ولا سلطة له ولم يتخذ أي إجراءات ضد الفساد وملاحقة المفسدين، واعتبروا أن التسويف بكشف التحقيقات بقضية سبايكر وكذلك الاهمال الخدمي لبعض المناطق وتأخر صرف رواتب الموظفين والعمال كلها من أوجه الفساد المالي والاداري.
والتظاهرات ضد الفساد التي دعت إليها حملة "مستمرون"، لم تكن قاصرة على العاصمة فحسب، بل نُظمت في خمسة محافظات أخرى.
ففي البصرة، قال الدكتور كاظم السهلاني أحد أعضاء تنسيقية حملة "مستمرون" ومنظمي التظاهرة، إن "الوقفة جاءت للتنديد بظاهرة الفساد الإداري والمطالبة بمحاكمة المفسدين وفضحهم واسترداد الأموال التي استولوا عليها بدل تشجيعهم والتستر عليهم من خلال إحالتهم الى التقاعد أو توظيفهم كمستشارين"، مبيناً أن "الوقفة التي شارك فيها العشرات هي الأولى من نوعها في البصرة خلال العام الحالي، ولن تكون الأخيرة ما لم تتخذ الحكومة إجراءات عاجلة باتجاه مكافحة الفساد الإداري ومعاقبة المفسدين، إذ نعتزم خلال الأيام المقبلة تنظيم المزيد من الاحتجاجات السلمية".
ولفت السهلاني الذي يعمل تدريسياً في جامعة البصرة الى أن "ما شجعنا على تنظيم الوقفة التي رفع المشاركون فيها الأعلام العراقية هو تبوء البصرة المرتبة الأولى بين المحافظات من حيث تعاطي الرشوة وفق أحدث تقرير لهيئة النزاهة"، مضيفاً أن "البصريين يطمحون الى أن تحتل محافظتهم المرتبة الأولى من حيث البناء والاعمار، وليس الفساد الإداري".
بدوره، قال الناشط المدني المشارك في الوقفة الدكتور يسر الغزي في تصريح صحفي، إن "الوقفة تهدف أيضاً الى الضغط على الحكومة العراقية لتكشف عن تفاصيل صرف موازنات الأعوام السابقة، وبخاصة العام السابق الذي يعد مقبرة للمال العام، حيث لا ندري كيف ولماذا أصبحت خزينة العراق خالية من الأموال بشكل مفاجئ"، معتبراً أن "الفساد الإداري بات سمة المرحلة بالرغم من تعدد الجهات الرقابية المعنية بمكافحته، ولهذا ينبغي إعادة النظر باداء تلك الجهات بقصد تفعيلها". كما تظاهر العشرات من ناشطي محافظتي بابل والناصرية، أمس السبت، للمطالبة بمحاربة "الفساد والمفسدين" ودعم القوات المشتركة في حربها ضد تنظيم (داعش).
وقال المشرف على التظاهرة في محافظة بابل كريم جهاد لوكالة (المدى برس)، إن "العشرات من ناشطي محافظة بابل خرجوا أمس، في تظاهرة بمدينة الحلة للمطالبة بمحاربة الفساد والفاسدين وكشف ملفات الفساد وتقديم المفسدين من جميع الجهات إلى القضاء العادل لينالوا عقابهم القانوني"، داعياً "العمل للقضاء على الفساد وإيقافه بمختلف الوسائل من اجل أن يعم الخير مدن العراق".
وأشار جهاد، إلى أن "المتظاهرين أعلنوا وقوفهم ودعمهم للقوات المسلحة والحشد الشعبي في معركتهم لتطهير جميع مناطق العراق التي دنستها عصابات داعش الإجرامية وخاصة في تحرير جميع مناطق صلاح الدين".
من جانبه قال نائب رئيس مجلس محافظة بابل عقيل الربيعي لوكالة "المدى" إن "التظاهرة لها هدفان الأول هو الوقوف ومساندة قواتنا المسلحة والحشد الشعبي اللذان يخوضان معارك مقدسة لتطهير جميع الأراضي التي يحتلها إرهابيو داعش ويحقق أبطالنا فيها انتصارات كبرى"، داعياً الجميع إلى "مساندتهم والوقوف معهم في حربهم ضد التكفير والإرهاب".
