- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأربعاء, 05 آب/أغسطس 2015 20:03
"طريق الشعب"
من جبل مكحول الى قرى شمالي بيجي ومن ثم المصفاة والبو جواري طريق يشقه مسلحو تنظيم داعش للتنقل في تلك المناطق وايصال امدادات الاسلحة والمقاتلين.
.وتقع المصفاة النفطية، وهي الأكبر في العراق، شمالي مدينة بيجي في محافظة صلاح الدين وتحدها قرية البو جواري من الشمال ومن الجنوب الغربي قرى أخرى وجبل مكحول.
وحتى يتسنى لمسلحي تنظيم داعش الارهابي التنقل ونقل الامدادات شقوا طريقا هناك بين الجبل ومحيط المصفاة، وما زاد من اهمية المنطقة بالنسبة لداعش وجود طريق مهم على مقربة من هناك يصل الى الحويجة والشرقاط.
ويبدو جليا حجم الدمار الذي حل بمدينة بيجي على مقربة من المصفاة، وبحسب وكالة "شفق نيوز" فان الدمار طال 60 في المئة من المدينة.
وكانت البلدة والمصفاة القريبة مسرح معارك عنيفة بين إرهابيي داعش والقوات العراقية على مدى اشهر طويلة، كما شنت قوات التحالف الدولي غارات عنيفة على المسلحين هناك.
وعلى الرغم من ان القوات العراقية استعادت البلدة والمصفاة اكثر من مرة فإن عناصر التنظيم الارهابي كانوا يعاودون الهجوم مرارا وتكرارا. ويتقاسم الطرفان الان السيطرة على المنطقة.
وعلى وفق مصدر امني مسؤول , فان التنظيم اعاد فرض سيطرته على اكثر من 60 بالمئة من المصفاة النفطية بالاضافة الى حيين شمالي ووسط مدينة بيجي.
ولكن المصدر اكد لوكالة "شفق نيوز" ان مناطق جنوبي بيجي ومركزها لا تزال بيد القوات العراقية وتشهد هدوءا نسبيا خصوصا الجنوبية القريبة من تكريت.
وتحولت بيجي الى مدينة اشباح ولا صوت يعلو هناك غير صوت آلة الحرب بعد ان فر منها سكانها هربا من المعارك وبطش الارهابيين الذين اجتاحوا مناطق واسعة شمالي العراق وغربيه صيف العام الماضي. ولا يتسنى للسكان العودة الى المناطق المحيطة ببيجي على الرغم من طرد مسلحي داعش منها , والسبب هو المفخخات التي زرعها الارهابيون قبل فرارهم.
ويقول نازح يدعى حمد الجبوري وهو رجل ستيني عاد من اربيل الى تكريت مركز محافظة صلاح الدين انه من سكنة قرية الحجاج جنوبي بيجي لكنه استقر في تكريت لان منزله لا يزال ملغوما في اعقاب طرد عناصر داعش من هناك.
وينتظر الجبوري ان تقوم السلطات العراقية بتفكيك المفخخات ليتسنى له العودة الى مسكنه.
ولطالما لجأ مسلحو داعش الى تفخيخ المنازل والطرق لإعاقة تقدم القوات العراقية, لكنها تتحول فيما بعد الى مشكلة تحول دون عودة السكان فوراً.
ويؤكد مسؤول محلي تحدث لوكالة "شفق نيوز" استمرار القتال بين القوات العراقية التي يساندها مقاتلو الحشد الشعبي، فضلا عن عدد اقل من ابناء العشائر من جهة ومسلحي داعش من جهة اخرى في تلك المنطقة. ويقول ان معارك الكر والفر التي تشهدها بيجي والمصفاة على مدى تسعة اشهر ليس لها مثيل في اي منطقة عراقية اخرى وهو ما يوحي بان عناصر التنظيم الارهابي لا ينوون الانسحاب بسهولة مهما كان الثمن.