الحزب الشيوعي المصري: نطالب بإقالة وزير الداخلية ونحذر من محاولات الأمن تفتيت وحدة الجماعة الصحفية

يؤكد الحزب الشيوعي المصري تضامنه الكامل مع نقابة الصحفيين في مطالبها بإقالة وزير الداخلية، لمسئوليته المباشرة عن اقتحام مقر النقابة بالمخالفة للقانون والدستور وكل الأعراف السياسية والوطنية والدولية في سابقة خطيرة لم تحدث من قبل ، وقبل يومين من الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، ونطالب بالاعتذار الرسمي لجموع الصحفيين عن اقتحام مقر نقابتهم، نظرا لأن الرئيس وحكومته يتحملان المسئولية السياسية عما حدث، كما نحذر من المحاولات المحمومة لأجهزة الأمن والأبواق الإعلامية التابعة لها لتفتيت وحدة الجماعة الصحفية، ووقف حملات التشويه ضد الصحفيين التي تستهدف خلق مناخ معاد لهم في المجتمع قبل ساعات من انعقاد جمعيتهم العمومية الطارئة يوم غد "الأربعاء".
ولقد كشف اقتحام قوات الأمن مقر نقابة الصحفيين يوم الأول من مايو، وما سبقه من تجاوزات وجرائم في العديد من وقائع الاعتداء على المواطنين وعلى الحقوق والحريات العامة عن الحقائق التالية:-
- إن قوى الثورة المضادة، التي ما زالت متحكمة في أجهزة ومفاصل الدولة، وخاصة في وزارة الداخلية، تلعب دوراً خطيراً لا يستفيد منه سوى قوى الفوضى وأعداء الوطن في الداخل والخارج وجماعة الإخوان الإرهابية، وأنه لن يمكن اجتثاث جذور الإرهاب وبناء الدولة المدنية الحديثة، التي ينشدها الشعب ونص عليها الدستور، دون تحويل وزارة الداخلية من جهاز قمع واستبداد اعتاد مخالفة القوانين والأعراف وخدمة أمن النظام الحاكم إلى جهاز شرطة مدني مهمته توفير الأمن وحماية المواطنين ومكافحة الجرائم في إطار القانون والدستور، وما يتطلبه ذلك من تغيير في السياسات والقرارات والقيادات والإجراءات المتعلقة بهذه الوزارة .
- إن الشعب الذي ثار في 25 يناير و 30 يونيو 2013 لن يتوقف عن مواصلة النضال لتحقيق أهداف ثورتيه والتخلص من قوى الظلام الفكري وقوى الظلام السياسي معاً، حتى يتمكن من الشروع في بناء دولة "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية"، التي حدد ملامحها دستور 2014، حيث أن الطبقة التي نهبت ثروات البلاد طوال العقود الأربعة الماضية، وخربت مقومات الاقتصاد المصري الأساسية من صناعة وزراعة وقطاع عام إنتاجي وخدمي، كما خربت التعليم والصحة والثقافة والإعلام، في ظل تحالف ظلامي فكري وسياسي تتستر خلفه قوى النهب والفساد، ما زالت تفرض سياساتها على العديد من أجهزة ومؤسسات الدولة.كما أن أذناب هذه الفئات في وزارة الداخلية هم الذين يتحملون المسئولية الاساسية في تشويه التضحيات الكبيرة التي يقدمها رجال الشرطة في مكافحة الإرهاب.
- إن قوى الثورة المضادة التي أسرعت، عقب تخلص الشعب من حكم الإخوان، لاستعادة الأرض التي فقدتها خلال ثورة يناير ومواصلة سياسات النهب والفساد،تحاول الآن الهيمنة على النقابات المهنية التي تخلص أعضاؤها من هيمنة الإخوان على نقاباتهم، فقد سبق اقتحام نقابة الصحفيين بعدة شهور هجمة منظمة ضد الأطباء ونقابتهم، لم يوقفها سوى تلاحم الأطباء في جمعية عمومية حاشدة وغير مسبوقة في تاريخ النقابة، وسبقه تجاوزات وجرائم تعذيب وقتل ضد أفراد من المحامين والمواطنين في محافظات محتلفة، كما سبقه ويواكبه حملة منظمة لتصفية النقابات العمالية التي نشأت بإرادة العمال ، وفرض التنظيم النقابي الحكومي، وسعيها لتمرير قانون استبدادي معاد للحريات النقابية ومخالف للدستور والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر.
وكان طبيعياً أن تحتضن نقابة الصحفيين، باعتبارها منبراً للدفاع عن حريات وحقوق الشعب المصري، فعاليات الدفاع عن حق المصريين في الصحة، وأن تقبل استضافة احتفال العمال بعيدهم يوم الأول من مايو، والذي منعت قوات الأمن إقامته قبل ساعات من اقتحام النقابة، التي كانت تحاصر محيطها استعداداً للاقتحام، للقبض على اثنين من الصحفيين اعتصما بمقر النقابة، ولا شك ان تضامن المحامين والاطباء والمهندسين مع نقابة الصحفيين وتضامن العديد من الاحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني يمثل رسالة قوية للسلطة بضرورة وقف هذه التجاوزات والانتهاكات التي ستدفع بالبلاد الى عواقب وخيمة يصعب تداركها.
عاش كفاح ووحدة الصحفيين من أجل الحرية والديمقراطية
عاش كفاح الشعب المصري
القاهرة 3 مايو 2016
المكتب السياسي
الحزب الشيوعي المصري