وثيقة أمريكية تؤكد عدم مصداقية مبررات واشنطن لاحتلال العراق

طريق الشعب
كشف باحث أمريكي متخصص في الوثائق الأمريكية، أن المعلومات التي خلصت إليها وكالات الأمن القومي الأمريكي (سي أي ايه) قبل 13 عاما والتي تم استخدامها لتبرير الحرب على العراق، كانت تفتقر إلى "معلومات محددة حول العديد من الجوانب الرئيسية بالبرنامج العراقي لأسلحة الدمار الشامل".
ويأتي الكشف عن هذه المعلومات، مع حلول الذكرى الـ12 لبدء الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها، بحملة عسكرية كبيرة في 20 آذار 2015 أدت إلى احتلال العراق، وسقوط النظام الدكتاتوري.
وتعد هذه الوثيقة الأمريكية، التي رُفعت عنها السرية بموجب قانون حرية تبادل المعلومات في الولايات المتحدة، هي الأولى من نوعها التي يتم الإعلان عنها، وتحمل الإدارة الأمريكية خلال هذه الفترة مسؤولية احتلال العراق استنادا إلى معلومات غير موثقة.
ونشر الباحث الأمريكي جون جرينولد، أخيراً، على موقعه الخاص، وثيقة حصل عليها تدين الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن ووزير خارجيته آنذاك كولن باول.
واتهمهما بالقيام بـ"تسويق الحرب على العراق أمام الجمهور الأمريكي، مع علمهما بعدم وجود معلومات موثقة لديهما تثبت أن العراق يخفي أسلحة نووية، أو كيمائية، أو بيولوجية، أو أن العراق يشكل فعليا تهديدا فوريا وخطيرا للأمن القومي الأمريكي".
ووفقا للوثيقة التي نشرها جرينولد، فإن "ما ذكره كبار المسؤولين في إدارة بوش خلال حملتهم لبيع الحرب الى الجمهور الأميركي، قد بالغ كثيرا بشأن التهديد العراقي، وأن ادعاءات الإدارة الأميركية حول برنامج أسلحة الدمار الشامل في العراق كانت غير معتمدة من قبل تقارير وأجهزة استخباراتية يعتمد عليها".
وقال جرينولد إنه تقدم بطلب إلى وكالة الاستخبارات الأمريكية في شأن بعض الفقرات الواردة في تقرير نشرته وكالة المخابرات الأمريكية عام 2004، حول مزاعم ترسانة أسلحة الدمار الشامل بالعراق، وأنه حصل مؤخرا وللمرة الأولى على "نسخة منقحة لذلك التقرير الذي قاد الكونغرس الأمريكي إلى اتخاذ قرار يسمح باستخدام القوة العسكرية، وإعلان الحرب الأمريكية على العراق في 20 آذار 2003، بهدف تفكيك ترسانة صدام حسين من أسلحة الدمار الشامل".
وأشار جرنولد إلى تقرير سابق أصدرته مؤسسة الأبحاث الأمريكية (راند) في كانون الأول الماضي، بعنوان (الغمامة وأخطاء الحروب) والذي ذكرت فيه راند أن تقرير المخابرات الأمريكية لعام 2004 حذف العديد من الفقرات، قبل أن ترفعه إلى كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن.