المهاجرون.. من النوم في المرائب بملابس مبللة الى الخيام في الحقول!

"متابعة طريق الشعب"
أطلق رئيس الوزراء اليوناني، أليكسيس تسيبراس، جملة مواقف عنيفة حيال طريقة تعامل الإتحاد الأوروبي مع أزمة المهاجرين. وقال تسيبراس في خطاب امام البرلمان، إنه يشعر بالخجل من تعامل دول الاتحاد الأوروبي مع أزمة المهاجرين، متهماً "قادة الدول الأوروبية بإلقاء مسؤولية الأزمة على بعضهم البعض، وذرف دموع النفاق على الأطفال الذي يغرقون في البحر وهم يحاولون الوصول إلى حدود الاتحاد".
واضاف، "لا أريد "فلسا واحدا مقابل إنقاذ حياة البشر"، بينما يستمر توافد الآلاف على بلاده عبر البحر، ودول الاتحاد الأوروبي مختلفة بشأن التعامل مع الحشود المتدفقة كل يوم.
وغرق حوالي 35 لاجئاً هذا الأسبوع، اثناء محاولتهم عبور البحر بين تركيا واليونان، ليصل عدد الضحايا هذا العام إلى 3 آلاف شخص، بينهم عدد كبير من الأطفال.
وتابع تسيبراس قائلا " باعتباري واحدا من قادة دول هذا الاتحاد، فإنني اشعر بالخجل، من أمرين هما: عجز الاتحاد الأوروبي عن معاجلة هذه المأساة الإنسانية، ومستوى النقاش بين كبار المسؤولين، الذين يلقي كل واحد منهم المسؤولية على الآخر".
وكان تسيبراس يرد على أسئلة نواب البرلمان بشأن موافقة اليونان على استضافة نحو 500 ألف مهاجر مؤقتا قبل توزيعهم على دول أخرى، وقال في خطابه: "هذه دموع النفاق ودموع التماسيح تذرف على الأطفال القتلى على شواطئ بحر إيجه، الأطفال القتلى يثيرون مشاعر الأسى، ولكن ماذا عن الأطفال الأحياء، الذين يأتون بالآلاف، ويتركون في العراء" لا أحد يحبهم".
برد الشتاء يهدد اللاجئين
ومع بداية تشرين الثاني بدأ البرد في أوروبا، اذ قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، "سوف تهطل الثلوج قريباّ. الشتاء بات على الأبواب، والوقت يمضي"، محذراً من خطورة حدوث كارثة إنسانية.
ولا تتحرك دول البلقان بالسرعة الكافية لتأمين أماكن تصلح لإيواء اللاجئين فيها في الشتاء، وهناك عشرات بل وربما مئات آلاف البشر يتجهون إلى وسط أوروبا وغربها، معظمهم من سوريا.
الالاف في تركيا
ويقدر عدد اللاجئين في تركيا بمليونين ونصف المليون لاجئ، فهل تركيا مستعدة للشتاء؟.. لا، يقول مراسل وكالة "الدويتشه فيله" دانيل هاينريش في تركيا "وضع اللاجئين كارثي، الطقس هنا بارد ونحن نرتدي المعاطف الشتوية منذ اليوم".
يشار إلى أن قسماً صغيراً من اللاجئين يعيش في مخيمات، يقول هاينريش "الغالبية منهم دبّروا أمورهم ويعيشون في أي مكان"، ويضيف "نشاهد أناساً كثيرين يعيشون تحت الجسور. وشاهدت لاجئين يعيشون في منطقة صناعية مهجورة في إسطنبول. وشاهدت الكثير من الأطفال المتسولين في المدن الكبيرة ومعظمهم من سوريا".
اليونان: برد وعواصف
تقول عميرة جيل، مراسلة "دويتشه فيله" في أثينا، إن "عصابات التهريب تعرض سعرا منخفضا لتهريب اللاجئين عبر بحر إيجه في الشتاء"، وتضيف "لذلك سيأتي المزيد من المهاجرين عبر بحر إيجه، رغم أن البحر من شهر كانون الاول حتى آذار يكون بارداً وعاصفاً".
