- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الإثنين, 14 كانون1/ديسمبر 2015 18:22
طريق الشعب
استضافت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الكاظمية والمنتدى الثقافي الشهري يوم السبت الماضي الرفيق الدكتور حسان عاكف عضو المكتب السياسي للحزب، للحديث عن (الحراك الجماهيري واثره في الاصلاح السياسي).
في بداية الامسية اشار الرفيق حسان عاكف بشكل مكثف الى ابرز الاحداث المحلية والاقليمية والدولية الراهنة وتأثيراتها على الاوضاع في بلادنا وارتباطها بتلك الاوضاع، وذكر بالاتفاق النووي الامريكي- الايراني وتأثيراته الايجابية، والحراك في الموقف الدولي باتجاه الاقتراب اكثر نحو الحلول السياسية في سوريا، خصوصا بعد التدخل العسكري الجوي الروسي، وما شهدته اروقة الامم المتحدة وجنيف وفينا من لقاءات ومؤتمرات ذات علاقة بالازمة السورية، وازمة العلاقة الروسية التركية. وذكر الرفيق عاكف بالنجاحات والانتصارات التي حققتها قواتنا الباسلة في محافظات صلاح الدين والانبار، مختتما حديثه حول هذه المستجدات بالاشارة الى التدخل العسكري التركي في اراضي بلادنا والادانات الواسعة له في داخل البلاد وخارجها، والمطالبة بالانسحاب الفوري لهذه القوات.
وفي معرض حديثه عن التحركات الجماهيرية والتظاهرات الشعبية، التي شهدتها عموم المحافظات وهي تدخل شهرها الخامس، تناول الرفيق عضو المكتب السياسي للحزب الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية التي قادت اليها وفجرتها، مؤكدا على مخاطر نظام المحاصصة الطائفية المقيت، ومشيرا الى مشروعية مطالب الحراك في اصلاح النظام السياسي ومحاربة الفساد وتأمين الخدمات الاساسية للمواطنين، وصولا الى احداث نقلة نوعية في اوضاع البلاد.
وتطرق الرفيق الى طبيعة الحراك المدنية السلمية وطابعه الوطني العام بعيدا عن الاطر الطائفية والمناطقية، حيث شاركت فيه قوى وشرائح اجتماعية وسياسية وطبقية متنوعة مدنيين ومتدينين، من النساء والرجال والشباب ومن مهن ووظائف وحرف متنوعة يظللهم جميعا العلم العراقي، وهذا شيء مفرح ومشجع لاستمرار هذا الحراك الجماهيري بصيغ واشكال متنوعة.
و بعد تأكيده على الهدف الرئيس للحراك المتمثل بالاصلاح والتغيير، اشار د. حسان عاكف الى الشروخ التي احدثها الحراك في البناء الطائفي العرقي للنظام، والضربة التي وجهها لوباء المحاصصة المدانة والمرفوضة شعبيا، والى إسهام التظاهرات في رفع مستوى وعي الجماهير بحقوقها وقدرتها على التغيير. اضافة الى الشعبية الواسعة التي حظي بها شعاري المطالبة بالدولة المدنية والعدالة الاجتماعية. هذا الى جانب اجراءات وخطوات ايجابية تتمثل بتقليص رواتب ومخصصات اصحاب الدرجات الخاصة وتحديد الايفادات الحكومية، والغاء مناصب عليا، وبعض الاجراءات التي تحد من البذخ والتبذير في دوائر الدولة، واقرار قانوني الاحزاب والعمل والضمان الاجتماعي واقالة مسؤولين في السلطة الاتحادية والحكومات المحلية. وذكر الرفيق ان خطوات الاصلاح لاتزال خجولة ومترددة وتراوح في مكانها، رافقها ارباك في اصدار بعض القرارات غير المدروسة التي اثرت سلبا على رواتب الموظفين والمتقاعدين. الى جانب التردد الواضح في اتخاذ اية اجراءات جدية تستهدف الفساد المستشري ورموزه الكبيرة. كل هذا شجع الجهات المتضررة من التوجه نحو الاصلاح والمعارضة له، وهي جهات قوية ومتنفذة، الى التحرك لإجهاضه ووأده، وهو ما نشهده اليوم، كما حصل مع بيان مجلس النواب حول عدم التفويض، ومن تصريحات وتحركات لمسؤولين كبار في الدولة وقادة لاحزاب وكتل سياسية.
وفي ختام حديثه اكد عضو المكتب السياسي للحزب ان الاحتجاجات والتحركات الجماهيرية ستتواصل وبأشكال واساليب سلمية متنوعة مادامت الاسباب الموضوعية التي قادت الى الهبة الجماهيرية قائمة، بغض النظر عن المآل الذي ستصل اليه التظاهرات، مؤكدا ان الحزب الشيوعي العراقي يقف الى جانب استمرار الاحتجاجات والابداع في تطوير اشكالها وصيغها.
في الجزء الثاني من الندوة شارك الحضور في تقديم مداخلات واستفسارات حول الحراك الجماهيري، مشيدة بمواقف الحزب وشعاراته. كما اشير الى اهمية ان تواصل المرجعية الدينية دورها في دعم الاصلاح، وتستمر في ادانتها لتعثر برنامج الحكومة الاصلاحي وعدم الجدية في محاسبة الفاسدين. ودعا متحدثون الى ضرورة ان يواصل المتظاهرون حراكهم، مستفيدين من تجربة التظاهرات والاعتصامات التي شهدتها مصر على سبيل المثال.
واكدت مداخلات اخرى ادانتها للغزو التركي داعية الحكومة الى اعادة النظر في الاتفاقيات والمعاهدات العسكرية المبرمة مع تركيا.
هذا وقد أدار الندوة الرفيق باسم المنذري سكرتير منظمة الكاظمية.