الشيوعي المصري: مجزرة باريس - الارهاب يواصل توحشه

ندين الجريمة الارهابية ونطالب بتضافر كل الجهود للقضاء على الارهاب
جاءت ضربة الارهاب الجبان هذه المرة فى فرنسا, مما أسفر عن مصرع ما لا يقل على المائة وثلاثين وجرح اكثر من 350 من المواطنين الأبرياء العزل, فى عدة تفجيرات متزامنة فى قلب باريس. ولم تكن "غزوة باريس", كما سماها التنظيم الارهابى المسمى بالدولة الاسلامية, هى العملية التي قامت بها التنظيمات الارهابية العالمية بحق بلدان الغرب, فلقد سبقتها أحداث الحادى عشر من سبتمبر فى الولايات المتحدة الأمريكية, وما تلاها من عمليات فى لندن وأسبانيا و"شارل ابدو" فى فرنسا. واكدت على ان الارهاب ليس له دين ولا وطن ولا حدود.
ان الحزب الشيوعى المصرى, اذ يدين بشدة هذه العملية الارهابية البشعة .فانه ينعى الضحايا الأبرياء لهذه الأحداث المأساوية ويتمنى الشفاء لجميع المصابين,ويلفت النظر الى أن العرب والمسلمين كانوا أولى ضحايا هذا الارهاب المتوحش, الذى لازال يضرب حتى الأمس المباشر فى العراق ولبنان وسوريا واليمن والكويت ومصر وليبيا والصومال ومالى .. الخ. وبالأمس فقط قضى ما يربو على الأربعين شهيدا وعشرات الجرحى فى تفجير انتحارى فى منطقة برج البراجنة بضاحية بيروت الجنوبية, ونعاهم الحزب فى حينه. واذا كان الفكرالظلامى الدموى, الذى يقف خلف الفظائع الدموية لهؤلاء المتوحشين, ينتمى الى نمط من التفسير المنغلق فى التراث الاسلامى.
فلابد من التذكير بأن من درب ومول وأنشأ هذه التنظيمات انما هو الغرب الامبريالى المتمثل فى الولايات المتحدة وحلفائها. بداية من رعاية تنظيم القاعدة فى أفغانستان بالمال والسلاح والتدريب, حتى الاشراف على تأسيس تنظيم الدولة على أيدى أبى بكر البغدادى الذى تم الافراج عنه من سجون الاحتلال الأمريكى فى العراق, ابان زمن الاحتلال. وليس القاء المعدات والمساعدات لهذا التنظيمات من الجو أثناء الحرب في سوريا, تحت زعم الخطأ, عنا ببعيد. كما أن اغماض الطرف عن تجارة النفط والآثار لما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية وتدفق عناصره عبر الحدود التركية وبتفاهمات أمريكية سعودية , لأمر واضح وضوح الشمس.
وما كانت هذه الضربات, فى باريس, سوى نتيجة لاحساس التنظيم بأن الغرب قد باعه (كالعادة) بعد أن استشعر قرب نهاية التنظيم بعد الانتصارات المتلاحقة التى حققتها القوات العراقية والسورية . وبعد التدخل الروسى الجدى والحاسم ضد التنظيم فى سوريا, والذى كشف بجلاء زيف دعاوى التحالف الأمريكى بمحاربة هذا التنظيم.خاصة بعد تصريح اوباما المشبوه بان القضاء على التنظيم يتطلب اكثر من عشر سنوات .و لقد ارتأى الغرب مؤخرا ضرورة الاسراع بالاسهام فى عملية القضاء على هذا التنظيم حتى لاينفرد الروس والايرانيون والعراقيون والسوريون بهذا المجد, وحتى لا يخرج الغرب من معادلة التأثير فى مجريات الأحداث فى المنطقة.
ولعل اختيار باريس, على التحديد, فى هذه المرة, قد جاء نتيجة لكون فرنسا شاركت في العمليات الاخيرة لضرب التنظيم , كما أنها تحتوى على البيئة الأكثر احتضانا للتنظيم, بما يجعله أقدر على الحركة فى ساحاتها, فضلا عن التأثيرالرمزى الكبير لباريس العلمانية فى الاعلام والرأى العام العالمى. بما يعنى ان الرغبة فى الانتقام واستعراض القوة والوجود يمثلان الهدف المزدوج لهذه الضربات.
اننا نخشى من تصاعد هيستيريا العداء للاسلام وكذلك تصاعد نفوذ اليمين المتطرف في فرنسا واوروبا الذي يمكن ان يؤدي الي نتائج وخيمة والي تفاقم العنف والارهاب والتهميش والتمييز ضد العرب والمسلمين والمهاجرين عموما الذين هم في الاساس ضحايا لمؤامرات الامبريالية العالمية .
ان هذه العمليات الارهابية لتؤكد بقوة على صحة الرؤية المصرية بأن الارهاب خطر يهدد الجميع ولا يوجد من هو بمأمن من ضرباته, وانه لا يمكن مكافحته بشكل انتقائي كما يحدث في مصر و سوريا وليبيا وغيرها.كما انه لايمكن التفرقة بين ارهاب هذه الجماعات المتطرفة، وارهاب الجماعات الاخرى التي يسمونها بالمعتدلة كالاخوان المسلمين ، ولا يمكن مكافحته على نحو انتقائى. ومن هنا فاننا نعيد التأكيد على أن من يلعب بنار التطرف والارهاب لابد أن يحترق بها. فلتتكاتف كل الجهود من أجل القضاء الناجز على هذا الخطر الماحق الذى يهدد الجميع،ومواجهته بشكل شامل وليس على المستوى الامني فقط .
الاحد 15 نوفمبر 2015
الحزب الشيوعي المصري
المكتب السياسى