فرنسا .. جبهة اليسار تحتل المرتبة الثالثة في الجولة الثانية من انتخابات مجالس الأقاليم

«طريق الشعب»
انتهت الأحد الفائت الجولة الثانية من انتخابات الأقاليم الفرنسية، واعلن الحزب الشيوعي الفرنسي على موقعه الالكتروني، ان الحزب وحلفاءه في جبهة اليسار حصلوا على 176 مقعدا، منها 167 مقعدا لمرشحي الشيوعي الفرنسي، و9 مقاعد لحليفه حزب اليسار الفرنسي.
وبهذه النتائج تحتل جبهة اليسار المرتبة الثالثة من حيث عدد المقاعد في مجالس الأقاليم، متقدمة على حزب "الجبهة القومية" اليميني المتطرف.
واستطاع مرشحو الجبهة تحقيق الاكثرية في اقليمين من اصل ثلاثة وصلوا فيها الى جولة الانتخابات الثانية. واعتبر الحزب الشيوعي الفرنسي النتائج، تأكيدا على"السياسة الاجتماعية التقدمية في خدمة المواطنين". وحافظ الحزب الشيوعي على رئاسته لأحد ألأقاليم.
وعاد حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية بقوة برئاسة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي إلى دائرة القرار واحتل فيها المرتبة الأولى، فيما حصد الحزب الاشتراكي الحاكم المرتبة الثانية.
أما حزب الجبهة القومية اليميني المتطرف بقيادة مارين لوبان، فقد فاز بالعديد من المقاعد، لكنها لم تمكنه من إدارة أي إقليم.
من المفيد ان آلية الانتخابات في جولتها الثانية تقوم على التحالفات بين الكثير من المتنافسين، ولذلك نرى أن اليمين المتطرف وبالرغم من حصوله على 25 بالمئة، واحتلاله المرتبة الثانية في الجولة الاولى، لم يجد من يتحالف معه من جميع التيارات الاخرى في الجولة الثانية، وهذا ما حرمه من تحقيق حلمه في ادارة احد الأقاليم.
ساركوزي رأى في النتيجة تعبيراً صريحاً عن رفض الفرنسيين لسياسة الرئيس هولاند وباباً واسعاً لعودته إلى السلطة من جديد.
وقال ساركوزي رئيس "حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اليميني" إن "هذا النصر هو قبل كل شيء نتيجة للحملة الانتخابية التي تمّ خوضها منذ أشهر، من قبل مرشحينا"، لافتاً "لقد اظهر مرشحونا بقوة التزامهم أن الأفكار يمكن أن تفوز في أي مكان بما فيها في الأقاليم التي يسيرها اليسار منذ عقود".
رئيس الحكومة مانويل فالس لم يكن أمامه إلا الاعتراف بالهزيمة، مؤكداً أن "نتائج الحزب في الانتخابات تترجم غضب الفرنسيين وتعبهم حيال سياسة لم تأت بجديد ولم تحسن أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية".
وأضاف فالس أن "الأرقام المرتفعة التي حصل عليها اليمين المتطرف تبقى تحدياً لكل الجمهوريين"، لافتاً أن "هذا يمثل دليلاً على التغيير الجذري الذي تعرفه الساحة السياسية في بلدنا، والذي يجب أن نستخلص منه الدروس".
وتسعى قوى جبهة اليسار الفرنسي الى وضع الرئيس هولاند وحزبه الحاكم تحت مزيد من الضغط، عازية نتائج الانتخابات الى السياسات المرتبكة وغير الواضحة، والتي لم تلتزم بوعودها الانتخابية، التي حملت هولاند الى دفة الحكم.
وعكست تصريحات قادة اليسار عدم ارتياحهم لهذه النتائج فالسكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي بيير لوران شدد على ان الناخبات والناخبين عبروا عن رفضهم لسياسات الحكومة التي ظلت بلا نتائج. ومن جانبه نبه زعيم حزب اليسار الفرنسي جان لوك ميلتشون الى الاخطار التي تهدد قيم الاخاء والحرية والعدالة، ودعا في تصريح له الاثنين الفائت الى تحالف شعبي واسع.
إنتخابات المجالس الإقليمية في فرنسا، والتي تهتم أساساً بشؤون المساعدات الإجتماعية ومشاريع التضامن والصحة والثقافة والعمران، أعادت اليمين بقوة إلى الساحة السياسية، فيما مني الحزب الإشتراكي الحاكم بخسارته الرابعة في هذه الانتخابات، بعدما كان يدير غالبية الأقاليم منذ نحو عقد من الزمن.