بعد ان كلف احد اقربائى من كبار السن احدا لقضاء حاجة له وبعد ان كررها ثلاث مرات. قال له ( سويتها قصة كاروك هاشم النجار)
مما حدى بي ان اتشوق لمعرفة هذه القصة من لسانه وهو معاصر لتلك الايام . وهو ابن اختنا الحاج الشيخ سامي جوني فاخذ يسردها علي, وها انا ارويها لكم
الحاج مهدي محمد صالح , من وجهاء المدينة والميسورين فيها. و من تجارها. المرموقين. ومن العوائل. الاولى فيها, تزوج في الثلاثينيات من القرن الماضي.وحينما شعر بان الله رزقه طفلا في الطريق. قرر ان يعمل كاروكا ومن لا يعرف الكاروك(وهو المهد اوالسرير الخشبي المزركش بألوان زاهية الذي ينام فيه الطفل الصغيراو الرضيع:) وما زالت الترنيمة الجميلة التي كانت ترددها امهاتنا أطال الله في اعمارهن او يرحمهن الله بصوت شجي ترن في ألاذان وهي تهز ذلك السرير (الكاروك قائله له :
دللول يالولد ياابني دللول
عدوك عليل او ساكن الجول
فذهب الى هاشم النجار وكان رجلا, يمتلك روحا جميلة لا تفارقه الدعابة في اي وقت وان كان يعمل. او يمشى فهو يتحرش بالآخرين لشعوره انهم اخوته واحبته. فاتفق مع الحاج محمد صالح على مبلغ ومواصفات الكاروك. وكلما يأتي له الحاج محمد صالح يوعده, بانه قريبا ان ينجز
حتى عجز من الذهاب اليه. فقر ان لا يذهب مرة اخرى لهاشم النجار ابو خزعل. حتى رزق بولدة البكر طارق عام 1934 وتركه الحاج محمد صالح واشترى لفلذة كبدة وابنه كاروكا اخر . وتمر الايام والسنيين وكبر الجميع. واصبح طارق شابا جميلا يعمل مع والده في محله لبيع الادوات الكهربائية . في محلة القديم. قرب المرحوم سيد عيسى الطلقاني التنكجي وبعد ان اشتد عودة واصبح شابا قرر الحاج مهدي محمد صالح ان يزوجه. وهو لم ينفك ان يطالب هاشم النجار بإنجاز الكاروك الموعود. وحينما علم ان زوجة ولدة طارق حاملا بطفلها البكر زيدون وهو من مواليد1959 او1960 ذهب يعاتب النجار متى يا اخى تنجزه فما بالكم برد هاشم النجار ذلك الرجل المحبوب من الجميع ومن يمازح ويضحك مع الجميع
( والله حجى تريد الصدك هو الصوج مو صوجك الصوج مني لو ادري هيج مستعجل على الكاروك جان ما اتفقت وياك؟ كلمة الصوج تعني السبب) فاخذ الحاج محمد صالح يضحك من قلبه مع من حضر حتى كادوا ان يسقطوا من الضحك والجميع يركض على هاشم النجار
يضربه . بحب و تمزيق ملابسه. اكثر من ثلاثون عاما من الاتفاق
ويحسبها المرحوم هاشم ان الرجل متعجل , فكيف لو كان بيننا الان ونحن في عصر السرعة. وزمن الشبكة العنكبوتية وثورة الاتصالات
وبقي كاروك المرحوم طارق وولدة الاستاذ زيدون لم ينجز, والصراع مستمر بروح الدعابة قائمة حتى بات يضرب مثلا بين الناس حينما , لا تنجز اعمال الناس هل هو كاروك هاشم النجار.ولا يزال منقوش في ذاكرتي منظر التوابيت التى كان يعملها ويجعلها خارج محله لمن يحتاجها
في ساعة وياتي بعد ايام لاعطائه مبلغها لان التوابيت كانت لا تسترجع من النجف الاشرف؟ رحم الله ناسنا واهلنا الطيبين