وأشار الربيعي، إلى أن "الهدف الثاني من التظاهرة هي محاربة الفساد والفاسدين في جميع مفاصل الحياة الاقتصادية في العراق، الذي أدى إلى نقص في الخدمات وتلكؤ في المشاريع والخدمات"، مطالباً "بالقضاء على الصفقات القذرة التي تجري في بعض المشاريع ومحاربة الفاسدين وتقديمهم للعدالة".
وفي ذي قار، قال عضو رابطة مكافحة الفساد خالد ثامر الناصري إن "العشرات من الناشطين ومنظمات المجتمع المدني تظاهروا، صباح اليوم، في ساحة الحبوبي، وسط الناصرية، للمطالبة بكشف ملفات الفساد ومحاسبة المفسدين"، لافتاً إلى أن "الكثير من الجهات الحكومية والقضائية لم تتخذ الإجراءات اللازمة بمحاسبة المتورطين بالفساد بعد كشف ملفاته كي يطمئن المواطن على سير العدالة وعلى المال العام".
وأكد الناصري، أن "الفساد المالي والإداري كان أحد الأسباب التي جعلت داعش يتمادى ويحتل عدداً من المدن ويدنس الأرض العراقية"، مشيراً الى أن "المشاركين بالتظاهرة أكدوا تأييدهم للقوات المسلحة والحشد الشعبي الذين يواجهون الإرهاب في المحافظات التي يحتلها داعش واستنكارهم لما يقوم به داعش من انتهاكات بحق المواطنين والآثار العراقية في مدينة الموصل".
وقال عضو مجلس محافظة ذي قار عن الائتلاف المدني الديمقراطي شهيد احمد حسان الغالبي في حديث إلى (المدى برس)، إن "التظاهرة كانت تظاهرة سلمية تهدف لدعم الحشد الشعبي والقوات الأمنية ومكافحة الفساد"، مبيناً أن "مطالب المتظاهرين هي مكافحة الفساد وعدم التسويف بمحاسبة المفسدين وتعزيز الدعم والإسناد للقوات المسلحة".
وأكد الغالبي، إن "الائتلاف المدني الديمقراطي الذي يمثله في مجلس المحافظة هو من الداعمين لأي توجه من شأنه أن يحد من مظاهر الفساد ويحقق العدالة الاجتماعية من خلال تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة بتوزيع الثروات ومحاسبة المفسدين".
وفي الديوانية تظاهر العشرات من المواطنين في الديوانية للمطالبة بتشكيل الحشد الشعبي لمحاربة الفساد الإداري والمالي ودعم الحشد الشعبي والمؤسسة الأمنية.
وطالب المتظاهرون بضرورة وضع حد لكل ظواهر الفساد الإداري والمالي الذي بات يمثل الوجه الآخر للإرهاب ويضرب أغلب مؤسسات الدولة وتشكيل جبهة وطنية للوقوف بوجهه.
كما تظاهر العشرات من اهالي محافظة كربلاء، أمس، للمطالبة بمحاربة الفساد ومعاقبة المفسدين في دوائر الدولة.
وقال عضو اللجنة التنسيقية للتظاهرة علي الياسري لـوكالة "القرطاس نيوز" إن "التظاهرة انطلقت للمطالبة بمحاربة الفساد والمفسدين الذين ينخرون جسد المؤسسات الحكومية الخدمية والامنية".
واضاف أن "مطالبنا الاخرى هي الكشف عن نتائج التحقيق في مجزرة سبايكر، ومحاكمة المتهمين الذين اثبت تورطهم في هذه المجزرة"، مشيرا الى ان "تظاهرة اليوم جاءت ايضا لاعلان دعمنا وتأييدنا للقوات الامنية والحشد الشعبي في حربهم ضد تنظيم داعش".
فيما بين الناشط المدني ابو مرتضى الشمري "لقد شاركنا في هذه التظاهرة لهدفين، الاول هو مساندة قواتنا المسلحة والحشد الشعبي الذين عادوا هيبة الدولة وثقة المواطن بقوة ابنائه في محاربة التنظيمات الارهابية، والهدف الثاني هو لمحاربة ظاهرة الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية".
وتابع في حديثه لـ"القرطاس نيوز" أن "هناك فساد رسمي بإطار قانوني، وهي الامتيازات الخاصة للرئاسات الثلاثة ونوابهم مع حماياتهم، حيث تتجاوز مبالغ هذه الامور الـ6 مليارات دينار".
ولفت إلى ان "الفساد هو من اسقط الموصل و قتل ابنائنا في قاعدة سبايكر وفي الصقلاوية، وهو وراء تردي الواقع الخدمي والصحي في البلاد".