يضاف إلى ذلك أن إجراءات تسجيل اللاجئين بطيئة جدا كما تقول عميرة جيل: "ما زالت السلطات على حالها منذ بدء الأزمة ومساعدة اللاجئين تقع في الأغلب على كاهل المتطوعين". ولاحظت المراسلة تحسناً في معسكر موريا في جزيرة ليزبوس "كنت هناك في شهر أيلول وزرته قبل أيام ولاحظت وجود أكواخ بدل الخيام فقط". وهناك خشية على وضع اللاجئين في شمالي البلاد على الحدود مع مقدونيا حيث البرد الشديد وحيث تم تسجيل حالات وفاة بين اللاجئين بسبب البرد.
دول البلقان: خيام في الحقول
وتقول مصادر صحفية في صربيا وكرواتيا وسلوفينيا والمجر، ان هناك إجراءات استعداداً لفصل الشتاء، حيث ستشرع كرواتيا ابتداء من الأسبوع القادم باستقبال اللاجئين في مركز إيواء مناسب للشتاء على الحدود مع البوسنة، حيث سيبقى لاجئون كثيرون في الخيام أيضاً، وعن سلوفينيا تنقل المصادر "هنا رأيت خياما في الحقول فقط، أما مراكز الإيواء، فهي غير صالحة لفصل الشتاء". أما في صربيا ومقدونيا، فيتم تجهيز مراكز إيواء صالحة للشتاء.
النمسا: السكن في مرآب
"يحصل اللاجئون على ما يلزمهم، حتى ولو كانت غطاء يقيهم من التجمد"، تقول مراسلة وكالة "دويتشه فيله" في النمسا أليسون لانغلي، وعلى ضوء الكرم والمساعدة المنظمة جيدا، فإنه لا خشية من موت أحد اللاجئين من شدة البرد في النمسا. وقد خصصت السلطات النمساوية قسما من محطة القطارات الرئيسة في فيينا لإيواء اللاجئين. وتقول لانغلي "لم أشاهد شيئاً أفضل تنظيما في حياتي، هنا يمكنهم الحصول على ملابس وطعام وألعاب للأطفال".
لكن لا يوجد في النمسا سوى 17,200 مكانا لإيواء أشخاص معترف بهم كلاجئين، في حين "من المتوقع أن يصل النمسا 80,000 شخصا. كما أن الوضع ليس جيدا في كل النمسا مثلما هو الحال في محطة قطارات فينا". وهناك مدن مثل سالزبورغ حيث يسكن لاجئون في مرآب للسيارات بلا تدفئة.
ألمانيا: نوم في العراء
يحاول معظم اللاجئين الوصول إلى ألمانيا بسرعة. ويقول مراسل "دويتشه فيله" أوليفر ساليت، الموجود قرب الحدود مع النمسا "هناك 60 حافلة متجهة من النمسا إلى المانيا، وحين تصل عدة حافلات دفعة واحدة، فيتعين على اللاجئين الانتظار حتى يتمكنوا من عبور الحدود إلى ألمانيا". ويضيف "قد يستغرق العبور بضع ساعات، وهذا يمكن احتماله الآن مع درجة حرارة تبلغ ثماني درجات ومطر خفيف".
وحين يدخل اللاجئون ألمانيا، فإنهم يتلقون المساعدة من المسؤولين أو المتطوعين. لكن الأمور لا تسير على ما يرام في كل مرة كما يروي المراسل ساليت: "مجموعة من اللاجئين قالوا لي إنهم ناموا ليلتهم بملابسهم في الشارع، لأنهم وصلوا أمس في ساعة متأخرة من الليل"، لذلك يُخشى من أن يموت لاجئون من البرد في ألمانيا وهم يبحثون عن بر الأمان.