فنزويلا : الرئيس مادورا: "سوف لن نرضخ"

رشيد غويلب
بعد خسارة تحالف "القطب الوطني الكبير" اليساري الحاكم في انتخابات السادس من كانون الأول الحالي، وقيام ثنائية السلطة في فنزويلا حيث يقود رئيس الجمهورية اليساري السلطة التنفيذية، وفيما تهيمن المعارضة اليمينية على ثلثي مقاعد البرلمان، تثار الكثير من الأسئلة عن تداعيات الحدث على مستقبل التجربة اليسارية في القائمة في فنزويلا منذ 17 عاما. وعموم تجربة اليسار في امريكا اللاتينية والتي ستحتاج الى اكثر من وقفة تفصيلية. وفي محاولة للعثور على أجوبة أولية نشرت جريدة "Il Manifesto" (البيان) الايطالية اليسارية، في العاشر من الشهر الحالي مقابلة مع رئيس الجمهورية الفنزويلية نيكلاوس مادورا قدم فيها تصورات موجزة عن الواقع السياسي الجديد في البلاد. في ما يلي أهم ما تضمنته أجوبة الزعيم اليساري:
في البداية تناول الرئيس علاقة القوات المسلحة بالمجتمع المدني، مؤكدا إن تحالف الجيش والمجتمع المدني يتعزز عادة في الأوقات الصعبة، هكذا كان الأمر إبان محاولة الانقلاب العسكري ضد الرئيس شافيز عام 2002 ، وكذلك في مواجهة عمليات تخريب إنتاج النفط من قبل احتكارات النفط العالمية. ونحن خبرنا الكثير من الصعوبات. وان وحدة الجيش مع المواطنين المدنيين قوية في سبيل الوطن. ان الأوقات التي كان فيها جزء من القوات المسلحة الوطنية في خدمة المصالح الأجنبية كصندوق النقد الدولي، والخصخصة، الذين نهبا مواردنا، لا يملك بعد الآن شرعيته التاريخية.
وعن مستقبل التحالفات التضامنية المتعددة التي أطلقتها فنزويلا في أمريكا اللاتينية، وشحنات النفط التي تصدرها بأسعار تفضيلية إلى كوبا وبلدان البحر الكاريبي شدد مادورا على: علينا الاستعداد لمواجهة الزلزال السياسي الذي بدأ مع فوز موريسيو ماكري، مرشح الاحتكارات في انتخابات رئاسة الجمهورية في الأرجنتين. اليمين الفنزويلي سيقاد من واشنطن وصندوق النقد الدولي، ومع الأسف علينا أن نعيش سنوات عودتهم. إن اليمين يريد إنهاء جميع إشكال التعاون بموجب اتفاق "بتروكاريبي" عام 2005 (توريد النفط بأسعار تفضيلية)، وبهذا سيتسبب في كارثة إنسانية. وهم يريدون عودة علاقاتنا مع بلدان البحر الكاريبي و أمريكا اللاتينية والصين وروسيا إلى الصفر، للقضاء على استقلال وسيادة القارة. ويريدون تفكيك جميع التحالفات السياسية والاقتصادية القائمة بين هذه البلدان.
ولكننا سنبني جبهة المواجهة، ونحن في الحزب الاشتراكي الموحد معتادون على مواجهة المشاكل. ان جميع بلدان القارة تجد نفسها في خندق واحد. لقد أعلنت القيادة الجنوبية للقوات الأمريكية خططها. والوثائق التي نشرتها الولايات المتحدة بعد 50 عاما على إقرارها، تؤشر خطط زحزحة الاستقرار التي اتبعتها الولايات المتحدة في ظروف تاريخية اخرى: في غواتيمالا، في البرازيل، وفي تشيلي. والأجيال الشابة ستعيش حقيقة الحرب الاقتصادية، والدور الذي ستقوم به مراكز الحرب الإعلامية.
ويعتقد وزيرة الخارجية الأمريكي جون كيري انه حاكم فنزويلا لذا فهو يتدخل في كل تفاصيل السياسة الداخلية وسيادة بلدنا. تماما كما فعل في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وحتى ضد مصالح شعبه ، الذي لم تكن علاقته مع فنزويلا البوليفارية قريبة جدا كما هو الحال الآن.
وعن حركات التضامن مع التجربة الفنزويلية طيلة هذه السنوات، والأسئلة التي تدور في أوساطها بشأن مستقبلها، والأخطاء التي رافقتها، والمراجعة المطلوبة، والمهام المقبلة لهذه الحركات عبر رئيس الجمهورية عن امتنانه الدائم للتضامن المستمر مع التجربة في بلاده، وان أهداف الثورة الفنزويلية ، هي أهداف جميع الشعوب التي تناضل في سبيل الحرية والسلام على ارضية العدالة الاجتماعية. وعلينا جميعا التعامل بحسم مع الأسئلة المطروحة، لقد خسرنا معركة. والانتخابات مهما كانت أهميتها هي معركة في مسار مشروع التحولات المشتركة.
سنستمر في العمل مع شعبنا، وسنسعى إلى الحوار مع الأوساط التي صدقت أكاذيب اليمين، والذين سيتلمسون بشكل مباشر ما نوع "التحول" الذي تطالب به المعارضة بصوت عال. والكثير من المواطنين الذي لم يتعرفوا على الوجه الحقيقي لليمين خلال سنوات الجمهورية الرابعة 1958- 1998، يعتقدون انه لا يمكن المس بالمنجزات التي تحققت خلال التجربة الثورية، ولكن الأمر لن يكون كذلك، وسيلاحظون ذلك بسرعة.
وسوف يتلمس الجميع تضامن تجربتنا الثورية في القضايا التي توحدنا: في قضية حرية المرأة، والحريات الشخصية، وحرية الرأي، ومعاداة الحرب، ومن اجل استقلال الشعوب. "نحن هنا، ونحن غير مستعدين للرضوخ".