الولايات المتحدة.. مسيرات الاحتجاج تتواصل ، تضامن عالمي واسع ضد عنف الشرطة العنصري

طريق الشعب
اصبح شعار "حياة السود مهمة" يكثف الرد على عنف الشرطة الأمريكية العنصري المتواصل ضد مواطنيها السود. الأمر الذي فجر حركة احتجاج واسعة في الولايات المتحدة الأمريكية توازيها حركة تضامن عالمي ارتقت الى مستوى الحدث. لقد شهدت العديد من المدن الأمريكية في عطلة نهاية الأسبوع تظاهرات واسعة لإدانة عنف الشرطة بعد ان قتلت بالرصاص في الأيام الأخيرة اثنين من الأمريكيين السود في سانت بول وباتون روج. و في مدينة سانت بول في ولاية مينيسوتا، قام شرطي بإطلاق النار على المواطن الأسود فيلادو كاستي وارداه قتيلا في سيارته. وقطع مساء السبت مئات من المحتجين الطريق السريع رقم 94 وألقوا الحجارة والألعاب النارية والزجاجات على الشرطة. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع واعتقلت اكثر من 100 متظاهر، معلنة عن اصابة 21 من منتسبيها. من جانبه قال رئيس بلدية سانت بول، كريس كولمان: "ان ما حدث ليس تعبيرا عن الحزن او تظاهرة كما يدعون، ان هذا ما يطلق عليه المرء انتفاضة، او عنف".
وكذلك في باتون روج، لويزيانا، حيث أطلق شرطي النار على بائع الأقراص المدمجة الأسود ألتون سترلنغ، واعتقلت الشرطة الثلاثاء الفائت أكثر من مائة متظاهر، هذا ما نقلته وسائل اعلام محلية عن شرطة المدينة. وفي سان فرانسيسكو استطاع الحضور الكثيف للشرطة منع المتظاهرين من احتلال تقاطع شوارع رئيس. وفي مدينة فونكس في ولاية اريزونا استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة. وفي مدينة روتشستر في ولاية نيويورك، ألقت الشرطة القبض على 74 متظاهرا بعد تفريق جمع من المعتصمين.
واعتلقت الشرطة الناشط المدني الأمريكي داري مككسون دون اسباب تذكر. وكان داري قد صور بواسطة تلفونه الخاص عملية اعتقاله وبثها على شبكة الإنترنيت. وكان فيديو مماثل لحادثة قتل الناشط الأسود ألتون سترلنغ قد تسبب في تفجير رفض عارم لعنصرية الشرطة. وقد اثبتت اشرطة الفيديو ان المتظاهرين لم يقطعوا الطريق في حين عملت الشرطة على استفزازهم باستمرار.
ودافع الرئيس الامريكي باراك اوباما ، بعد مشاركته في قمة الناتو التي عقدت مؤخرا في وارشو، بشكل غير مباشر عن ممارسات الشرطة، عندما اكد في تصريحات له خلال زيارته القصيرة الى اسبانيا، أن الهجمات والاعتداءات التي تستهدف الشرطة احتجاجا على تمييزها ضد السود ستؤذي حركة "حياة السود مهمة" المعادية للعنصرية، وذلك بعد ايام من مقتل عدد من رجال الشرطة في دالاس بولاية تكساس
وقال أوباما إنه بالرغم من ان اغلب الناشطين في الحركة المذكورة يطمحون الى بناء علاقات افضل بين السود واجهزة الامن، فإنه من شأن العنف والانتقاد المبالغ به للشرطة ان يقوضها.
ضحايا العنف العنصري بالأرقام
نقلت وسائل اعلام امريكية احصاء لعدد الأمريكيين الملونين الذي فقدوا حياتهم بفعل عنف الشرطة العنصري في عام 2016 في بلد تدعي حكومته انه بلد الحرية الاول عالميا. وكانت الأرقام المعلنة كالتالي: كاليفورنيا 67 ضحية، وتكساس 48، وفلوريدا 37، وأريزونا 23، وكولورادو 20، وجورجيا 18، وكارولينا الشمالية 18، وألاباما 15، وإلينوى 15، ونيومكسيكو 15، وميزوري 14، ومدينة نيويورك 14، \و فيرجينيا 14، واوهايو 13، وبنسيلفانيا 12، وتينيسي 12، وفي العاصمة واشنطن 12، ولويزيانا 11، وويسكونسن 11، وأوريجون 10، وكنتاكي 8، وباقي اعداد الضحايا موزعة على باقي الولايات والتي بلغ حدها الأدنى ضحية واحدة. وبلغ مجموع الضحايا التي تم رصدها حتى السادس من تموز الجاري 545 ضحية.