انتخاب القائد الفلسطيني محمد بركة رئيساَ للجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل(إسرائيل)

طريق الشعب
انتخبت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في فلسطين، السبت الماضي، القائد الجبهوي الشيوعي محمد بركة، رئيسا لها، بعد أن حصل في الجولة الثالثة على 72 في المائة من الأصوات مجتازاَ نسبة الثلثين.
واكد بركة على التعاون والعمل المشترك بين جميع مكونات اللجنة، حيث اعلن استقالته من رئاسة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ليتفرغ لعمل المتابعة.
وقال بركة فور انتخابه، إن "هذا الإطار الوحدوي، يحتاج إلى عمل مشترك بين جميع مكونّات اللجنة، من أجل دفع قضايا جماهيرنا السياسية والاجتماعية، في وجه سياسة الحرب والاحتلال والتمييز العنصري، وبعث في بدء خطابه،بتحيات الوريد إلى الوريد، إلى شعبنا الفلسطيني المنتفض ضد الاحتلال".
وانجز المجلس المركزي للجنة المتابعة العليا (53 عضوا) انتخاب رئيس اللجنة، فبعد الاتفاق على البنود الدستورية، خاض الانتخابات في الجولة الأولى، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة محمد بركة (21 صوتا)، والشيخ كامل ريان (16 صوتاَ)، مرشحاً للحركة الإسلامية (الجناح الجنوبي)، وسكرتير التجمع الوطني الديمقراطي عوض عبد الفتاح (9 أصوات)، والمحامي المستقل محمد أبو ريا (صوت واحد)، وامتنع 6 أعضاء عن التصويت بورقة بيضاء.
وفي الجولة الثانية حصل بركة على 24 صوتاَ، وريان على 23 صوتا، وبينما كانت 6 أوراق بيض. وعندما جرى التصويت للجولة الثالثة، بهدف أن يتجاوز الفائز حاجز الثلثين، حصل بركة على 38 صوتاَ، مقابل 15 امتناع.
وقاد العملية الانتخابية، النائب مسعود غنايم، رئيس لجنة الانتخابات، ورئيس كتلة القائمة المشتركة في الكنيست.
وفور صدور النتيجة حيا النائب غنايم الرئيس المنتخب وشكر أعضاء المجلس المركزي، ولجنة الانتخابات التي عملت على مدار اشهر. ثم ألقى كلمة قال فيها، أن المسؤولية الوطنية تقتضي أن نتعاون جميعا مع رئيس المتابعة بركة. وهنأ المرشح ريان بركة، متمنيا له النجاح في مهمته التي تحتاج إلى تعاون واسع بين جميع المكونات.
ثم تكلم رئيس لجنة المتابعة العليا المنتخب محمد بركة، فحيا وشكر وشدد على أن الانتخابات من ورائنا، ولكننا موحدون، فهذا مشهد حضاري أمام العالم.
وقال بركة، "إنني من هنا، أبعث تحية باسمنا جميعا، ، تحية الوريد إلى الوريد، تحية الدم إلى الدم، إلى أبناء شعبنا الفلسطيني المنتفض ضد الاحتلال، هذا الاحتلال المهزوم الزائل لا محالة. وهذه الطريق ستقود شعبنا إلى بناء دولته وعاصمتها القدس، ودرة تاج القدس المسجد الأقصى وكنيسة القيامة".
ووجه كلامه إلى رؤساء السلطات المحلية العربية (المجالس البلدية والقروية)، قائلا، إنكم تقفون في الصف الأول في مواجهة هموم الجماهير العربية اليومية، مشددا على أنه سيكون إلى جانبهم في المعركة المهمة، مستفيدا من خبرته في العمل البرلماني في مجالات عدة. وأضاف، إن هذه المعركة لا يمكن أن نحقق فيها إنجازات من دون العمل المشترك.
وأعلن بركة أنه في اجتماع مجلس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة القريب، سيستقيل من منصبه رئيسا للجبهة، ليكون متفرغا كليا لعمل لجنة المتابعة، وقال إن الجبهة والحزب سيبقيان بيته السياسي بطبيعة الحال، وأنه شديد الانتماء لهذا الطريق، ولكن في هذه المرحلة، فإنه يتولى هذه المهمة بكامل المسؤولية، التي تحتاج إلى وقت لسماع الناس وهمومها، والعمل على تقريب وجهات النظر لضمان تطوير عمل لجنة المتابعة.
اللاجئ ينخرط في السياسة مبكرا
وولد محمد بركة يوم 25 تموز 1955، لعائلة مكافحة مناضلة لاجئة من كبرى قرى فلسطين المدمرة صفورية، التي تبعد بضعة كيلومترات عن مدينة اللجوء شفا عمرو.
ترعرع ونما على آلام النكبة، وحب قريته الأصل، وكانت الأجواء الوطنية في بيته، قد قادته وهو فتى ابن 14 عاما للانخراط في صفوف الشبيبة الشيوعية، ومنها إلى الحزب، حتى يومنا.
في العام 1976 كان من أوائل الشباب الذين لاحقتهم وطاردتهم الأجهزة "الأمنية الإسرائيلية" في يوم الأرض. في أواخر سنوات السبعين ، وحتى أوائل سنوات الثمانين، كان من قيادة الطلاب الجامعيين العرب في الجامعات الإسرائيلية، وفي الصف الأول الصدامي، في وجه عصابات اليمين، وكان رئيسا لاتحاد الطلاب العرب.
في العام 1983 بدأ عمله في لجنة الدفاع عن الأراضي الفلسطينية، وفي مطلع سنوات التسعين، بات سكرتيراَ للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وفي العام 2002 رئيسا للجبهة.
في العام 1999 انتخب لأول مرّة عضوا في الكنيست، على رأس قائمة الجبهة، وبقي عضوا في البرلمان حتى انتخابات 2015.
منذ الأيام الأولى لعضويته البرلمانية في أيار 1999، ولاحقا، جرى التحقيق معه في ثماني قضايا كلها في "تهمة" التصدي للاحتلال وجنوده، وللشرطة الإسرائيلية، وفي العام 2009، جرى تقديم لائحة اتهام ضده من أربعة بنود، تساقطت الواحدة منها تلو الأخرى، لتنتهي المحاكمة بعد ست سنوات، بإسقاط القضية الأخيرة.