- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الإثنين, 21 أيلول/سبتمبر 2015 19:28
طريق الشعب
عدّ رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، امس الاثنين، التظاهرات "إنذاراً لا يزعج ويعطي تحذيراً للهرب من الحريق"، ولفت إلى أن بعض الدول "استخدمت الشيطان ضدنا لكنه ألقى بشره على الجميع"، وفيما أكد أن البعض رحب بدخول داعش ويستغيث الآن بالقوات الأمنية، أشار إلى أن القوات الأمنية مرحبٌ بها في محافظات الانبار وصلاح الدين ونينوى و"نحن قادمون" لتحريرها.
وجدد العبادي تعهده بمواصلة الإصلاحات والعمل على تحقيق الإنصاف والعدالة، وفيما أشار الى أن هناك "مقاومة قوية لإفشال الاصلاحات من قبل "المعتاشين على الرزق الحرام"، أكد عدم التراجع عن تلك الإصلاحات حتى وإن "كلفته حياته". وقال رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، في كلمة له خلال احتفالية تكريم الفرق العاملة لإنجاز معاملات تقاعد الشهداء في منازلهم تحت شعار "حكومتكم في خدمتكم": إن "صيحة التظاهرات إنذار غير مزعج ويعطينا تحذيراً للهرب من الحريق"، مبيناً أن "ذلك يتم من خلال تعديل المسار السياسي ومعالجة التفاوت في الروات? والامتيازات".
وأضاف العبادي أن "تنظيم داعش يمثل تحدياً خطيراً لكونه لا يمثل مجرد مسلح يحمل عقيدة باطلة بل يمثل تنظيماً يعتقد أن نجاحه يتمثل في قتل اكبر عدد من الناس وهو أمر خطير"، لافتاً إلى أن "الحرب ضد التنظيم فرضت على العراق بعد دخوله من الجارة سوريا".
وأكد العبادي أن "داعش خطر يهدد تركيا والأردن والخليج وليس مقتصراً على العراق, والدول باتت تدرك تلك الخطورة"، مؤكداً أن "بعض الدول كانت تقف موقفاً آخر من خلال استخدام الشيطان ضدنا إلا أن هذا الشيطان ألقى بشره على الجميع".
وأشار العبادي إلى أن "بعض العراقيين انخدع بداعش ورحب به لتخليصه من حالة معينة، والآن بدأ يستغيث من اجل إنقاذه من داعش وحمايته"، مؤكداً أن "القوات الأمنية مرحب بها في محافظات صلاح الدين والانبار ونينوى"، مشدداً القول "نحن قادمون لتحرير جميع العراقيين في كل شبر من العراق".
ولفت الى ان "الفساد يختبئ خلف الإجراءات المعقدة والروتين في دوائر الدولة, وتبسيط الإجراءات يقضي على ذلك الفساد"، مبيناً أن "المحاصصة السياسية والتعيين على أساس الولاء للأحزاب وعدم مراعاة المهنية والكفاءة سببت ظلماً للمجتمع سيؤدي إلى تدميره".
وأضاف العبادي أن "هناك مقاومة قوية لإفشال الإصلاحات التي قامت بها الحكومة من قبل المعتاشين على المال الحرام خشية فقدان رزقهم"، مؤكداً أنه "ماض في تحقيق الإنصاف والعدالة ولن يتراجع عن الإصلاحات ولو كلفته حياته".
وأوضح العبادي أن "الهدف من تقليص أعداد الحماية للمسؤولين هو تحقيق العدالة والإنصاف وليس تعريضهم للخطر"، مؤكداً أن "موكب حمايتي لا يضم المدرعات ولا يقطع الطرق خلال زيارتي إلى المناطق والمحافظات"، مشدداً في الوقت ذاته على أن "قرار تقليص الحماية سبب استياء لدى الكثير من المسؤولين بضمنهم مقربون منه".
ووجد العبادي أن "إنذار التظاهرات فرض معالجة التفاوت في الرواتب والامتيازات"، مبينا أن "المسؤول ربما يكون مستهدفاً أكثر من غيره، ولهذا يجب حماية المسؤولين، ولكن ذلك لا يعني وضع جيوش مجيشة لحمايتهم"، مبينا أن "احد المسؤولين لديه 800 عنصر حماية وآخر 400، وهذا غير معقول، في وقت يحتاج فيه البلد الى قوات تقاتل الإرهاب".
واردف قائلا "نتوقع انقلاب ناس قريبين مني، لكننا سنكسب العدالة، لذلك فهذه الإصلاحات"، معتقدا أن "البديل إما فوضى أو دكتاتورية، ومن غير المعقول القبول بالدكتاتورية التي دمرت العراق وضيعت أمواله، والطريق الصحيح هو تعديل المسار ونحن قادرون على ذلك".
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد أكد، الثلاثاء (25 آب) استمراره في الإصلاحات وعدم التراجع عنها، وفيما أشار إلى أن بعض الإصلاحات مست "فاسدين وأصحاب جرائم منظمة"، أبدى عزمه على عدم السماح لهم بعرقلة الإجراءات الإصلاحية.
واوضح "انني كرئيس وزراء حين اقوم بالتجول والزيارات الميدانية، لا اقطع الطرق ولا استخدم المدرعات، ووضعت حاجتي مقياسا لحاجة المسؤولين الى الحمايات".
واشار الى "اننا طلاب سلم ولسنا طلاب حرب، وهذه الحرب فرضت علينا، وداعش دخلت اراضينا من سوريا بدعم من البعض، لكن السحر انقلب على الساحر، وداعش اليوم تهدد دول الخليج وتركيا والاردن ولا تستهدف الشيعة فقط وانما تفجر المساجد في السعودية، ولذلك نحن نصدّق دعوات التعاون لمواجهة داعش".
وبين العبادي أنه "حتى البعض الذين ايدوا داعش واعتقدوا انها جاءت لخدمتهم، اكتشفوا الحقيقة، وقواتنا مرحب بها في الانبار وصلاح الدين، ونطمئن أبناء نينوى باننا قادمون لتحريرهم".
كما اشاد العبادي "بالمتطوعين لخدمة عوائل الشهداء ومبادرة انجاز معاملاتهم في منازلهم، لأنهم يقدمون صورة ناصعة بيضاء عن الشباب العراقي"، لافتا إلى أن "الأمة التي تعتز بشهدائها وتخدم عوائلهم تستحق ان ترفع مشعل الحرية، وبالأخص شهداء الحشد الشعبي الذين يسعون الى الشهادة بأرجلهم ولا يبادلون الوطن بالمال ويضحون بأرواحهم لتستمر الحياة".
ووجه رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بالقيام بمبادرة لرعاية الجرحى في المستشفيات والمنازل ممن يستحقون الرعاية لمدة اطول، بالاضافة إلى تبسيط اجراءات انجاز معاملات المواطنين والمستثمرين، فلو كانت الاجراءات بسيطة لما اضطر المواطن والمستثمر الى دفع رشوة لتمشية معاملته، وان هؤلاء المفسدين يبدون مقاومة لجهود محاربة الفساد، لكونهم يخسرون المال الحرام الذي يحصلون عليه