هل يسمع المسؤول؟...جواز سفر*

بين مئات السلبيات في دوائرنا ومؤسساتنا لا نعدم مكاناً مريحاً، نجد فيه نظاماً وآلية واضحة وتوزيع عمل ولطفاً انسانياً.
ونحن الذي زرعت فينا شرطة العهود السابقة وامنها الكثير من الخشية واللا رضا، نشعر ان هناك ما يستحق الثناء وما يستحق ان نتمنى مثله في الدوائر الاخرى.
من تجربتي في الحصول على شهادة الجنسية والمعاملة كانت في الكرادة بغداد، شعرت بأنني في دائرة سلسة وضباطها طيبون يصغون لك ويحاولون ايجاد سبب للصواب والموافقة لا خلق العثرات والبحث عن سبب للرفض. هذه نعمة وهذا ما نتمناه لكل دوائرنا.
بقي ان اقول، ان كان الانسان يمتلك وثيقة قديمة رسمية لا شائبة عليها ولاشك، لماذا لا تعتمد، باعتبار العملية عملية تجديد لا اصداراً جديداً؟ نعم هم يعتمدون القديم ولكن ما دامت رسمية وصادرة في زمن لم يكن فيه تزوير ولا كان استنساخ ولا تصوير، وهي اصلية وواضحة من الورق والطباعة، ألا يمكن توفير الجهد لهم ولنا؟
الدقة مطلوبة، لكن وجود هوية احوال مدنية وشهادة ممزقة، يمكن تسلم القديمة بعد تدقيقها او التأكد منها بايجاز ما دامت الامور واضحة. هذا لا يمنع، بل يؤكد انني كنت في دائرة نظيفة مبنى ومكاتب وانجاز معاملات وخلقاً طيباً نباركهم ونشكرهم عليه.
يمكن ان نقول مثل هذا في مكاتب جوازات السفر، خطوات العمل واضحة، ومراحل الانجاز فيها ما يستوجب الاشادة والشكر. لكن جواز سفري انتهت صلاحيته ويتطلب تجديداً لا ضرورة للكثير من الخطوات. هناك حاسبة تتأكد من سلامته ويعطى الجواز من المكتب نفسه ولا ضرورة لسبعة او ثمانية ايام، ربما عشرة لتتسلمه من العامة. ماذا تفعل العامة غير ان تدقق سلامته وتملأ صفحات الجواز الجديد؟ السلامة يمكن التأكد منها من الحاسبة ويصرف الجواز من المكتب ولكن استعراض تواقيع. لتكن لنا ثقة بمن نعهد اليهم بالعمل. وحتى اذا اردنا رأي المديرية العامة، هذا يمكن ان يكون من الانترنت ويصل الجواب بعد يوم مثلاً.
اقدر لكم جهدكم وسلامة عملكم ايها الاصدقاء، لكن هذا لا يمنع من اختصار مرحلة يمكن اختصارها.
الجوازات ثاني دائرة في وزارة الداخلية نرفع لها ايدينا بالتحية وبالامتنان! لو ان هذا التنظيم والانضباط يعم دوائرنا كلها ليرتاح الناس من الفوضى!